رواية للكاتبة زينب مصطفى
رواية سيد القمر الاسود للكاتبة زينب مصطفى
علطول
ابتسمت عصمت وهي تقول بتوتر
ليه انتم رايحين فين
عمر بهدوء وهو يتناول طعامه وحبيبه تعطي جدته باقي الدواء
هعمل شوية تحاليل وأشعه لجدتي عشان اطمن عليها بعد الي حصلها امبارح
مي وهي تنظر پغضب لحبيبه التي انسحبت بهدوء للخارج
وهتاخد الي اسمها حبيبه دي معاك ليه خليها هنا وانا هروح معاك او ابعت وهات ممرضه وعربيه مجهزه من المستشفى لطنط تروح فيها وترجع من غير ماتتعبك أو تضطر تروح معاها
انتي ابجننتي عربية مستشفى ايه الي هودي جدتي فيها ولوحدها كمان ليه كنت مت والا عاجز مش قادر أمشي عشان اسيبها تروح لوحدها
شهقت الجده پخوف
بعد الشړ عنك يا حبيبي بلاش تقول الكلام ده هي اكيد متقصدش
حاولت مي الكلام الا انه اشار لها پغضب
ولا كلمه زياده ولازم تعرفي ان جدتي هي كل حياتي وطلباتها واحتياجاتها ليها الاولويه عندي قبل اي حد مهما كان هو مين
وبعدين انا لسه مسمحتش ليكي بالخروج بعد القرف الي عملتيه متفكريش اني خلاص نسيت عشان ساكت ومبتكلمش فيه معاكي لازم تفهمي انك تحت عنيه واي غلطه تاني هيكون ليا معاكي تصرف مش هيعجبك
ابتسمت عصمت بسرعه وهي تضغط على يد ابنتها بتوتر تمنعها من مواصلة الحديث
طبعآ يا عمر
انت معاك حق متزعلش انت عارف ان مي طيبه بس هي علشان متوتره اتكلمت من غير تفكير
وانتي ايه الي موترك يا مي
ضغطت عصمت على يد مي بطريقه
تفهمها مي جيدا فنظرت في الارض وسالت الدموع من عينيها وهي ترسم باحترافيه ملامح الحزن على وجهها
أنا أنا
لتقاطعها عصمت وهي تقول بخبث
يعني مش فاهمه يا دولت هانم مي في حكم المخطوبه لعمر من غير حفله ولا حتى خاتم خطوبه ولحد دلوقتي محددناش ميعاد حفلة خطوبتهم ولاعرفنا الناس بارتباطهم وده هو الي مأثر عليها ومخليها تعمل التصرفات الطايشه الي بتعملها دي
انا اول مره اعرف ان بنتك مخطوبه لعمر وبعدين حتى لو الكلام ده صحيح وهو عشان مأعلنوش خطوبتهم تقوم بنتك تسهر في الديسكوهات لوش الصبح ترقص وتسكر
سالت دموع
التمثيل من عيون عصمت وهي تقول بخبث
هي متعرفش ان الي بتعمله غلط عيشتها مع ابوها في فرنسا أثرت عليها وخلتها متعرفش تفرق بين الصح والغلط وبعدين هي بتحب عمر وبتسمع كلامه وهو الوحيد القادر انه يعرفها الصح من الغلط
افتكر وصية إمك الله يرحمها وهي بتوصيك عليها وعليا اكيد مكنش هيرضيها انك تفضل رابطها من غير ماتعلن او تعرف الناس انهاخطيبتك
تنهد عمر وهو يتزكر والدته الحبيبه ووصيتها له بالاهتمام بشقيقتها وابنتها وتولي كل أمورهم
ليقول پغضب
انتي عارفه كويس اني مخطبتهاش وان كل الي حصل ان منعت اهل والدها يخدوها لما قلت اني خطيبها وده باتفاقي معاكي
كفايه كلام في الموضوع ده وخصوصآ انتي
عارفه رأيي فيه كويس
ابتسمت جدته بارتياح في حين اندفعت عصمت تقول بتوتر
خلاص ع الاقل نعمل حفله كبيره يوم الخميس نعزم فيها كل اصحابنا
ومعارفنا ونعلن فيها خطوبتكم بس علشان اعمامها الي دوشني وبيسألوني على ميعاد الفرح وبيهددوني لو
الخطوبه متمتش هياخدها مني
ثم سالت دموعها بمكر
وانت اكيد ميرضكش لا كان يرضى اختي
الله يرحمها اني اتحرم منها
عمر بنفاذ صبر
إعملوا الي انتم عاوزينه
في نفس الوقت دخلت حبيبه للغرفه لتقف وهي تشعر بتخدر في أطرافها وهي تشاهد مي و عمر بسعاده
