الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 28 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

 


انه تعور اوي هو كويس 
امسك خالد يدها وقال اهدي يا الهام هو بقى كويس دلوقتي 
الهم مريم فين مريم ! 
قالت ذلك ثم التفتت حولها وعندما وجدت البقية يحدقون بها اتسعت عيناها پصدمة شديدة وخصوصا عندما رأت ادهم فوضعت يدها على فمها اما هو فقال اهي الحكاية وضحت بقى انتي كمان هنا يبقى اكيد كنتي تعرفي كل حاجة وفضلتي ساكته ! 

فقالت الهام بتلعثم انا مكنتش 
فقاطعها ادهم بقوله مش عايز اسمع صوتك دلوقتي وهحاسبك بعدين 
نظر اليه خالد وقال مش شايف انك زودتها اوي الهام ډخلها ايه في الموضوع 
فاراد ادهم ان يرد عليه ولكنه صمت عندما سمع مريم تقول خلاص يا خالد متعبش نفسك 
أجابتها مريم بصوت مبحوح وقد جفت الدموع في عيونها متقليش يا الهام كل حاجة هتبقى تمام 
ابتعدت الهام عنها قليلا وسألتها بهمس ايه اللي جاب ادهم السيوفي هنا يا مريم 
مريم دي حكاية طويلة 
فاقترب خالد منهما ثم قال تعالوا خلونا نقعد اكيد انتي تعبانه يا مريم ولازم تستريحي 
قال ذلك ثم امسك ذراعها وقادها حتى جلست على المقعد اما محمود فاراد ان يلطف الجو المتكهرب لذا قال بتوتر وانا هروح اشتري حاجة ساقعه حد عايز اجيبله معايا 
فقال كمال جيب عصير لمريم شكلها تعبانه ولازم تشرب حاجة 
محمود حاضر 
وفي تلك اللحظة نظر ادهم إلى خالد وقال تعالى ورايا احنا لازم نتكلم 
قال ذلك وغادر فتنهد خالد ثم اراد ان يلحق به ولكن مريم امسكت ذراعه وهزت رأسها قائلة مترحش يا خالد 
فابتسم لها وقال متقلقيش هرجع على طول 
قال ذلك ثم نظر إلى كمال والهام واضاف خلو بالكوا منها 
ابتسم خالد باستهزاء ورد عليه مبقتش مراتك انت طلقتها من زمان 
فالټفت ادهم اليه ورمقه بنظرة مرعبة ولكن قال بهدوء سألتك سؤال ولو مش عايز
تشوف سنانك بيرقصوا قدامك دلوقتي يبقى تجاوب عليه بسرعة 
أتسعت ابتسامة السخرية على وجه خالد واردف ممكن اعرف انت مفتكر نفسك مين علشان تهددني كل شوية بالطريقة الرجعية دي 
فاجابه ادهم وهو ينفث الدخان من فمه اظن انك عارف انا مين وعارف اني مبهزرش ابدا علشان كدا جاوب على سؤالي بسرعة 
فتنهد خالد وقال انا هجاوب على سؤالك مش لاني خاېف من تهديدك ابدا وانما علشان انا انسان متحضر ومقدر الموقف اللي انت فيه وانك بتمر بحالة نفسية صعبة دلوقتي 
خالد انا وهي زي الاخوات بالزبط واحنا نعرف بعض بقالنا تقريبا خمس سنين وقابلتها هي والهام هنا في نيويورك وبقينا صحاب اوي وهما الاتنين بيشتغلوا في شركتي 
ادهم وانت
عايزني اصدق الكلام دا 
خالد انت حر لو كنت عايز تصدق او لأ بس انا قولتلك كل اللي عندي 
ادهم وهي قالتلك عن حكاتي معاها
خالد طبعا هي ما بتخبيش عليا اي حاجة حتى ابنها بيعتبرني خاله ولو مش مصدق تقدر تتأكد من الكلام دا بنفسك 
فرمى ادهم السېجارة من يده ثم دعس عليها بحذايه وقال انت كداب 
قطب خالد حاجبيه وغمغم مش هرد عليك لان مستوايا اعلى من كدا 
فانزعج ادهم من كلامه المستفز و انقض عليه ممسكا بياقته وقال بصوت اشبه للهمس يبعث الړعب بالنفوس متعصبنيش يا خالد نجم لاني ممكن احرقك دلوقتي ومش هعمل حساب لا لحكومة ولا لاي حد تاني 
