الجمعة 22 نوفمبر 2024

الروايه كامله

انت في الصفحة 4 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


وهي ليس لها أثر في سجلات المطار نهائي 
وقفت أمام المعرض مترددة اتستمع لنصيحة خالتها أم تستدير وتعود مرة أخرى من حيث أتت رؤيتها له تثير الكثير من العبث في نفسها المتيمة به 
منذ سنين وهي تعاني من عڈاب الهوى ولا تتمكن من الاعتراف أو حتى الأقتراب منه كلما تأخذ خطوة وتبرر أنها ستتقرب منه أكثر لعله يشعر بمشاعرها تجاهه خجلها يرجع بها للخلف ألف خطوة لكنها هذه المرة عزمت على أن تتخلي عن هذه الخجل أو ربما القليل منه ! 
رأته وهو يخرج من المعرض فارتبكت واستدارت فورا متخلية عن قرارها ولكن صوته الهادئ وهو ينده عليها جمدها بأرضها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
زينة ! 
لعنت نفسها ألف مرة وهمست بندم 
يارتني ما سمعت كلامك ياخالتو 
أخذت نفسا عميقا ثم استدارت له مرة أخرى بجسدها وانتظرته حتى اقترب ووقف أمامها لتهتف متلعثمة كالعادة 
أااصل أصل أنا ك كنت معدية بالصدفة من قدام المعرض وقولت ادخل اسلم عليك بس خۏفت تكون مش فاضي ولا حاجة فكنت هرجع تاني 
أجابها آدم ضاحكا 
لا فاضي تعالي ادخلي هفرجك على التجهيزات اللي خلصت ونقعد نشرب فنجانين قهوة مع بعض 
زينة بابتسامة متوترة 
مبحبش القهوة ! 
آدم 
خلاص هنشرب شاي يازينة ادخلي يابنتي مالك متصنمة كدا ليه ! 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
سارت معه للداخل باستحياء ثم بدأ هو يعرض عليها ويريها كل مكان بالمعرض وكل لوحة سيتم عرضها وهي تتابع فقط بصمت وتكتفي بكلمة واحدة على كل شيء تراه من فرط خجلها جميلة ! 
لم يكن آدم بأحمق حتى لا يفهم مشاعرها تجاهه ولكنه كان يتصرف بطبيعية تماما وكأنه لا يدري بأي شيء 
في أمريكا 
غربت الشمس وحل الظلام وكانت جلنار تجلس مع ابنتها على الأريكة أمام التلفاز يشاهدون أحد أفلام الأطفال المحببة لهنا لكنها لم تكن في حالتها المعتادة عندما تشاهد هذا الفيلم حيث كانت تجلس بجوار والدتها وتضع كفها أسفل وجنتها وعيناها معلقة على التلفاز دون أن تظهر أي تعبير وجه أو تفاعل فقط العبوس يستحوذ عليها 
كانت جلنار تلقى نظرة عليها كل آن وآن قلبها ېتمزق ألما كلما تراها حزينة هكذا من فراق أبيها وشوقها له وبنفس اللحظة تخشي أن تتصل به فيعرف مكانهم الهروب ليس من شيمها أجل لكن حين يتعلق الأمر بصغيرتها هي على استعداد أن تفعل أي شيء من أجلها 
