رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
سيعمل فمؤكد أن ما حدث لها لن يجعلها تصلح مرة أخرى وقطع غيار الهواتف جميعها حدث بها مثل الآخرين وأكثر مكتب مسعد ليس عليه أي شيء ومقعده محطم والرفوف الخشبية الذي كانت مثبتة في الحائط على الأرضية مهشمة..
ترى ما الذي حدث ما الذي حل عليهم ليحدث هكذا بعد ما رآه لم يحرك أي شيء من مكانه وظل واقفا ينظر فقط إلى أن أتى مسعد بعد أن أخبره بما حدث..
احمرت عينيه الخصراء پغضب حارق عندما شاهد ما حدث صار صدره يعلو وينخفض بسرعة على أثر هذا المشهد الكريه ولكنه لن يجعله يمر مرور الكرام لأنه يعلم تمام العلم
من الفاعل ولكن صبرا لن يردها الآن ولن يفعل أي شيء الأيام قادمة والكثير منها ستكون حزن وتعاسة عليهم فقط صبرا..
ابتسمت هدير بتشفي وراحة غريبة سارت بجسدها بعد أن استمعت إلى الذي حدث ل مسعد
أكدت والدتها حديثها وهي ترفع يدها أمام وجهها متمته بالدعاء عليه بحړقة
منه لله ربنا ينتقم منه قادر يا كريم
أومأت إليها هي الأخرى لترفع يدها مثل والدتها بجدية هاتفه بقوة وحزم
يارب... واشوفه بيتسلخ قدام أهل الحارة كلهم
ابتسمت مريم بخفة ثم زالت ابتسامتها وهي تجلس جوار شقيقتها على الأريكة قائلة بهدوء
تنهدت هدير بضيق وهي تتذكر شقيقها جمال وكيف يسير خلفه ويساعده ملقيا بنفسه في التهلكة أكملت حديث شقيقتها الصغرى
وعلشان لقي اللي يساعده كمان
أردفت والدتهم بجدية وهي تلوي شفتيها بضجر
عمل نفسه محكمة في الأرض نسي إن محكمة ربنا أقوى من أي حاجه
دا ربنا يشويه في ڼار جهنم ويجازيه على عمايله الو
ربتت مريم على فخذها بيدها وأردفت بهدوء لتجعل شقيقتها تهدأ
قليلا
متقلقيش هيتشوي في الدنيا وفي الآخرة ربنا مش بينسى حد مش ده كلامك
أومأت إليها بتأكيد على حديثها فالله لا يغفل عن أحد ويرد للمظلوم حقه ولو بعد حين وينال الظالم جزاءه في جميع الأحوال
ثم أكملت مبتسمة بسعادة واضحة
بس أنا بردو فرحانه أوي نفسي أشوف شكله عامل إزاي دلوقتي
لوت مريم شفتيها بضجر وهي تتذكر مظهره عندما رأته يجلس أمام المحل ويضع قدم فوق الأخرى بعنجهية وغرور
ولا حاجه وعامل نفسه مش هامه... شوفته وأنا راجعه من الكلية
ابتسمت هدير بتشفي واضح به وهي ترجع خصلات شعرها السوداء المائلة للبنيه إلى الخلف
لأ مهما بين أنه مش هامه بردو أكيد خسر كتير دا أنا لو عرفت مين عمل كده والله هشكره وأقوله تسلم ايدك يا كبير
يستاهل والله الشماته دي
وقفت هدير على قدميها متوجهة للمرحاض تهتف بجدية
أنا هقوم أصلي العصر وادعي عليه كمان... ربنا ياخده بقى المرة دي
انتقلت والدتها في مكانها لتتطلع على التلفاز وقالت ما قررت فعله لها لتجهز كل شيء في معاده
عايزين بكرة ولا بعده نروح البنك نجيب القرشين اللي فيه وننزل نجبلك شوية هدوم بيتي على خروج
استنكرت حديثها وظنت أنه مبكر لفعل ذلك فكل شيء موجود في جهازها سوى الملابس ولن يأخذ الأمر كثيرا من وجهة نظرها
لسه بدري يا ماما
ابتسمت الأخرى بسعادة وهي تنظر إليها قائلة بجدية وحب ظاهر في حديثها البسيط عن زواجها
بدري من عمرك يا حبيبتي الحج رشوان هيجي آخر الأسبوع ده يتفق على معاد الفرح ومعاد العزال يعني كلها تلت أسابيع والعزال يطلع مش عايزين نتأخر في حاجه وكله يبقى جاهز
أومأت إليها بابتسامة رضا واسعة وهي تراها تهتم لأمرها أكثر من أي شخص آخر في المنزل تعلم أنها تريد أن تراها أسعد شخص على وجه الأرض ولكن دائما ما باليد حيلة.. ذهبت متوجهة إلى المرحاض وهي تحمد الله على النعم الكثيرة الموجودة في حياتها..
