روايه سهام
الماضي
لم يجد ما يقوله لها فيبدو أن عادلي كانت قسوته طباع متوارثه تغلغلت داخله منذ الطفوله
نادين ممكن تهدي وتعدي عليا في الشركه عايزك ضروري
هتف بنبرة رقيقه تحمل الدعم لتنطلق بسيارتها
متجها إليه
دلفت امينه للمطبخ تهتف بعتاب لنجاة التي تعد لهم الطعام وبجانبها الخادمه تتحدث معها عن طرق الطعام
فألتفت إليها نجاة مبتسمه
انا مبسوطه كده ياماما
فأبتمست امينه على سماعها ل تلك الكلمه منها
طيب سيبي روحيه تكمل بدالك وتعالى عايزه اتكلم معاكي
وبعد دقائق كانت نجاة ټحتضنها بسعاده
يعني ورقي اتقبل في المدرسه
فهزت امينه رأسها وهي سعيدة من أجلها
شعرت نجاة بثقل إقامتها هنا إلى أن يبدء تعينها
انا هشوفلي شقه ايجار لحد ما ابيع البيت في البلد
فطالعتها امينه بعتاب
هو احنا مضايقينك يابنتي عارفه لو قولتي كده تاني هزعل منك واسيب زينه وفريد يتصرفوا معاكي
فأخفضت رأسها بتوتر فماذا ستقول لها اتخبرها انها تشعر بالحرج من خروج فارس من الشقه واقامته في الشقه العلويه التي جهزها حتى يستقل بها وبالطبع تلك كانت أوامر فريد
مش عايزه اسمع منك الكلام ده تاني انتي هنا صاحبة بيت مش ضيفه
نظرت نادين بذهنا مشوش وهي لا تفهم شيئا
يعني ايه طارق فقد الذاكره ومش فاكر مين هو
فتحرك فريد نحوها متمتما
عمل حاډثه في إيطاليا وده السبب اللي اقطع التواصل بينكم
فهتفت تستفهم أكثر وهي تشعر أن فريد يخفى شئ عنها
فهتف ببطئ وهو ينظر إليها فلن تتحمل ما تبحث عنه في وسط اسئلتها
لأنه شريك في وكالة الأزياء اللي شوفتيه فيها غير أن عنده وكالة ازياء كبيره في إيطاليا وليها اسم معروف
لتشعر بالتشتت أكثر
كل ده عامله ازاي مش فاهمه
ليلتف فريد مبتعدا عنها
لأنه متجوز صاحبة الوكاله الايطاليه
لتتجمد ملامحها فوضعت يدها على فمها تكتم شهقتها
دارت عيناها بكل ركن في أنحاء الغرفه وهي لا تستوعب تلك الحقيقه المؤلمھ وعقلها اخذ يدور بالكلمات فقدان ذاكره
زوجه مۏت طفل
علي تحديقها به فوضعت كفيها على عيناها هاتفه لنفسها
اهم أبطال الروايات موجودين في الحقيقه فين الرجاله اللي بكرش
لتصل إلى غرفتها بأنفاس متقطعه تلطم خدها بخفة
فوقي ياشهد مش عشان هو وسيم هتضعفي
مسح عيناه بأرهاق وألقى بالتصاميم التي بيده ومازال شاردا في صوره تلك الفتاه التي أخذت تخبره عن اسمها وتنطق بأسم أحدهم يعلم أن لديه ماضي وحياه بعائله وحان وقت معرفتهم
ليدلف إليه صديقه
أخبرني رامز ماذا وجدت
فنظر إليه رامزوهو يحرك يده على ذقنه وجلس قبالته
أنها مصريه مثلك وابنه رجل أعمال مصري متزوجه من رجل أعمال يدعى فريد الصاوي ولديه شركه هنا ب لبنان ولكنهم رحلوا منذ أسبوع
ليتنهد فادي پضياع
اتظن انها تعرف من أنا انها دعتني بأسم رجلا يدعى طارق
فحدق به رامز
حقيقة هويتك المفقودة لديها هي
وقفت تكمل طهي الطعام فور أن عادت من العمل ليهتف بأسمها
سهر فين الاكل
فمسحت حبات عرقها بأرهاق متمتمه بصوت يصله
نص ساعه يااحمد والاكل يجهز
وتنهدت بيأس في الاحلام التي رسمتها معه فهي لا تشعر من أكثر أنها خادمه بالنهار تنفذ أوامره وليلا زوجه له بالفراش
تفعل كل مايرضيه حتى تنال حبه ولكن حبه أصبح مفقود وكأنه استنفذ
اجتمعوا جميعهم علي المائده يأكلون بصمت فهتف فارس بعدما تذوق الطعام بتلذذ
الأكل بقى لذيذ ليه الايام ديه
فأخفضت نجاة عيناها نحو طبقها لتضحك امينه
نجاة هي اللي بتطبخ
فتوترت نجاة لتبتسم زينه بشحوب فأبتلع فارس الطعام محرجا
تسلم ايدها الأكل طعمه يجنن
ووكظ شقيقته جانبه
ياريت تتعلمي تطبخي