حين يتصرف الولدين بأنانية وعدم حكمة ورزانة يكون الضحېة الوحيدة بينهم هو الطفل 
وهذا ما حدث بالضبط كل منهم فكر في طريقة تروق له حتى يكون مع صغيرته ولم يفكروا بماذا تريد هي وكانت النتائج هكذا تجلس الطفلة حزينة تعاني من اشتياقها لأبيها ولا تقوى على فعل شيء سوى الاستماع لحجج والدتها الواهية في غياب أبيها عنهم وابتعادهم عن منزلهم لكل هذه الفترة الطويلة ! 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تنهدت جلنار بعدم حيلة واقتربت من ابنتها تقول بخفوت 
هنا هنكلم بابا بس بشرط 
تهللت أساريرها فورا وقالت بفرحة غامرة 
إيه هو 
مش هنقوله احنا قاعدين فين لأن كدا المفاجأة اللي احنا عاملينها ليه هتبوظ 
هنا باستغراب 
مفاجأة إيه 
أجابت جلنار بابتسامة عذبة 
مش بابا عيد
ميلاده قرب احنا هنعمله مفاجأة حلوة وهنرجع البيت في يوم عيد
ميلاده عشان يتفاجيء بينا لكن لو قولناله مكانا هياجي هو والمفاجأة هتبوظ
وثبت الصغيرة فرحا على الأريكة بمجرد سماعها لجملة والدتها حول عودتهم القريبة إلى منزلهم الأصلي وقالت بإيجاب في ابتسامة ماكرة وهي تغمز لها 
مش هنقوله 
أمسكت جلنار بهاتفها وطالعت صغيرتها بابتسامة متوترة بدأت دقات قلبها تتسارع وصوت بعقلها يلح عليها بطريقة مرهقة للأعصاب تراجعي لا تفعليها !! ستندمين صدقيني كانت على وشك التراجع بالفعل لكنها لم تفعلها على آخر لحظة فقط من أجل صغيرتها التي تتحرق شوقا لمحادثة والدها بعد غياب شهرين وربما حتى هي التفكير بأنها ستحادثه بعد كل هذا الغياب أربكها 
كان عدنان بمكتبه الخاص في المنزل يمسكبالدموع كانت دمعة تقف على أعتاب جفنيه وما منعها من النزول سماعه لصوت رنة مميزة خرجت من هاتفها كانت رنة أحد تطبيقات السوشيال ميديا ضيق عيناه بريبة وأمسك بالهاتف يحدق في اسم المتصل بدهشة حيث كان الملف الشخصي الخاص بزوجته رفرف قلبه بتلهف امتزج بالڠضب المدمر وأجاب فورا بصوت جهوري 
جلنار أااا 
توقف عن الكلام ودخلت السکينة لصدره وكأن الحياة أعطته فرصة جديدة ليحيا وهو يستمع لصوت فتاته وهي تهتف بفرحة
وحشتني أوي يابابا 
لاحت الابتسامة الأبوية والحانية على شفتيه ليحيبها بصوت ضعيف بعد أن تلألأت العبرات في عينه 
وإنتي كمان ياهنايا وحشتيني أوووووي عاملة إيه ياقلب بابا إنتي كويسة 
أخذت جلنار الهاتف من على أذنها وضغطت على زر فتح محادثة الفديو ثم أعطتها الهاتف مرة أخرى وهمست في أذنها بصوت
 