مر ذلك الشهر سريعا دون أن يشعر به أحد مع حدوث تغيرات كثيرة للجميع أكثرها تأخذهم لمقر الفرحة العارمة..
الأولى هدير مرت عليها هذه الفترة بين المذاكرة والكلية و جاد فقط الذي أتى لها باسم جديد غير اسمها لا يناديها إلا به وحش! تحدثت معه كثيرا أو أكثر من الكثير أيضا بعد أن كانت لا تريده بسبب ذلك التشتت الغريب الذي حل عليها رأت أنه لا يوجد بحياته غيرها!..
في هذه الفترة وجدته يهتم بها كثيرا يحادثها في الصباح والمساء يطمئن عليها بين الحين والآخر يريد رؤيتها كل يوم ليكمل يومه وهو في سعادة وهدوء وجدته فكاهي ومرح أيضا معها كثير الضحك وتوزيع الابتسامات تشعر أن كل ذلك فقط لأجلها لا يريد إلا راحتها ويسعى لرؤية الابتسامة دائما على وجهها ليشعر هو بالراحة بعد ذلك..
يتصنع الانزعاج منها في بعض الأحيان ليستمع إلى حديثها اللين الذي تراضيه به ويريد أن يشعر قلبها بالحب والسعادة..
لقد زال عنها التشتت بعد أن أقتربت منه هي التي كانت تقول داخلها أنه ربما تقدم لها لأجل والده أو أشفق عليها بسبب ما فعله مسعد أمام الجميع ولكن مع مرور الوقت والتقرب منه وجدته ذلك الرجل الشهم والصالح البار بوالديه
وجدت به كثيرا من الأشياء التي لم تكن تعرفها عنه وعلمت أنه جاد الله عن حق اسم على مسمى..
وجدت به كل ما كانت تتمنى أن تحصل عليه في رجل أحبته وتمنته من كل قلبها بعد أن نالته وعلمت أنه لم يكن آتيا إليها بالقوة ظلت تحمد الله في صلاتها بدلا من دعائها أن يكن من نصيبها..
لقد شكرت الله كثيرا بعد أن وضحت لها الرؤية وشاهدت غيرته عليها ورأت نظرة الحب في عينيه يكاد يراها الأعمى ولكن مع ذلك لم يتحدث بعد ولم يعترف بشيء إليها سوى بعض التلميحات السخيفة منه مع كل هذا الحديث الرائع ولكن تتوق لسماع كلمة واحدة من بين شفتيه تجعلها تنسى على ما مضى ولا تتذكر سوى لحظة أن تحركت شفتيه بنطقها ولكن متى يا معذب الفؤاد متى!..
بينما هو!.. هل تحدث عن الفرحة من قبل. الآن فقط يشعر بالفرحة العارمة والسعادة المفرطة
من الأساس هو كل يوم معها يشعر بفرحة جديدة لم تمر عليه من قبل..
سعادته بوجودها معه أمام الجميع هكذا لا تقدر بثمن فرحته بكونها زوجته لا يستطيع أن يوصف كيف هي..
وهذا الشهر الذي قربها منه كثيرا وكثيرا أصبح يدين له بل صاحب فكرة عقد القرآن لأنه من جعلهم يتحدثون دون أن يضعوا حدود بينهم وكانت الأحاديث بينهم واسعة المدى..
يقتربون من بعضهم دون الشعور بذلك من الأساس الآن أصبح يستطيع القول أنها زوجته حقا.. بعد أن علم كل شيء عنها وتقرب إليها بالمعروف والود الجميل بينهم بعد أن رأى حنانها وحبها الدائم الذي توزعه على الجميع دون استثناء وتلك الرقة وذلك الدلال التي تتمتع بهم رأى أيضا شراستها المتخفية خلف عينين عسليتين يحملون البراءة المفرطة..
