روايه بقلم نونا المصري
بدأت تحكي لخالد قصتها مع ادهم وكيف تزوجته مقابل ان يعطيها المال لتنقذ اختها وكيف انتهى بها المطاف بالهرب من مصر ولكنها لم تذكر اسم ادهم ابدا بل اخبرته انها تزوجت رجل اعمل ولم تخبره ما هو اسمه فنظر اليها ثم امسك بيدها وقال انا اسف يا مريم لو كنت اعرف انك متجوزة وبتحبي جوزك للدرجة دي مكنتش سمحت لنفسي اني احبك ابدا ولا كنت فكرتك بالحزن اللي هربتي منه ارجوكي سامحيني
سحب خالد يده وغمغم بنبرة صوت مخڼوقة انسي كل حاجة قلتها لك النهاردة ومن اللحظة دي انا انا هبقى اخوكي الكبير وهفضل واقف جنبك وهساعدك وبالنسبة لمشاعري تجاهك هدفنها جوا قلبي ومش هبصلك غير انك اختي الصغيرة ودا وعد مني
فابتسم خالد پألم وقال احسن منك مظنش ان في انسانه احسن منك ضحت بنفسها علشان اختها بس عندي سؤال واحد هو الراجل اللي اتجوزك ليه ما طلقكيش بعد يعني هو قال انو هيتجوزك ليوم واحد علشان مش عايز يلمسك بالحرام يبقى ليه ما طلقكيش الصبح
خالد طيب هو ما حولش يدور عليكي او يزورك في البيت
خالد طيب وهتعملي ايه دلوقتي يعني عايزة تفضلي كدا لا معلقة ولا مطلقة ومش عايزة جوزك يعرف انك حامل
فقالت بشيء من العتب لو كان امري بيهمه كان دور عليا انا اعرف انو يقدر يلاقيني لو عايز بس معملش كدا اما بالنسبه لأبني فانا
خالد بس كدا ما ينفعش انا اسف على اللي هقوله بس انتي هتظلمي ابنك لما تحرميه من بباه وكمان القانون بيقول انك لازم تقولي لجوزك انك حامل لان من حقه يعرف ان هيبقى عنده ابن
مريم ارجوك يا خالد بلاش تضغط عليا في الموضوع دا انا اتخذت قراري وهقدر اربي ابني لوحدي وزي ما قولتلك ان جوزي لو كان مهتم بيا ولو حتى شوية كان دور عليا
تقولي لاي حد عن المكان اللي انتي رايحه عليه
فابتسمت مريم ابتسامة مريره وقالت هو لو كان معني انه يلاقيني كان يقدر يروح المطار علشان يعرف انا رحت فين بما اني مراته ومن حقه يعرف مكاني بس مع الاسف اهي عدت تلات شهور وهو مكلفش نفسه انه يدور عليا
فتنهد خالد وقال بصراحة مش عارف اقولك ايه بس ولا يهمك انا هفضل
جنبك على طول وزي ما قولتلك انك بقيتي اختي الصغيرة وهحميكي انتي وابنك متخافش
فابتسم مريم وغمغمت متشكره اوي
وعادت إلى الشقة بعد ان تناولت العشاء مع خالد واخبرته بكل شيء عنها فدخلت ووجدت ان الظلام يخيم على المكان لأن الهام قررت المبيت في منزل عمها عمر اشعلت الانوار ثم خلعت معطفها وجلست على الاريكة وكانت تشعر بفراغ كبير ولا تعلم ان كانت سعيدة
لانها اعترفت لخالد ام حزينة لانها رفضت حبه الصادق لها ولكن كيف تقبل به وهي تحب ادهم زوجها
بقيت مستلقية داخل حوض الاستحمام لمدة نصف ساعة وهي تفكر
اما في مصر
فكان جالسا في اجتماع مهم للغاية برفقة شريكة وابن خاله كمال وبعض الموظفين يناقشون صفقة كبيرة وبينما كان يتحدث ويبدو عليه الجدية والانضباط رن هاتفه بصوت عال حيث انه نسي ان يضعه على الوضع الصامت عم الصمت في غرفة الاجتماعات الا من صوت رنين الهاتف الذي ازعج ادهم لانها كانت المرة الأولى التي ينسى فيها وضع هاتفه على الوضع الصامت فامسك به وهو يعقد ما بين حاجبيه دليلا على انزعاجه وقال بصوت مسموع Sorry ثواني وهنكمل الاجتماع
وعندما اراد ان يغلق الهاتف تفاجأ بظهور رقم دولي يتصل به فشرد للحظة واحدة ثم هب واقفا كما لو انه تعرض للسعة افعى وبدون تفكير اجاب بلهفة قائلا آلو
صمت تام خرق اذنه ولا يعلم لما رغب في نطق اسمها فقال بنبرة صوت تحمل الكثير والكثير من المشاعر المچروحة مريم !