في تلك اللحظة شعر خالد بالتوتر فقد ادرك اخيرا من هو امبراطور التجارة ادهم السيوفي الملقب بجبل الجليد وانه استفزه كثيرا لذا اراد ان يهدئ من روع هذا الاسد الهائج الذي انقض عليه في جزء من الثانية فقال من فضلك سيبني لان اللي بتعمله دا مابيلقش ابدا براجل اعمال محترم 
فشعر ادهم بالرضا لانه استطاع ان يؤثر على هذا المتمرد فتركه وعاد للخلف قائلا ودلوقتي هتحكيلي على كل حاجة حصلت مع مريم خلال الاربع سنين اللي فاتوا وبكدا هتبقى صفحتك بيضه عندي 
عدل خالد ياقة قميصك ونظف حلقه قائلا هقولك كل حاجة بس بشرط واحد 
رفع ادهم حاجبه وسأله وايه هو 
خالد مش عايزك ټجرح مشاعر مريم مرة تانية لانها مش ناقصه ابدا 
ادهم انا اللي هقرر لو كنت هجرح مشاعرها ولا لأ ودلوقتي اتكلم 
وبالفعل قام خالد بأخبار ادهم كيف تعرف على مريم والهام وكيف اصبحوا اصدقاء ولكنه لم يخبره عن الجزء المتعلق بحبه القديم لمريم وانه كان يرغب بالزواج منها لانه ادرك ان فعل ذلك ادهم لا محالة وخصوصا لانه كان من الواضح عليه انه شديد الغيرة على طليقته كما واخبره ان ابنه ادهم الصغير قد ولد قبل اوانه وان مريم تعتبره كل شيء بالنسبة لها وانه حياتها التي تعيش من اجلها وكم تحبه وتخاف عليه من نسمة الهواء وعندما انتهى اضاف ودلوقتي بقيت تعرف كل حاجة وازاي عاشت مريم كل السنين اللي فاتت من غيرك 
فقال ادهم وهو يكتف ذراعيه انا هصدقك بس لو اكتشفت انك خبيت عليا حاجة كدا ولا كدا فانت بقيت تعرف مين هو ادهم عزام السيوفي وممكن يعمل فيك ايه 
فتنهد خالد وقال قلتلك ان تهديداتك مش هتنفع معايا فالاحسن انك توفرهم لحد تاني 
تسارع في الاحداث 
مر الوقت وكأنه دهور على مريم التي لم تجف لها دمعة وهي تنظر إلى ابنها الصغير النائم في غرفة العناية بينما كان خالد والهام جالسان بجانب بعضهما ويبدو عليهما التعب اما كمال ومحمود فقد عادا إلى الفندق لان ادهم طلب منهما ذلك ولم يستطيعا المجادلة معه وبالنسبة له فكان واقفا في الزاوية يحدق بها بنظرات لم يستطع اي احد ان يفسر معناها وقد كان عابسا ويعقد حاجبيه پغضب واضح وفي الوقت ذاته كان وجهه حزين جدا ويبدو عليه التعب والإرهاق ولكن بغض النظر عن كل هذا الا ان جزء من قلبه كان يشعر بسعادة لا توصف لانه اكتشف ان محبوته لم تخنه ولم تتزوج من غيره ابدا وما زاد فرحته هو اكتشاف وجود ابنه الذي انجبته هي واسمته بأسمه ايضا 
اغمضت مريم عيناها ونزلت دمعتها ولم تعلق بأي شيء ولكن قشعريرة سارت في عندما وخصوصا عندما سألها بهمس لسه كتفك بيوجعك بسببي 
استعادت رباطة جأشها ورفعت يدها ثم
مسحت دموعها والتفتت اليه وقالت بقوة مصطنعة من فضلك متلمسنيش ابدا ويا ريت تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه 
فرصة ابعد يده عن كتفها و الشرر يتطاير من عيناه ثم قال بانزعاج واضح الحق مش عليكي 
قال ذلك ثم ادار ظهره وغادر مبتعدا عنها فنهض كل من خالد والهام وتقدما منها وقالت الاخيرة ليه مصرة انك ټعذبي نفسك يا مريم انتي بتحبيه وپتموتي فيه واضح انو بيحبك
كمان يبقى ليه عايزه تبعديه عنك 
مريم مش بيحبني يا الهام وانما عايز يحمل مسؤوليتي انا وابنه بس مش هسيب اي حد يفرقني عن ابني حتى لو كان الشخص دا هو ادهم عزام السيوفي ذات نفسه 
فقال خالد عايزه نصيحتي يا مريم بلاش تعملي عداوة مع الراجل دا لان باين عليه مش سهل ابدا وجايز لو كبرتي دماغك هيحرمك من ابنك فعلا 