لا يدري كيف أحبها هكذا.. منذ أربع أعوام وهو واقع بعشقها ولا يستطيع الحديث لم يكن يستطيع أن يتحدث بشيء كهذا إلا عندما يرتب أموره ويكن قادر على فتح بيت لها وله..
يحبها فوق الحب حبا قلبه يخفق پعنف عندما يراها عينيه لا تستطيع النظر لشيء آخر غيرها قبل ذلك كان كلما نظر إليها يظل يتمتم بالاستغفار لما فعلته عينيه..
يغار عليها بشدة تكاد غيرته ټحرق الأخضر واليابس ولكنه بطبعه هادئ ولا يحب العصبية المفرطة شخصيته تحتم عليه الهدوء وعقله الرزين يدعوه لذلك..
لا يستطيع القول سوى أنه يشعر بالسعادة الخالصة لكونه حصل عليها برضا والده واستجابة الله له فقد أخذ كل صلاته دعاء بأن تكون زوجته الصالحة في الدنيا والآخرة..
جلست على الأريكة في غرفتها ووضعت الهاتف على أذنها بعد أن أجابت عليه
ألو.. أيوه يا جاد
أردف على الناحية الأخرى بصوت مشتاق يحمل إليها اشتياقه داخل بعض الكلمات المعاتبه الحنونة
أهلا بالۏحش.. وحشتيني ينفع كده تلت أيام يعدوا مشوفش طيفك حتى
وقفت على قدميها وذهبت إلى باب الغرفة أغلقته من الداخل ثم أجابته بجدية وهي عائدة تجلس على الفراش ولكن الابتسامة على شفتيها تتسع بعد استماع كلماته المغازلة
العادات يا بشمهندس جاد ولا نسيت
هذه العادات التي منعته عن رؤيتها ورؤية عينيها التي تسحره أجابها بجدية وفرحة تختفي داخل كلماته
لأ منستش خلاص هانت كلها النهاردة.. لأ النهاردة ايه كلها ساعات الليل وبكرة ليلة العمر وتفضل قصاد عيني يا وحش
استشعرت فرحته التي ربما تكون أكثر منها بكثير فسألته وهي تستند بظهرها إلى ظهر الفراش
أنت فرحان يا جاد
ابتسم متمتما كلمتها بتعجب وتساءل مثلها ثم هتف بمكنون قلبه عن الفرحة التي وقعت عليه
فرحان!. دي كلمة قليلة أوي على اللي أنا حاسس بيه
شعرت بما يقوله وشعرت بمدى فرحته أكثر من مرة ولكن ولا مرة منهم علمت ما السبب الحقيقي خلفها سألته مرة أخرى باستغراب
للدرجة دي
ابتسم بسخرية وهو يهز رأسه بتهكم عليها فحديثها بالنسبة له يمثل عدم معرفتها بأي شيء حتى حبه لها
وأكتر كمان... أنت أصلك مش فاهمه حاجه
أردفت باستغراب وتعجب شديد من حديثه الذي يعتبر يتجه إلى ناحية ألغاز سخيفة يفعلها دائما
الله!.. طب ما تفهمني
هتف بلا مبالاة وهو يشعر أن الآن ليس الوقت المناسب للاعتراف لها بكل ما كان يشعر به
بعدين كل شيء بأوانه
تنهدت بضيق وانزعاج منه لأنه دائما يخفي هذه النقطة بالتحديد عنها لم يتحدث إلى الآن وكلما أقترب معها إلى هذا الطريق الذي يحتم عليه الاعتراف يغير مساره إلى طريق آخر أسهل في السير الصامت تمددت على الفراش ثم سألته على منزل الزوجية بعد أن تذكرت أنه تم فرشه بعد ذهاب أشياء العروس
صحيح الشقة حلوة والعفش باين فيها وحلو ولا لأ
ابتسم بعد أن تذكر عش الزوجية الخاص بهم والذي سيجمعهم غدا سويا أردف بحب مادحا اختياراتها
العفش شكله حلو واستايل هو أنت بتنقي حاجه وحشه بس لون اوضه الأطفال مكنتش عايزه أبيض قولتلك لون تاني بس أنت دماغك ناشفه
صاحت بحدة فحديثه دائما عن أثاث المنزل