روايه الشيخ الشعراوي
قصة اليوم من أجمل القصص
في إحدى دول الخليج، قضى الشيخ الشعراوي أكثر من 20 عامًا إمامًا لمسجد . بعدها، قرر الشيخ العودة إلى قريته المصرية البسيطة، حيث اشترى قطعة أرض ليبني عليها مسجدًا لأهل قريته، بما أفاض الله عليه من مال.
بدأ العمال في بناء المسجد، وشارك الشيخ في الإشراف على العمل، وبعد ساعات من العمل، أحس بالتعب، وتلطخ جلبابه بالغبار والدهان. فجلس على الرصيف المقابل للمسجد، ووضع رأسه بين يديه ليستريح قليلًا.
مرت به امرأة عجوز، ملابسها بسيطة، وملامح وجهها تحمل آثار الفقر. وضعت في يده جنيهاً معدنيًا، ثم واصلت طريقها دون أن تنتظر الرد.
رفع الشيخ رأسه مذهولًا، ونادى عليها بسرعة: "إيه ده يا حاجة؟"
أجابته المرأة معتذرة: "والله يا ابني، الجنيه ده هو كل اللي معايا! كنت هاركب بيه أروح... سامحني يا بني!"
يا لله! كانت تلك السيدة تعتذر لأنها لم تعطه أكثر من ذلك. لم يستطع الشيخ الكلام، فاستدعى سائقه وأمره بأن يصطحب هذه السيدة العجوز إلى بيتها، ويأتيه بتفاصيل حياتها كاملة.
بعد قليل، عاد السائق بما رآه، وبدأ يروي قصة المرأة. هي أرملة، لديها أربع بنات، وعانت كثيرًا بعد ۏفاة زوج ابنتها في حاډث. صارت الأسرة تتكون من سبعة أفراد، وكانت تخرج للعمل لتوفير لقمة العيش لهم.
بينما كان الشيخ يفكر في كيفية مساعدتها ماليًا، رن هاتفه. كان اتصالًا من أحد الأمراء الذين كانوا يصلون خلفه في الدولة الخليجية.
"مرحبا سمو الأمير!" قال الشيخ، وتحدث الأمير: "حان وقت إخراج زكاة المال، هل لديك في بلدك فقراء تعرفهم؟"
دارت رأس الشيخ من هول المفاجأة، وعلى الفور قص على الأمير قصة المرأة العجوز صاحبة الجنيه.
ما إن انتهى الشيخ من المكالمة، حتى قرر: "اشتري قطعة أرض كبيرة، وابنِ لها وللبناتها وحفيداتها بيتًا كبيرًا، وضع لها رصيدًا في البنك تنفق منه طوال عمرها، وتزوج أولادها وأحفادها!"
سبحان الله! دفعت تلك المرأة كل ما تملك لله، فأراد الله أن يجعل ثمرة نيتها الطيبة بيتًا كبيرًا لها وستراً أعظم منها ولذريتها من بعدها.