ليضحك الجميع وانتبهوا على صوت فريد فتعلقت عيناهم بنادين التي وقفت خلفه تخفض عيناها أرضا
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل التاسع عشر
رواية عاصفة الحب
بقلم سهام صادق
مسح على وجهها بحنان فأستيقظت تنظر إليه بتعب
فأبتسم بحنو وهو ينتقل بكفه نحو خصلات شعرها
مالك يازينه بقيتي تعبانه وبتنامي كتير
فأبتمست بأرهاق
يمكن عشان الشغل
فداعب خدها بخفه
انا مش عارف ايه لازمته التعب ده انتي طلبتي حاجه وانا قولت لاء
فأعتدلت في رقدتها تنظر إليه وهو حانق
عشان الاستقلال واكون امرأة ليها كيان ومستقله بذاتها
ليتنهد بيأس
يادي شعارات الستات
فضحكت على تعبيرات ملامحه التي تتغير فور أن يغضب ووضعت رأسها على صدره تسأله
موضوع نادين وصل لايه وعرفت حاجه عن الشخص اللي قبلته في لبنان طلع هو حبيبها
فضمھا إليه واغمض عيناه يقص لها ما وصل له لتبتعد عنه وهي لا تصدق
يعني هو مش فاكرها ولا هيفتكرها الا لو ذاكرته رجعتله
حزنت بصدق من أجل نادين وتخيلت حالها لو كانت مكانها
ليبتسم وهو يطالعها بحنان
ياسلام علي القلب الطيب اللي بيحس بغيره يؤبرني الحلو شو حنون
لتضحك بقوة فيضحك معها جاذبا اياها إليه أكثر ينثر قبلاته على وجهها وهي تدفعه عنها بخفه
كفايه يافريد
ولكن فريد كان في عالمه الخاص الذي يفصله عن العالم كله
تأملت نادين صوره بحنان وهي تلامس ملامحه من خلف شاشة الحاسوب راقي له أن يكون من المجتمع المخملي ازداد وسامه ولكن لم يعد لها فسقطت دموعها بآلم فالشخص الوحيد الذي أحبته وانتظرته علي امل لم يعد لها
ومر الوقت وهي تقلب في صوره المعروضه على احد المواقع الايطاليه لتجد له صوره هو وامرأه تبدو في عمر الأربعين لتدرك بعد بحث طويل ان تلك من كانت زوجته
نهضت نجاة من جانب امينه بخجل بعد أن دلف فارس غرفة والدته وتحرك من أمامه تخفض عيناها أرضا لتغادر الغرفه فألتف فارس نحوها رافعا احد حاجبيه مستنكرا أفعالها
هي پتكرهني كده ليه
فضحكت امينه على تفسير ابنها الخاطئ
ياحبيبي نجاة بنت محترمه وملتزمه وهي مش بتكرهك ولا حاجه ده اسمه حياء وحدود
فأقترب منها فارس بعدما استوعب الأمر
عايزه تفهميني أن في لسا بنات كده انا منكرش انها محترمه بس مش لدرجادي ده انا مفتكرش انها رفعت عينها فيا
فداعبت والدته شعره بحنان بعدما انحني يقبل كفها
ياريتك تتجوز واحده زيها في احترامها وادابها عشان انت ياواد عايز تتعدل بلاد بره غيرتك
لتصدح قهقهته عاليا وهو يستمع لحديث والدته فدفعته امينه عنها فضمھا إليه وهو يهتف
للأسف اختياري للعروسه مش هيعجبك
لتطالعه امينه مترقبه
مين العروسه اللي اخترتها
ترك جميع أعماله بعدما هاتفته شقيقته تخبره انهم بالمشفي ونظرت لزينه تغمز لها
شوفي شويه تعب اتخض بيصعب عليا اخويا اوي من اللي بعمله فيه
فأعتدلت زينه في رقدتها على سرير المشفى ونظرت للإبره المغروزه في كفها
حرام عليكي تقلقيه ده شويه هبوط عادي اكيد الضغط كان واطي
لتضحك سلمي بمشاكسه
دلوقتي حرام اومال من شويه اقولك اتصل بفريد تسكتي وتعملي نفسك مكثوفه يتمنعن وهن الراغبات
فحدقت بها زينه بغل
ماشي ياسلمي ليكي يوم وهيجي اكيد
وظلوا على تلك الحاله إلى أن أتت الممرضه تزيل عنها إبرة المحلول بعدما انتهى تخبرهم أن نتيجه الفحص لم تنتهي بعد
واخدت تهندم من ملابسها وسلمى تساعدها وتمازحها لتجد شقيقها يدلف إليهم بفزع ناظرا لزوجته ومن دون كلمه ضمھا إليه يسألها بحنان
مالك يازينه ايه اللي حصلك
فأبتمست سلمي بسعاده وهي تجد شقيقها يعبر عن مشاعره دون خجل
