روايه بقلم ساره حسن
تجد منه سوي اجابه مختصره بارده.
ما ازداد من ڼار قلبها مؤخرا رؤيته و هو يصل بحسنا لسيارتها تلك الابتسامه منه و الصبر في الاستماع لها حتي ضحكتها الخجله التي جعلتها تشطح بخيالها عن سببها و نظرته بعد وداعها كل هذا كان كفيل ان تفتح تلك الورقه مهاتفه منتصر و الذي يبدو انه كان في انتظار اتصالها بفارغ الصبر...
لن ټندم ابدا علي اتفاقها مع منتصر مادام في النهايه سيكون هو و الامر بسيط هو فقد يريد اخباره بوجود حسنا وفقط
توالت زيارات حسنا لمنزل علي و علي لاول مره لم يستطع تحكيم عقله في علاقاتهم و هي تسير لذلك الطريق و دائما ما تشعره هي بالامان لتلك العلاقه و لايعرف من اين تاتي به ...
حكت هي الاخري عن حياتها دون الجزء الخاص به حكت عن جدها و والدتها و اخيها و مازلت االاعين متربصه بهم تلك التي تغلي من تلك الغريبه و الاخر يفكر بحيله يقتنص الفرصه لهما...
عليها
ضحكت بخجل و اخفضت عينيه عنه و توارت عنه و تصنعت انشغالها بالزهور و لم تستطع الوقوف امامه هكذا فا قالت تحذره برقه هانزل
رفع يديه لاعلي و قال عابثآ هو انا جيت جمبك
وجهت رأسها الناحيه الاخري و
في الحقيقة كان يعرف انها ستسعد بها و لكنه لم يتوقع ابدا ردة الفعل تلك و لم يتوقع ظهور تلك النظرة الطفوليه بعينيها و لم يتوقع ايضا انها ستنسي حتي ان تشكره.
استمع لتنهيدتها الخاڤتة و ابتسم اليها تلك الابتسامه الجذابه التي باتت تنتظرها منه و قال مافيش شكرا
ضحكت بخفوت و خجل متذكرا انها للان لم تشكره علي صنعه لها فقالت حسنا شكرا طبعا بس دي بتاعتي
لوحدي صح
اومأ لها برأسه و هتف عشان كده عملتها في حته مداريه شويه
بامتنان واضح قالت له حسنا
فرحت بيها اوي تعبت نفسك يا علي
خرجت كلماته دون شعور امامها بصدق و هي فرحت عنيكي دي شويه
ارتسمت بسمه ناعمه و عينيها تلمع كالنجوم في ليله صافيه
هل هذا هو الشعور الذي شعرت به هدي لعمها الشعور الذي يجعلها تترك العالم لاجله ان تدخل حرب فقط لتفوز به في النهايه تشعر انها قريبه جدا من ذلك الشعور ان تترك العالم لاجله ان تحاربه هو لتصبح بجانبه عن رضا منه بعد ما يعرف سبب قدومها و حقيقتها.
طرقع باصبعيه بوجهها ليخرجها من شرودها المفاجئ الذي بات يلاحظه مؤخرا روحتي فين
اجابته برقه معاك يا علي
و كانها ليست مجرد كلمه علي كلاهما هي معني و تاكيد و قرار
عقد حاجبيه فجاءه و قال طنط مين
ضحكت بخفوت و اجابه
طنط مامتك يا علي
حك طرف انفه بأصبعه بتذكير وقال امي اه صح
ترك يديها و سحبتها هي ببطئ و اتجهت راكضه لباب السطح اختفت لثواني و ظهرت برأسها مائله وشعرها المتدلي و ابتسامتها قائله نسيت اقولك ان دي أحلى هديه جاتلي في حياتي
ابتسم علي اثرها و عينيه مثبته فقد علي الباب متمتآ و ياليتها قد سمعت
انتي هديتي يا حسنا
جالسا علي مقعد الاداره با الشركه الام لشركات الحسيني يطرق بالقلم علي المكتب و عقله شارد في مكان آخر مكان ما تتواجد ابنته حسنا.
زفر احمد و استقام متجهآ للصور الموضوعه علي الحائط واحده تحوي صورة العائله قبل وفاه شقيقه و الاخري لصورة اخيه بمفرده نظر اليه بحنين ملئ عينيه سنوات و سنوات مرت يلوم نفسه يوم بعد يوم رغم انه كان الاصغر من اخيه بسنوات قليله الا ان صلاح كان بمثابة والده الثاني كان يملك من الحنان و العاطفه جعلته دائما يحكم قلبه معللا ان القلب دائم ما يري الحقائق.
كان عنده بصيره و حلم با الاقل منه لذلك حزن علي فراقه الجميع.
يعاتب نفسه احيانا لخنوعه لوالده بعد ۏفاة اخيه لاخذه للصغير رغم رفضه لقسوته و ظلمه لم يستطع الوقوف امامه ربما لصغر سنه او لصعوبة الفاجعة التي حلت عليه.
الا انه في الاخير اب ېخاف علي وحيدته من كل شئ...
خرج من شروده و جذب هاتفه استمع لصوتها في المقابل ايوة يا بابا
قال احمد لها عامله ايه يا حبيبتي
اجابته حسنا قائله بخير يا حبيبي ما تقلقش
بخير! يعلم هذا جيدا من صوتها و هذا ايضا ما يجعله في نفس الوقت... قلق.
