روايه بقلم نونا المصري
البنت اللي اسمها مريم مراد رجعت وعايزه تقابل حضرتك
سلمى دي دي رجعت بعد كل السنين اللي فاتت وجايه تقابل حضرتك كدا بكل بساطة !
ادهم وفيها ايه يعني مهي جايه تقابل جوزها مش حد غريب علشان كدا دخليها بسرعة
قال جملته الأخيرة بهدوء ممېت وعاد ليكمل عمله بكل بساطة مما جعل سلمى تقف مشدوهة في مكانها محاولة استيعاب ما قاله فرمشت عدة مرات وسألته بغير تصديق قولت ايه يا فندم !
ازدادت دهشة سلمى التي لم تعلم كيف ولما ومتى تزوج ادهم من مريم التي سافرت قبل 5 سنوات تقريبا ولم يراها أحد بعد ذلك فحاولت السيطرة على دهشتها وقالت ح حاضر يا فندم
ثم خرجت من المكتب وفي رأسها مليون سؤال فنظرت الى مريم التي كانت واقفة برفقة صديقتها الهام ثم اردفت قائلة اتفضلي ادهم بيه مستني حضرتك
ثم التفتت الى الهام بثمنها يعني بعمل كل حاجة انتي عايزاها بس في المقابل تعملي اللي بطلبه منك ماشي
مريم طيب وانا موافقة
ادهم طيب ايه هو طلبك يا روحي
فقالت بغنج وكأنها تحاول أن تخدعه وهي ترتب له ياقة قميصه انا عايزه اطلب منك انك ترجع الهام صاحبتي الشغل في شركتك لانها سابته زمان بسببي انا مع ان الشغل هنا كان حلمها ومش هاين عليا انها تفضل قاعدة كدا
فنظرت اليه قائلة يعني انت موافق انها ترجع الشغل
ادهم مش انتي عايزاها ترجع يبقى خلاص اعتبري انها رجعت ومن دلوقتي لو دا هيريحك
ضحك بدوره وابعدها عنه قائلا حيلك حيلك دا مش معروف يا مريم اساسا انا كنت عايز اطلب منك تكلميها علشان ترجع الشغل لان الشركة محتاجه مهارتها دلوقتي
ادهم ايوا يا حبيبتي وكمان انتي هتساعدينا علشان نقدر نحل المشكلة دي لاني واثق بقدراتك
مريم مش على اساس هبقى السكرتيرة بتاعتك
فابتسمت قائلة يبقى اتفقنا هنبتدي شغل من دلوقتي ايه رأيك
ابتسم بدوره قائلا اوي اوي
مريم يبقى انا هخرج علشان اقول لالهام اصلها مستنياني على ڼار
مريم تمام يلا عن اذنك
قالت ذلك ثم ارادت ان تخرج ولكن ادهم اوقفها بقوله مش ناسيه حاجة يا
مريم
فالټفت إليه وسألت بعدم فهم حاجة زي ايه
نظر اليها ورفع حاجبه الايسر ثم تنهد وفتح ذراعيه ففهمت قصده وابتسمت بخجل شديد قائلة بهمس ادهم احنا في الشركة دلوقتي ميصحش تعمل كدا
ادهم وفيها ايه ما انتي مراتي ومش بنعمل حاجة غلط
قال ذلك ثم قرب
وجهه من
قالت ذلك ثم
فابتسمت مريم ثم احاطت ذراع صديقتها وقالت قال ان الشركة محتاجة مهارتك وانك تقدري تبتدي شغل من دلوقتي وانا معاكي
ابتسمت الهام وهتفت بلهفة بجد يا مريم !