ده شويه هبوط عادي بس سلمي أصرت نيجي المستشفى عند فارس عشان نطمن
فأبعدها عنه يسمح على وجهها بحنو زافرا أنفاسه براحه بعد أن اطمئن عليها ثم انتقلت عيناه نحو شقيقته متوعدا لها
أنتي حسابي معاكي في البيت
فأشاحت سلمي عيناها عنه بتوتر
انا مالي ياابيه ديه هي اللي كانت عايزاك
فحركت زينه عيناها تخبرها ان تنتظر ردت فعلها حين يكونوا بمفردهما وكادت أن تهرب سلمي من أمامهم الا ان دلوف فارس وهو يحمل التقرير الطبي اوقفهم ليسأله فريد بلهفه
مالها يافارس الضغط فعلا مش مظبوط
فضحك فارس وهو يطالع نظراتهم
ضغط ايه لا المدام حامل يافريد
لتتسع عين فريد اما سلمي شهقت بسعاده وزينه وقفت تنظر إليهم وهي لا تستوعب الأمر وتساءل نفسها من هي التي حامل
اقترب منها بلهفة بعدما رحلت والدته وكلا من نجاة وسلمى وابتسم كلما تذكر شقيقته وهي تختار اسم الطفل من الآن فتخبرهم تارة بأسماء الفتيات وتارة أخرى بأسماء الصبيه
لو تعرفي اد ايه انا فرحان
فأعتدلت تنظر إليه فضمھا له بحب
الرابط بينا بقى أقوى دلوقتى يازينه
فأبتعدت عنه تطالعه وهي شارده فهل وجود طفلا سينهي وعده لها سينهي دلاله ورغبته في ارضائها مشاعر كانت تجتاحها بتشتت وخوف ودون شعورا هتفت
يعني الطفل هو اللي هيضمن وجودي جانبك يعني خلاص لازم اسكت ومستناش وعدك ليا
فأبتعد عنها فريد مصعوقا مما يسمعه منها بعدما كان يحتضنها بقوة وحب
أنتي بتقولي ايه زينه انتي بتفهمي معني اللي بتقوليه
ونهض من جانبها ينظر لها ولنظراتها الهاربه منه وغادر الغرفه وقد تبدلت ملامحه الفرحه لأخرى منطفئه
وبعد دقائق كان يشعر بها خلفه
تحتضنه متمتمه
فريد انا اسفه بس فرحتي ديما ناقصه معاك ذكرى اليوم اللي عرفت فيه بجوازك من نادين لسا محفوره جوايا انا اه تقبلت نادين واتعاطفت معاها ومصدقاك بس في حاجه جوايا بتوجعني كل ما بفتكر أني مكنش ليا قيمه عندك ساعتها
فألتف نحوها وقد انطفئت عيناه
انا ونادين أطلقنا امبارح يازينه
وخطي مبتعدا عنها لتقف تطالعه بأعين متسعه
دلفت للمطعم بتردد متذكرة تلك المكالمه التي هاتفها بها مدير أعماله يخبرها أن رئيسه يريد مقابلتها الحبيب الذي كانت تركض إليه كي تراه بلهفة الأن تمشي بثقل وشعورا مضطرب اليه
ووقعت عيناها عليه وهو جالس بوقار يليق به واقتربت منه تحاول أن تداري لهفته ولكن قلبها خذلها فنظرت إليه بشوق
فهتف فادي متنحنحا من ثبوتها في وقفتها
مدام نادين اهلا اتفضلي
تردد الكلمه في اذنيها وجلست وهي لا تشعر بجسدها وتنفست بعمق حتى تستعيد حالها المخزي امامه
مدير أعمالك قالي انك طالب تشوفني
فزفر فادي أنفاسه وتعلقت عيناه بها وليته لم ينظر فالحب واللهفه لم يعدوا وكأن من يطالعها شخصا لم تراه يوما
أنتي نادتيني بأسم واحد اسمه طارق ممكن اعرف مين ده وحياته كانت ايه
فهتفت وهي تتحاشا النظر إليه
ليه عايز تعرف
فمسح على جبينه وهو يتمنى لو تذكر ماضيه الضائع
مش يمكن اكون انا طارق فعلا
وبدء يخبرها عن الحاډث الذي حدث له منذ ثلاثه أعوام ولم يكن معه حينها اي أوراق
وشرد في تفاصيل ذلك اليوم الذي استيقظ فيه ليجد سيده جميله وانيقه رغم كبر سنوات عمرها تقف أمامه سعيده انه قد فاق اخيرا
وأخذت تعتذر منه بشده بلغه كان لا يفهمها إلى أن بدأت تحادثه بالعربيه التي تجيدها فهي بالأصل لبنانيه
علم انها من تسببت له بالحاډث ولكنه كان لا يتذكر اي شئ وكأن عمره قبل تلك اللحظه قد محي بالممحاة
ولشعورها بالذنب اعتنت به واغدقت عليه برعايتها إلى أن أصبح بصحه جيده فقرر حينها ترك منزلها ولكنه كان كالضائع عرضت