_ و أخرتها يا حسنا المفروض يبقي في حد للموضوع ده
اخفضت صوتها و قالت بابا مش وقته الكلام ده
انفعل والدها قليلا و هتف امتي وقته يا حسنا امتي انتي لو مش عارفه تتصرفي قوليلي و انا ادخل
اجابته بسرعه و قالت لا يا بابا ارجوك
زفر علي الحانب الاخر و قال ببعض الهدوء و قلق اب انا قلقان عليكي يا بنتي
قالت له بحنو كعادتها انا كويسه و الله ها تخاف عليا من ايه
ادرك ان لا بدي من الحديث بالهاتف فقال لينا كلام لما اشوفك لو سمحتي يا حسنا مش عايز تأخير
اجابته بطاعه قائله حاضر يا بابا انا جايه علي طول...
جالس منتصر في قهوة والده يأخذ انفاس متتاليه من الارجيله و عقله يدور علي تلك التي تأتي تقريبا يوميا لمنزل علي دون معرفة هويتها حتي الان ...يشعر ان في الامر غرابه و غموض وعليه معرفتها..
اشار لرجل كان يسير امام القهوة لا يختلف عنه كثيرا و لكنه معروف بأنه يهوي الحديث عن فلانه و اخري و معروفا بنقله الاخبار و كثرة الكلام
قال منتصر بحماس مصطنع محروس ياكبير تعالي اتفضل
توجه المدعو محروس عليه و جلس بالمقعد المقابل و قال بترحاب معلم منتصر كفاره الحته من غيرك مالهاش لا طعم و لا كبير
ضحك منتصر بزهو و قال و ادينا جينا بس والله الواحد ما عارف ها يعدل ايه و لا ايه
انتبه اليه محروس و قال متسائلا بفضول ليه يا معلم
اخذ منتصر نفسآ طويلا من ارجيلته و نفسها بهدوء ليزيد من فضوله اكثر و و اكثر ثم قال و هو يشير علي سيارة حسنا يعني اديك شايف ناس غرب داخلين خارجين و لا نعرف اصلهم من فصلهم
قال محروس بفضول شديد عربيه مين الأبهه دي يا معلم
اجابه منتصر بضيق بفتعل دي عربيه بت كده كل شويه جايه هنا للاسطي علي و لاموخذه يعني كل شويه طالعه بيته كده قدام الحته عادي
محدش يعرف حاجه يا جدع و الحكايه بقت سايبه الواحد مش عايز يتكلم برضو عندنا ولايه نساء
حك محروس يده بذقنه لتلك الحكايه الجديده بالمنطقه و التي يظهر انه اول من يعرفها و سيأخذ السبق في نشرها في الانحاء....
الفصل التاسع
صعدت حسنا الدرج بحماس و كل لحظه تنظر لتلك الحقيبه التي بيدها و
ابتسامه علي ثغرها كل
ما تتذكر اهميه اليوم...
ارتفع حاجبي حسنا و رددت علينا ! انتو اللي هما مين
اجابتها نجلاء ومازالت علي تفحصها المستفز لها انتي فاهمه قصدي مين اصلنا هنا واحد يا حبيبتي
ربعت حسنا يديها علي صدرها و قالت بتحد واضح لا مش واحد و وياريت انتي اللي ماتجمعيش نفسك معانا
انزلت نجلاء يديها من علي الباب وتبخترت بخطواتها اتجاها قائله بغل واضح و انتي بقي اللي حاسبه نفسك عليهم نفره انتي مين اصلا لا عارفين اصلك و لا فصلك وكل يوم والتاني ناطلنا هنا
و ضيقت عينيها و قالت بنبرة ذات مغزي قاصده اهانتها احنا رجالة حتتنا يا حبيبتي مالهمش في الشمال
انفعلت حسنا من حديثها رافضه تلميحها القذر فا اجابتها بما يليق بها قائله انا عارفه انتي بتعملي كده ليه و خليكي كده ياحرام طول الوقت بتحاولي بس تلفتي نظره و انتي بالنسبه له هوا مش موجوده اصلا
ثم رفعت اصبعها بوجهها محذره
و اياكي تغلطي فيا تاني فاهمه ولا لا
ثم تحركت بانفعال لاعلي منهيه هذا الحديث معها و لكن ڠضب نجلاء كان اقوي خصوصا بعد حديثها الاخير فلم تدري بنفسها الا و هي تجذبها بقوه من يديها الحامله بها الحقيبه و التي انفلتت من يد حسنا و تدحرجت علي السلم مصدره صوت كسر قوي شهقت حسنا من سقوط حقيبتها بينما جذبتها نجلاء پغضب اعمي من ذراعها الاخري تهزها پحقد منها و من حديثها الذي للاسف تدرك انه حقيقي و من و جودها الذي افسد عليها كل شئ. ..
عافرت حسنا للخروج من كماشه يد نجلاء قائله بصړاخ ابعدي عني
تمكن من نجلاء الڠضب واعمت بصرها الغيره و لم تشعر بنفسها الا و هي تلقي بحسنا بجانبها اتجاه نافذه باب الشقه الزجاج ف اصطدمت بها حسنا بقوة مع صوت تأوه خرج منها اثر