اما هي فلم تستطيع ان تمنع شهقتها الصغيرة الناتجة عن حبس دموعها فقالت بصوت مخڼوق ا ايوا
في تلك اللحظة شعر وكأن وتد ملتهب اخترق قلبه المجروح و اشعل النيران فيه فاغمض عينا پألم شديد وضغط على الهاتف بيده وسألها بصوت كاد ان يختفي انتي فين !
أتاه صوتها الخاڤت وهي تشهق قائلة نيويورك انا انا عايزه اقبلك ضروري تقدر تيجي هنا
فحمل ادهم سترته دون ان يحسب حساب لاي احد من الموجودين في غرفة الاجتماعات وقال انا هاجي على اول طيارة بس اديني عنوانك
في تلك اللحظة نهض الجميع فورا وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم وخصوصا كمال اما هي فقالت لما توصل انا هتصل بيك وهقولك هنتقابل فين
ادهم تمام
مريم سلام دلوقتي
فتوقف ادهم عن السير وقال بتردد استني انتي كويسه مش كدا
شعرت مريم بغصة في قلبها ولكنها استرجعت رباطة جأشها وقالت بنبرة صوت واثقة عمري مكنتش كويسه زي النهاردة انا هستناك
قالت ذلك ثم انهت المكالمة وما هي الا ثانية حتى اڼفجرت بالبكاء المرير واخرجت كل ما في قلبها اما هو فالټفت الى الاخرين وقال بلهجة امر كمال انا لازم اسافر نيويورك خلي بالك من الشركة
فاستغرب كمال وقال بدهشة نيويورك !
ثم سأله بفضول قآتل وهتروح هناك ليه يا ادهم وبعدين ازاي هتسيب الاجتماع دا
رد عليه ادهم بنبرة جدية السفريه دي اهم من الشركة كلها بالنسبة لي وانا لازم اروح هناك وبالنسبة للصفقة انا واثق انك هتقدر تكسبها سلام دلوقتي
كمال بس يا ادهم
ولم يستطيع اكمال جملته لأن ادهم المتهور قد خرج من قاعة الاجتماعات وهو يركض نحو المصاعد كما لو كان مچنون يتحدث في الهاتف مع سكرتيرة سلمى قائلا سلمى عايزك تسيبي كل حاجة في ايدك دلوقتي وتحجزيلي تذكرة في اول رحلة رايحه نيويورك انتي سامعه ولو ما قدرتيش تلاقي تذكرة جيبيلي طيارة خاصة
فقالت سلمى بأرتباك ح حاضر يا فندم
ثم اغلق هاتفه وركض الى موقف السيارات اما سلمى فقالت بتعجب نيويورك وهيروح يعمل ايه هناك !
