رحلة الآثام بقلم منال سالم
رحلة الآثام بقلم منال سالم
حلمت بها في ليلها الكئيب وتمنتها في نهارها المرهق تلقائيا أحست بارتفاع وجيب قلبها بتدفق الډماء المعبأة بالشوق كدفقات متواترة في كل شرايينها لتغزو كيانها وتعكس تأثيره عليها اضطربت أنفاسها ورفرفت بأهدابها غير مصدقة أنه واقف بالفعل قبالتها حاولت تجاوزه لتمر هامسا لها بصوته العذب الساحر ينفع كده تدوخيني وراكي اقشعر بدنها من طريقته الآسرة في التأثير عليها بقوة فتابع على نفس الوتيرة هونت عليكي تبعدي عني كانت له قدرة مميزة على توليد المشاعر المرهفة تلك التي لا تخطر على البال فيتمكن من خداع ضحيته دون أن يثير في نفسها الشكوك توسلته بنبرتها وصوتها بالكاد يسمع دكتور مهاب وحشتيني أوشكت أن تذوب من فرط الاشتياق فحضوره المفاجئ كان مصحوبا بما رجته وتمنته وما تحرقت لوعة للتمتع به قاومت بصعوبة تلهفها عليه وسألته في لهجة رسمية أرادت التستر خلفها حضرتك عرفت مكاني إزاي ابتسم وهو يخبرها بغرور يليق به مافيش حاجة صعبة على مهاب الجندي هذه النبرة الواثقة المليئة بكل ما يوحي بسلطته وقوته جعلتها متأرجحة بين الثبات والاڼهيار أحرز مهاب تقدما معها وهو يزيد من استخدام مرادفاته المميزة أنا مش عارف أعيش من غيرك لزمت الصمت لكنه لم ينفع أيضا وهو يواصل الضغط عليها بكلماته المنتقاة بعناية مش متخيل حياتي بدونك للحظة راودتها الخيالات والأحلام الوردية بمستقبل عظيم معه لكن ما لبث أن أفاقت من شرودها اللحظي على حقيقة واقعها المرير المغلف بالمتناقضات فإن تجاوز عن وضعها المادي كيف له أن يقبل ببساطة وضعها الاجتماعي إن عرف من أين جاءت ومن هي عائلتها المتواضعة رنت في أذنيها عبارات ممدوح المحذرة بأنها وسيلة للهو والتسلية فعادت لجمودها وردت پألم وتحفز وهي تدفعه من صدره لتتخطاه دكتور مهاب أنا ظروفي غيرك خالص أنا واحدة عادية جدا وأقل من العادي عيلتي بسيطة وآ بترت كلامها قبل أن تستكمله عندما امتدت يده لتمسك بها من كفها شدها إليه وسألها دون تمهيد وبجدية تامة تتجوزيني هبطت الكلمة على رأسها كالمطرقة فحدقت فيه بنظرات مذهولة متسعة قبل أن تردد بلا وعي إيه كرر عليها ما قاله بابتسامة ناعمة وبلا أدنى شك فيما اعتبرته نواياه الصادقة تجاهها زي ما سمعتي تتجوزيني ألجمت المفاجأة الصاډمة على كافة الأصعدة لسانها واعترضت في تردد محسوس بس آ وضع إصبعه على شفتيه ليسكتها قائلا بعذوبة وبنبرة متحكمة أنا عاوزك ليا ومش هسيبك ظلت تتطلع إليه بجسد شبه مرتعش وشفتان ترتجفان هي لا تصدق حقا ما يحدث إصراره على الزواج بها كان واقعا لا حلما عابرا بدت وكأن حياتها البائسة على وشك التغيير الجذري فقط إن أبدت موافقتها صوت قلبها غطى على صوت العقل وحجب المنطق