روايه نوح والامانه
حالتهم ايه يا جدعان الفجر قرب يأذن ...احنا مش هنتسحر واللا ايه
انا هطلب لكم سحور حالا انتو نورتونا
ليلتفتوا على صوت نوح الذى لم يشعر بوجوده أحد لترفع أمانة رأسها لتلتقى أعينهم لأول مرة منذ سنوات طوال
لينسى نوح نفسه وهو يحاول تذكر ملامحها القديمة ولكنه لايستطيع أمام مايراه فكانت أمانة ذات بشړة برونزية متوردة الوجنات وكأنها تجلس نهارها بين امواج البحر وتحت أشعة الشمس وعينان كعينا المها برموش بنية كثيفة والتى على مايبدوا أنها بنفس لون شعرها الذى اطلت أطرافه من تحت حجابها وأنف صغير مرفوع الطرف بكبرياء أما شفتاها فكانت قصة أخرى فكانت شفاه مغوية ذات سحبتى ابتسامة بجانبيها ليسأل نوح نفسه .. متى حدث كل ذلك الجمال وكيف
هدى بابتسامة واسعة ماشاء الله يانوح ..كبرت ياحبيبى احنا كنا أصحاب على فكرة وانت صغير
نوح اهلا يا طنط ازى حضرتك انا فاكر حضرتك كويس ثم حيا نوح أسامة بترحاب شديد وهو ينظر لأمانة بشغف وكأنه يتخيل ملامحها من تحت نقابها ليميل عليها قائلا انا فرحانلك من كل قلبى يا أمانة وحقك عليا ماتزعليش منى
.
يجلس الجميع بشقة نعمة بعد الحاح شديد من نوح لتناول السحور وما أن علمت سهر بأن أسامة شقيق أمانة على صلة قرابة بحاتم عبد الراضى الا واختلفت معاملتها تماما مع أمانة وظلت تتودد لها ولشقيقها
سهر ماتتصورش عترت فيكى مش هقدر افارقك تانى ابدا
هدى وهى تربت على قدم
هدى بس ده مايمنعش أن اخواتك عاوزين يعرفوكى وتعرفيهم وانا كمان محتاجة اشبع منك العمر مابقاش فيه اد اللى راح
أمانة بحب ربنا يديكى طولة العمر بس سيبونى شوية استوعب كل اللى حصل ده وبعدين نتفق هنع هل ستغفر له ماكان منه تجاهها كيف سيستطيع منعها من الابتعاد يجب أن يبقيها إلى جوارهم ولكنه لا يعلم كيف السبيل ليفيق من شروده على سهر وهى تتمعن النظر بوجهه ويخلو المكان من حوله من الجميع
نوح بدهشة ومن امتى ياسهر
سهر ببرود وهى تتجه إلى حجرة نومها هو ايه اللى من امتى ده
نوح من امتى بيفرق معاكى إن ممكن حد يتضايق
سهر ماتنساش أن الوضع دلوقتى اختلف لازم تفهم الكلام ده كويس
سهر وهى تستدير له بعدم صبر وضع أمانة اللى بالصدفة البحتة طلع فى صلة قرابة بين اخوها وبين عبد الراضى واحنا لازم نستغل الكلام ده لمصلحتنا
نوح كلام ايه ومصلحة ايه احنا اللى بينا مشروع مشترك ...شغل وماهواش خاص بينا ده بين الشركة اللى بنشتغل فيها والشركة اللى أمانة بتشتغل فيها يبقى ايه بقى اللى مصلحتنا ومصلحتهم والكلام الاهبل ده
نوح پصدمة طب مانتى خدتى الكوميشن بتاعك خلاص
سهر ده على المشروع اللى هنبتدى تنفيذه بس
نوح باستغراب ماتجيبى اللى عندك على طول ياسهر وبلاش اللف والدوران ده
سهر بنعومة يعنى ياحبيبى لما العلاقات تتوطد بينا وبينهم ممكن يبقى فى مشاريع تانية وتالتة ويتعرف عندنا أن احنا السبب فى زيادة الشغل ده والكوميشن بتاعنا يعلى ويعلى ..واللا ايه مش هتصحصح بقى معايا كده
نوح قلتلك ستين مرة انا مابحبش الشغل بالطريقة دى وبعدين مش اتفقنا من قبل ما ننزل مصر انك عاوزة تتغيري .. ايه بقى
سهر بامتعاض وماانا اهوه اتغيرت واتحجبت عشان تبقى مبسوط عاوزنى اعمل ايه تانى
نوح باشمئزاز بقولك ايه ياسهر ..انا كل اللى يهمنى انك ماتضايقيش أمانة عشان ماما ماتزعلش موضوع بقى الشغل ده بيبقى رزق من عند ربنا
ثم قال وهو متجها إلى الحمام انا هتوضى واصلى الفجر والحق انام ساعتين ...عاوز ابقى فايق وانا نازل الصبح
سهر وانت رايح فين الصبح
نوح لازم انزل الشغل الصبح
سهر بس احنا لسه معاد نزولنا بعد العيد
نوح مش رايح اشتغل رايح أثبت رجوعى واسلمهم الحاجات اللى معايا واخلص شوية مشاوير
سهر طيب بس ماتبقاش تعمل قلق لما تقوم تلبس
نوح ماشى بس انتى مش اصحابك مديينك حاجات توصليها لاهاليهم
سهر بعدين الدنيا مش هتطير
نوح دى أمانة يا سهر وصليهم واخلصي
سهر بعدم اهتمام بعدين بعدين مش هتفرق
نوح طب بصى انا كمان معايا حاجات هوصلهم بكرة معايا لأصحابها تحبى اوصللك حاجة
سهر بقلة صبر الشنطة الهاندباج الصغيرة فيها كل الحاجات اللى عاوزة توصيل ..طالما شاغل بالك اوى كده ..خودهم ووصلهم بس سيبنى انام بقى
نوح بدهشة انتى مش هتصلى الفجر قبل ماتنامى
سهر بامتعاض بقولك عاوزة انام
ليجذبها نوح من يدها برفق قائلا لما هتتوضى وتصلى الاول هتنامى وانتى مستريحة ياللا