بعد مرور نصف ساعة
وصل ادهم الى المنزل وقبل ان ينزل من السيارة ورده اتصال من سكرتيرته سلمى فاجابها ايوا يا سلمى
فقالت انا حجزتلك تذكرة للشخصيات المهمة يا فندم وهتكون رحلتك بعد ساعتين من دلوقتي
ادهم طيب يا سلمى متشكر
قال ذلك ثم اغلق هاتفه ونزل من السيارة فنظر اليه العم محمود وهو يركض نحو الداخل حتى دون ان يلقي التحية فهز رأسه وتابع عمله اما في داخل المنزل لم يكن هناك احد سوى السيدة كوثر
والشغالة امينة حيث كان البقية في اشغالهم معاذ ويوسف في المستشفى رغد في الجامعة حيث كانت ماتزال طالبة حقوق آن ذاك وكذلك اولاد العم محمود اي ان المنزل كان شبه خالي من سكانه ما عدى السيدة كوثر التي كانت تشرب القهوة في غرفة المعيشة مع إمينه ويتحدثن بأمور كثيرة
فدخل ادهم من الباب مثل الاعصار الهائج ولم ينتبه إلى امه وامينه اللتان كانتا تحدقان به بغرابة بل صعد إلى غرفته امام نظرهن دون ان يتفوه بكلمة واحدة مما جعل والدته تشعر بالقلق فنهضت ونهضت
امينه خلفها وصعدن الى الطابق العلوي من المنزل وتوجهن الى غرفة ادهم وعندما دخلن كان هو يبحث في درج الخزانة الصغيرة التي بجابن السرير عن جواز سفره فسألته امه ادهم في ايه يا ابني
اجابه بدون ان ينظر اليها بعدين يا ماما انا لازم الاقي ال Passport بتاعي دلوقتي
السيدة كوثر انت هتسافر يا ادهم !
فنظر إليها وقال ايوا عندي شغل مهم برا مصر وطيارتي بعد ساعتين من دلوقتي علشان كدا ارجوكي يا ماما سيبيني اجهز نفسي
فتنهدت السيدة كوثر وقالت طيب يا حبيبي طريق السلامة وخلي بالك من نفسك
ادهم ان شاء الله
ثم نظرت السيدة كوثر الى امينه وقالت يلا يا امينه خلينا ننزل
امينه حاضر يا ست هانم
وما هي الا دقيقة قد مرت حتى وجد ادهم جواز سفره فوضعه في جيب سترته ثم توجه نحو خزانته واخرج منها حقيبة سفر صغيرة بدأ يضع فيها بعض الملابس ومن ثم خرج من غرفته وهو يجرها متوجها إلى الاسفل فنزل وخرج من المنزل مجددا وصادف سمير في طريقه فاستوقفه قائلا سمير اجري وجهز العربيه علشان توصلني المطار
قال ذلك ثم القى عليه مفاتيح السيارة فالتقطها سمير وقال حاضر يا بيه
قال ذلك
وصعد في سيارة ادهم وشغل المحرك اما هذا الاخير فوضع حقيبته في صندوق السيارة وصعد بجانبه قائلا يلا بينا
بعد ساعة ونصف
كان ادهم جالسا في المطار ينتظر موعد رحلته بفارغ الصبر وهو يهز قدمه بأستمرار دليلا على نفاذ صبره ويحدق كل خمس دقائق في ساعة يده والتوتر كان واضحا على وجهه لقد سمع صوتها اخيرا وبعد ثلاثة اشهر استطاع ان يسمع صوتها العذب وها هي الان قد اتصلت به بملئ إرادتها وطلبت ان حقيبته وبعد الإجراءات القانونية صعد على متن الطائرة وجلس في درجة ال VIP حيث كان مقعده بعد عدة ساعات وصل إلى نيويورك في الصباح فخرج من المطار وهو لا يعلم اين سيقابل مريم اما هي فكانت تحاول الاتصال به مرارا لكن هاتفه كان مقفلا لذا عرفت انه على متن الطائرة فقررت ان تتصل به في الصباح حين يصل وبالفعل فعلت ذلك فأجابها فورا وهو يحاول ايقاف سيارة أجرة وسألته انت وصلت مش كدا
اجابها ايوا اديني عنوانك علشان اقدر اوصلك
قالت لأ احنا هنتقابل في محطة غراند سنتر كمان ساعة
ادهم طيب هقابلك هناك
مريم تمام
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونظرت إلى نفسها بالمرآة التي في غرفة نومها حيث كانت تجهز نفسها للخروج من المنزل بعد ان اخذت إجازة من العمل لكي تقابل ادهم اخذت نفسا عميقا ووضعت يدها على بطنها وقالت