الامام ابو حنيفه
كان الإمام الشافعي ، وهو صغير ، يعد نفسه إلى السفر ، ليذهب متجهًا إلى مدينة الحبيب المصطفى ، صلى الله عليه وسلم ، المدينة المنورة ، وبينما هو يجهز نفسه ، إذ بأمه قد دخلت عليه ،
وقالت له : محمد ، انهض يا بني ، فإني قد أحضرت ستين ديناراً ، كي تأخذهم معك في رحلتك ، وكي تتمكن من الالتحاق بالقافلة المسافرة ، كي تتمكن من الارتحال إلى مدينة رسول الله .
وكان الغرض من وراء ارتحاله إلى المدينة المنورة ، أن يتلقى العلم ، والمعرفة على أيدي أفاضل العلماء ، والمشايخ الأجلاء ، والفقهاء الكرام ، ويتزود منهم بما أكرمهم الله من علم واسع ، ينفعه في أمور دينه ، وأمور دنياه ، تناول الطفل الصغير صرة الدنانير من أمه ، ووضعها في جيبه ، وشكر أمه ، وقبل يديها .
وهنا احتضنت الأم طفلها ، وأوصته كثيرًا بالصدق ،
قائلة له : ” عليك بالصدق يا بني ” ، وهمَّ الصغير ليلتحق بالقافلة ، وهنا احتضن أمه مرة أخرى ،
وقال لها : ” أوصني يا أماه ” ، فردت الأم قائلة : ” يا بني الحبيب ، عليك بالصدق ، وإياك والكذب ، فالصدق منجاة لصاحبه ” ، اقتنع الصغير ، وعانق والدته ، ورحل .
سارت القافلة متجهة إلى المدينة المنورة ، وبينما تسير القافلة ، قامت مجموعة من قطاع الطرق بالسطو على القافلة ، وقاموا بسړقة جميع الأشخاص الموجودين في القافلة ، ولما وجدوا الشافعي صغيرًا في السن ،
هنا تذكر الصبي ما قالته له أمه ، وقد أوصته مرارًا بالصدق ، لأنه بمثابة منجاة لصاحبه ، وعلى الفور ، رد الصبي قائلًا : ” نعم ، لدي صرة ، بها ستون دينارًا .
ولكن لم تصدقه اللصوص ، وتركوه ، ومشوا ، ظنًا منهم أنه يسخر منهم ، ويهذي كبقية الأطفال ، ولما ذهبوا إلى زعيمهم ، سألهم : ” هل سلبتم جميع ما بالقافلة ؟ ” ، فأجابوه بنهم ، وحكوا له ما حدث مع الغلام ، وهنا صمم على أن يذهبوا إلى الغلام ، ويأتوا به إلى زعيمهم .
وبالفعل ذهبوا ، وأحضروه ، فسأله زعيم اللصوص : ” أصحيح تملك صرة من الدنانير ؟ “فأجابه قائلًا : نعم ، فأنا معي ستون دينارًا ، على الفور مد الزعيم يديه ، وقال: ” أعطني إياهم ” ، فأخرج الغلام النقود ، فأخذها الزعيم ، ثم فرطها ، ليجد فيها المبلغ بالفعل .
تعجب الزعيم ، وقال : ” هل أنت مچنون يا صغير ” ، فرد عليه قائلًا : ” لماذا ؟ ” رد الزعيم : ” لماذا ترشدنا بنفسك إلى نقودك ؟ وتفصح عنها بإرادتك ؟ ، فكان من الممكن أن تكذب ، وكنا سنصدقك ، لأنك صغير ” رد الصبي : ” لأن أمي أوصتني بالصدق مهما كان ، وقد عملت بنصيحتها ” .
صعق الزعيم ، والتزم الصمت قليلًا ، وشعر بالندم ، لأمر طفل يصدق مع لصوص ، لا يخشون الله ، وأمر على الفور برد جميع ما سلب من القافلة ، وعلى رأسهم الشافعي ، وعاهدوا أنفسهم على التوقف عن قطع الطرق
إذا أتممت القراءة صلوا علي اشرف المرسلين صلي الله عليه وسلم