منخفض 
قوليله افتح الفديو
يابابا 
قالت هنا بحماس طفولي وصله في صوتها تردد ما قالته لها والدتها 
افتح الفديو يابابا 
انزل الهاتف من على أذنه فور سماعه لجملتها وضغط هو الآخر على زر محادثة الفديو فانفتح الفديو رأى صغيرته وهي تحدق بشاشة الهاتف التي تراه فيها وهي تضحك بسعادة فاتسعت ابتسامته أكثر وكانت جلنار تجلس بجانب صغيرتها تتابع انفعالات وجهه لوهلة شعرت بالندم الحقيقي والإشفاق على وضعه ترك لحيته حتى ڼموت وكبرت وظهرت الهالات السوداء أسفل عيناه التي توضح عدم نومه المنتظم من فرط التفكير والحزن 
لكنه لا يزال تماما كما اعتادت أن تصفه كالعقاپ قوى في نظراته وصلب وشامخ حتى في أشد لحظات ضعفه ولطالما كانت ترى عيناه الواسعة تشبه عيني العقاپ في حدة نظرها وفي لونها البنى الغامق وحاجبيه المقطبين مما يعطيه مظهرا رجوليا 
هتف عدنان بتلهف 
إنتوا فين ياحبيبتي 
مش هينفع عشان المفاجأة 
مفاجأة إيه ! 
نظرت هنا لأمها التي هزت سبابتها ورأسها بالنفي تحذرها من أن تخبره بشيء لاحظ عدنان وجود جلنار بجانب ابنته فقال بصوت غليظ ومستاء 
اديني ماما يا هنا 
حولت شاشة ناحية أمها فانتفضت جلنار فورا من مكانها تبتعد عن الكاميرا ثم جذبت الهاتف من يد ابنتها واخفت الكاميرا بكفها فسمعت صوته الخشن وهو يحاول تمالك أعصابه حتى لا تسمعه ابنته ويقول بلهجة صارمة 
ابعدي ايدك من على الكاميرا ياجلنار 
هبت جلنار واقفة واتجهت إلى الغرفة وأشارت لأبنتها أن تنتظرها بمكانها وستعود لها أغلقت الباب وازاحت يدها من على الكاميرا ولكنها أبعدت الهاتف من أمام وجهها وقالت بصوتها الرقيق المعتاد 
انا اتصلت بس عشان هنا كانت زعلانة وعايزة تشوفك وتكلمك لأنك وحشتها 
اخدتي بنتي ورحتي بيها فين 
كان سؤال صريح ومحتدم منه لتجيبه هي بهدوء مستفز 
والمفروض إني اقولك عشان تاجي وتاخدها مني زي ما اتفقت مع بابا 
سمعت صيحته العالية التي خرجت من سماعة الهاتف 
مش إنتي رغبتك كانت الطلاق وصمتتي عليه كنتي متوقعة إني هسيبلك بنتي 
انفعلت هي الأخرى لتصرخ به في عصبية 
دي مش بنتك وحدك دي بنتي أنا كمان وأنا أمها ومن حقي تعيش بنتي معايا خصوصا وهي في السن ده 
استشاط غيظا وصړخ بها مغتاظا 
جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا 
عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ 
متزعقليش فاهم ولا لا 
تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه في الهاتف وشعرها الناعم الذي ينسدل على كتفيها بانسيابية ووجهها الأبيض البريء والجميل وبعد أن امتصت رؤيته لها غضبه عاد يظهر على ملامحه من جديد 
حاطة الروج ده ليه ! 
قالت بقرف وهي تقصد إشعال نيرانه أكثر 
عشان بخونك 
خرجت صيحة عڼيفة منه كانت كافية لتوضح أنها نجحت بكلمتين فقط أن تثير جنونه 
جلنار 
صاحت هي الأخرى باندفاع 
في إيه !! مش لما تسأل أنت الأول أسئلة منطقية هبقى ارد عليك
كويس 
مسح على وجهه وهو يتأفف بقوة وبنفاذ صبر ليسأل للمرة الثالثة على التوالي 
آخر مرة هسألك إنتي فين 
جلنار بعناد وبنظرة متشفية 
مش هقولك ياعدنان وخليك كدا عشان تجرب الاحساس اللي كنت هتخليني احسه لما تاخد بنتي مني ولما تعرف أن الله حق وإنك أناني ومش بتفكر غير في نفسك سعتها هبقى اقولك احنا فين 
ولما تنتظر أن تستمع لرده الذي كان سيستمر في صياحه عليها حيث ضغطت على زر إنهاء المحادثة والقت بالهاتف على الفراش ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بابتسامة متشفية ومتغطرسة 
احسن أنت تستاهل أصلا تقعد محروم من بنتك كدا لفترة عشان تبطل نرجسيتك دي خليك على ڼار لغاية ما تتربي شوية مبقاش أنا جلنار الرازي أما ربيتك ياعدنان
بينما هو فألقي بالهاتف پعنف على سطح المكتب وهتف بوعيد حقيقي وهو يجز على أسنانه بغيظ 
ماشي ياجلنار وحياة أمي لأوريكي النجوم في عز الضهر بس الاقيكي
في مساء ذلك اليوم 
تتابع الطريق بصمت من نافذة السيارة وكل آن وآن تلقى نظرة خاطفة على الجالس بجوارها في مقعد القيادة لا تصدق أنها قضت اليوم كاملا معه تساعده في كل شيء ويتبادلون أطراف الحديث بتلقائية لم تكن تصدق أنها ستتحلى بها أمامه رغم أنها كانت ساعات مرهقة للأعصاب إلا أنها سعدت جدا بها وبقربها الجديد منه وكعادته كان لطيفا ومرحا يشعر بارتباكها منه فيحاول امتصاصه بشكل غير مباشر حتى تمكن بالأخير من فك قيود حيائها ! 
سمعت صوته الرخيم ليجذبها من شرودها 
زينة تلفونك بيرن !! 
انتبهت لاهتزاز هاتفها في يدها وصوته الصاخب فأجابت فورا على والدتها 
أيوة ياماما 
إنتي فين يازينة ليه اتأخرتي
 

انت في الصفحة 4 من 199 صفحات