ردت مريم عليه بصړاخ ادهم ابني انا ومحدش هيقدر يحرمني منه انا اللي حملت فيه سبع شهور وتعذبت لما خلفته مش هو 
فامسكت الهام بيدها وقالت طيب خلاص يا حبيبتي متعبيش نفسك والا حتنهاري دلوقتي 
خالد الهام عندها حق انا هروح اجيبلك حاجة تاكليها لانك ما كلتيش حاجة من الصبح 
قال ذلك ثم غادر وترك الفتيات لوحدهن اما ادهم فكان واقفا في الخارج ېدخن السچائر بصمت مرعب بينما كان هواء الصيف العليل يلفح وجهه وكان يفكر بعمق وسرعان ما رمى سيجارته وعاد إلى الداخل ثم جلس بصمت على بعد اربعة امتار من مريم التي كانت جالسة وتسند رأسها على كتف الهام 
تسارع في الاحداث 
حل الليل وتم نقل ادهم الصغير الى غرفة خاصة وتجمع حوله كل من امه وابوه بينما غادر كل من خالد والهام لانهما ادركا ان مريم لا تحتاجهما خصوصا لان حبيبها ادهم كان معها اما هو فابتسم بحنان بعد رؤيته
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب 
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم 
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا 
فاخذت مريم تبكي وامسكت ذراعه قائلة حرام عليك ازاي هتقدر تبعد طفل صغير عن امه !
تعمل كدا 
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين 
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة 
بسم الله
الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
فأتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد وهتعملي كل اللي بقولك عليه يا اما تنسي ادهم الصغير لاني مش هسمحلك
تشوفيه مرة تانية 
فنزعت مريم يديها من قبضته وقالت بنبرة صوت غاضبة نجوم السما اقرب لك من انك تبعدني عن ابني وبحب اقولك ان البنت الضعيفة اللي عرفتها زمان ماټت وجت بدالها وحده تانية ومش هتقدر تخوفني المرة دي ابدا يا ادهم بيه لاني انا وابني معانا الچنسية الأمريكية ومتقدرش تجبرنا اننا نرجع مصر معاك ابدا 
فابتسم ادهم بثقة كبيرة وقال صدقيني يا مريم انا لو عايز كنت سحبتك من ذراعك دلوقتي ورجعتك مصر بالعافية ومش ح يهمني لا حكومة ولا اي حد تاني وخليكي فاكرة اني مستحيل اسيب ابني يتربى في بلد اجنبية وينسى اصله 
مريم مش هينسى اصله انا هعرف اربيه لوحدي ومش محتاحينك معانا 
فتغيرت ملامح وجه ادهم من الابتسامة الى الانزعاج وبحركة واحدة امسك فك مريم بيده القوية وقال بعصبية جايز انتي
مش محتجاني وانما ابني اه لان مفيش طفل في الدنيا دي مش هيحتاج بباه يفضل جنبه وخصوصا لما يبقى متعور كدا زي ابني اللي مقدرتيش تخلي بالك منه ! 
ارتعدت مريم من هذا الرجل الذي كان يمسك بفكها لدرجة انها شعرت بعظامها تسحق تحت قبضته القوية فنزلت دمعتها وقالت بتلعثم ط طيب انا مطلوب مني ايه دلوقتي انت انت متقدرش تبعدني عن ابني لاني ھموت لو عملت كدا 
فعادت
ابتسامة الانتصار تعلو وجه ادهم وترك فكها ثم مسح دموعها بلطف وقال بصوت حنون اشبه للهمس المطلوب منك انك تجهزي نفسك علشان نتجوز من تاني وبعدها نرجع مصر وهتبقي مراتي المره دي بجد يعني هعرفك على عيلتي وهتبقى جزء منها وهيبقى ليكي مكانتك الخاصة 
في تلك اللحظة كادت مريم ان تضعف امام حنيته وكانت على وشك رمي
 

 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 40 صفحات