أومأت مريم برأسها وقالت ايوا يا حبيبتي ولو مش مصدقاني اهو مكتبه قدامك تقدريه تروحي وتسأليه بنفسك
ابعدتها مريم عنها قليلا واردفت بجدية لا يا الهام انا عارفه انتي حاسه بأيه دلوقتي علشان انا حسيت نفس احساسك لما كنت بعيده عن ادهم وكنت بشغل نفسي بحاجات تانية علشان اقدر انساه
توقفت قليلا عن الكلام ثم استطردت بنبرة مرحة انسي كل حاجة دلوقتي وخلينا نروح ندور على الاستاذ كمال علشان يقولنا نعمل ايه
فابتسمت الهام وغمفمت يلا بينا
تسارع في الاحداث
مرت عدة ايام على مريم والهام وهن يعملن على تصميم الموقع الإلكتروني في شركة ادهم وكان خبر زواج ادهم من مريم قد انتشر في الشركة كما لو انه وباء خطېر وأخذ جميع الموظفين يتساءلون عن الموضوع وكيف استطاعت تلك الفتاة البسيطة ان توقع ادهم عزام السيوفي الملقب بالجبل الجليدي في حبها لدرجة أنه تزوجها وانجب منها طفلا
وخلال هذه الايام كانت حالة الهام افضل بكثير لانها اشغلت نفسها في العمل واثمر مجهودها هي وصديقتها مريم في النجاح الكبير الذي حققته الشركة لان الموقع الإلكتروني قد اصدر في موعده المحدد وحقق نسبة ارباح عالية جدا فكانت النتيجة ان تصبح هي احدى المبرمجات الرئيسية في الشركة بينما عادت مريم لتصبح سكرتيرة زوجها الخاصة وكانت سعيدة بذلك خصوصا لان ادهم كان يعاملها معاملة خاصة عندما يكونا لوحدهما ولكن اثناء العمل كان يقسو عليها احيانا لان لا مجال للتهاون في شركته حتى وان كانت مريم حبيبته يبقى العمل عملا
وذات يوم
كانت سلوى تجهز نفسها لکي تدخل إلى احدى العمليات برفقة زوجها معاذ وبينما كانت تعقم يديها شعرت بالدوار من رائحة المعقم القوية فكادت ان تفقد توازنها ولكن زوجها اسندها قائلا فيكي حاجة يا حبيبتي
فنظرت اليه بوجه شاحب وقالت حسيت بدوخة بس هبقى كويسه متقلقش
شعر معاذ بالقلق عليها لذا وضع يده على جبينها وقال مفيش سخونيه بس شكلك تعبانه اوي ومش هينفع تدخلي العملية وانتي بالحالة دي
سلوى انا كويسه يا معاذ
رد معاذ بجدية انتي عارفه النظام يا سلوى ماينفعش تدخلي اي عملية وانتي تعبانه لان دا هيعرض حياة المړيض للخطړ علشان كدا انتي روحي ريحي وانا هطلب دكتور تخدير تاني
فتنهدت سلوى باستسلام ووغمغت حاضر زي ما انت عايز
نظر إليها قائلا لو تعبانه اوي خلي الدكتورة سما تكشف عليكي لغاية ما اخلص العملية واجيلك اوك
ابتسمت سلوى بلطف لان زوجها الذي تحبه ېخاف عليها حتى من نسمة الهواء فامسكت بيده وقالت متخفش يا حبيبي انا كويسه بس جايز حسيت بدوخة لاني منمتش كويس امبارح
معاذ طيب يا قلبي انا لازم اروح دلوقتي وانتي متعبيش نفسك اتفقنا
سلوى ان شاء الله
معاذ ادعيلي
سلوى ربنا يقويك
ثم دخل معاذ الى العملية بعد ان طلب من احد اطباء التخدير المتفرغين ان يحل محل سلوى التي كانت ترافقه في كل عملية جراحية يجريها اما هي فنزعت الثوب الاخضر وارادت ان تخرج من غرفة التعقيم ولكنها شعرت بالأعياء الشديد وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها عن التقيوء ثم ركضت نحو الحمام وبدأت تتقيأ وعندما انتهت شعرت بصداع خفيف فغسلت وجهها ونظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة مطولا وفي تلك اللحظة شع
شعاع الأمل في قلبها المنكسر واخفضت نظرها لتنظر إلى بطنها ثم وضعت يدها عليه وقالت بعدم تصديق معقول انا حامل !
قالت ذلك ثم خرجت من دورة المياه بسرعة حتى توجهت إلى عيادة المستشفى اشترت جهاز كاشف للحمل وسرعان ما عادت الى دورة المياه حتى تختبر الجهاز وكانت النتيجة ايجابية حيث اظهر الاختبار انها حامل بالفعل تجمعت الدموع في حدقتيها ووضعت يدها على
فمها غير مصدقة انها حامل اخيرا بعد انتظار 6 سنوات طويلة ولكن الله جبار السماوات قد جبر بخاطرها المنكسر بعد ان صبرت طويلا ورضيت بحكمه وقسمته وقد زرع في جوفها روحا طاهرة نقية ستعوضعها هي وزوجها الذي رفض رفضا قاطعا بأن يتزوج
غيرها حتى ينجب وفضل ان يعيش بدون اطفال على ان يكسر قلبها
بعد مرور عدة ساعات
خرج معاذ من غرفة العمليات وهو منهك القوى حيث كانت العملية التي اجراها صعبة جدا ولكنها نجحت في نهاية المطاف أراد ان يتصل على زوجته لكي يطمئن عليها ولكنه تفاجأ بوجودها جالسة في مكتبه فتوجه نحوها بسرعة وسألها بلهفة انتي كويسه يا حبيبتي
نظرت سلوى اليه بعيون تملؤها الدموع مما زاد قلقه وخوفه عليها فأمسك بوجهها قائلا بقلق مالك يا سلوى انتي بټعيطي كدا ليه !
ولكنها لم تقل شيئا بل امسكت يده ووضعت بها اختبار الحمل دون ان تبعد نظرها عن وجهه فنظر هو الى الجهاز الذي وضعته بيده وسرعان ما قطب حاجبيه عندما رأى أن النتيجة ايجابية فنظر الى وجهها بسرعة بعيون مفتوحة حيث ابتسمت له ثم وضعت يدها على خده قائلة الحمد لله يا حبيبي احنا صبرنا وربنا كرمنا وهيبقى عندنا ابن
في تلك
اللحظة شعور
عادت الهام الى المنزل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء وكانت متعبة لذا فتحت باب المنزل وقالت بنبرة مرهقة ماما انا رجعت وعايزه اكل بسرعة لاني ھموت من الجوع
فاسرعت امها نحوها وقالت بصوت خاڤت وطي صوتك يا عبيطة عندنا ضيوف
سألتها الهام بصوت منخفض مين دول
الام لو عايزه تعرفيهم يبقى خشي هما في الصالة سلمي عليهم واقعدي معاهم انتي وبباكي لغاية ما جيب الضيافة
تنهدت الهام وقالت بعدم اكتراث انا تعبانه اوي يا ماما وعايزه اكل
فضړبتها امها على كتفها بخفة وزجرتها من بين اسنانها يا عبيطة افهمي بباكي قاعد معاهم لوحده وفي ست كمان علشان كدا اقعدي معاهم لغاية ما جيب الواجب
الهام طيب خلاص خلاص هقعد معاهم وهنشوف اخرتها ايه
قالت ذلك ثم توجت نحو غرفة المعيشة فابتسمت والدتها وقالت اخرتها خير ان شاء الله
وعندما دخلت الهام الى الصالة ارادت ان ترمي السلام ولكن لسانها شل عندما رأت خالد وعمته سحر جالسين
مع والدها الذي نظر اليها وابتسم قائلا اهي العروسة جت
فنظر خالد اليها ثم نهض وابتسم ابتسامة تحمل الكثير من المعاني اهمها الحب والاشتياق وسألها بصوت هادئ ازيك يا الهام
اما سحر فنهضت وابتسمت قائلة ازيك يا حبيبتي
ولكن الهام لم تستطيع الرد حيث كانت تحدق ب خالد بغير تصديق فوكزتها امها التي عادت من المطبخ وهي تحمل الفاكهة وغمغت بهمس اتقلي يا بت قدام الراجل
ثم ابتسمت وقالت للمرة السابعة اهلا وسهلا
اما العم امين فقال الهام مش عايزه تسلمي على الجماعة يا بنتي
فعادت الهام الى طبيعتها ولكن عيناها امتلأت بالدموع وقد لاحظ خالد ذلك ولكنها تداركت الامر
وابتسمت ثم توجهت نحوهم قائلة ايه المفاجأة الحلوه دي
قالت ذلك ثم مدت يدها لتصافح خالد فصافحها بيده الدافئة وما ان لمست يده حتى شعرت بقلبها يرقص فرحا ومع ذلك سألته بهدوء ازيك يا خالد
ابتسم خالد وقال دلوقتي بقيت كويس
واستطرد والدها قائلا سيبوا العتب واللوم لوقت تاني يا جماعة وخلونا نرجع لموضوعنا
جلس الجميع مجددا وقال العم امين لابنته الهام التي جلست بجانبه بصي يا بنتي انتي بقيتي كبيرة دلوقتي وانا بحترم كل قراراتك
بس لانك بنتي الوحيدة انا
فابتسمت امها وقالت اهو السكوت علامة الرضا يا جماعة
واضافت سحر بابتسامة عريضة مادام كدا خلونا نقرا الفاتحة على نية التوفيق
فقال العم امين على بركة الله
ثم قرأوا الفاتحة وعندما انتهوا نهض خالد وصافح امين الذي قال الف مبروك