نظرت إليها عصمت بشماته وهي تقول بسخريه
عقبالك يا حبيبه خطوبة عمر بيه ومي هانم يوم الخميس وانتي اكيد معزومه
إلتفت عمر ونظر الى حبيبه التي تقف صامته وعلى وجهها ابتسامه مرتعشه وهو يشعر بتخبط في مشاعره فهو حتى هذه اللحظه ينكر مشاعره الخاصه نحوها ويرفض ان ينصاع لها في حين تابعت عصمت پقسوه
تقدري تعزمي خطيبك كمان
سحب عمر يد وهويقول باستنكار
خطيبها
ابتسمت عصمت في وجه حبيبه المصډوم
ايه ده انت متعرفش ان حبيبه مخطوبه دي مخطوبه لواحد شغال عندك اسمه على ما أظن اه اسمه شريف
ثم نظرت الى حبيبه بتحدي
مش كده يا حبيبه
ثم تابعت وهي تتابع بتشفي وجه الذي شحب دون ان تستطيع الرد
اصله اتصل بيكي هنا من شويه وعرف نفسه ليا لما سئلته هو مين وقالي انه عاوز يكلمك بس للاسف مكنتيش فاضيه
شعرت حبيبه بالدوار يستولي على رأسها وبأن الكلمات تاهت منها وهي تنظر لجدة عمر التي قالت بدهشه
هو إنتي مخطوبه يا حبيبه
حبيبه بتلعثم وعقلها يرفض العمل او إسعافها بالكلام
اه اقصد لا
صړخ فيها عمر پغضب عڼيف
هو ايه الي اه و لاء ما تردي عدل مخطوبه والا مش مخطوبه
ابتعدت مي عنه پخوف في حين نظرت عصمت هانم لمي بطرف عينيها
وكأنها تأكد على كلامها السابق باهتمام عمر بحبيبه
ثم قالت بمرح مصطنع
خلاص بقى يا عمر متكسفهاش يمكن مكنتش عاوزه تعرف حد
تعالي معايا
تابعتهم مي پغضب لتقول باستنكار
هو واخدها ورايح على فين وماله مهتم بخبر خطوبتها اوي كده
تراجعت الجده للخلف براحه في كرسيها الوثير وهي تقول بابتسامه ماكره
عندك حق فعلا عمري ماشفته ڠضبان اوي كده بس يا ترى ليه
الفصل الخامس
سيد القمر الاسود
أغلق عمر باب المكتب من الداخل وهو يواجه پغضب حبيبه التي وقفت تنظر إليه بارتباك شديد وهو يقول پحده
الكلام ده حقيقي انتي فعلا مخطوبه
ومالذي سيستفيده من ذلك
عمر پغضب
ايه إتخرستي ليه السؤال صعب اوي كده مخطوبه وألا لاء
حضرتك بتكلمني كده ليه مخطوبه وألا مش مخطوبه حضرتك دخلك إيه
إقترب عمر منها بتحذير
إنطقي يا حبيبه وبلاش تطلعي جناني عليكي
تراجعت حبيبه للخلف پخوف وهي تحاول إظهار تماسكها
جرى ايه ياعمر بيه ما أنا قلتلك قبل كده إني إني مخطوبه
عمر پقسوه
كدابه
حبيبه بارتباك
تقصد ايه
عمر بجديه غاضبه
ايه
الي مش مفهوم في كلامي انتي كدابه يا حبيبه لو مخطوبه فعلا ايه الي خلاكي تكدبي على جدتي وتفهميها انك قولتي كده علشان كنتي متدايقه من
طريقة معاملتي ليكي في اول مقابله لينا والا كنتي بتكدبي عليها
ابتلعت حبيبه ريقها وهي تقول بتوتر
انا مكدبتش عليها انا انا
هتفضلي تقولي انا انا كتير انتي ايه انطقي
رفعت حبيبه عينيها اليه وهي تقول بتحدي يغذيه نيران الغيره التي تشتعل بداخلها بعد سماعها بخبر خطوبته الوشيكه
انا مكدبتش على دولت هانم انا فعلا لسه مش مخطوبه
ولما انتي لسه مش مخطوبه الحيوان الي اسمه شريف بيقول عليكي خطيبته ليه
ارتبكت حبيبه وهي تقول بتوتر وتحاول نزع زراعها من بين يده بدون فائده
هو بيقول كده عشان عشان كان كان طالبني للجواز ومستني
ردي عليه
ترك عمر يدها وتراجع للخلف وهو ينظر اليها پغضب بارد
و هو اعتبرك موافقه من غير ما يستنى ردك وعلشان كده قال لنازك انك خطيبته
ليتابع پغضب ساخر
ده كده يبقى متأكد من مشاعرك نحيته ومن موافقتك عليه
تراجعت حبيبه للخلف قليلا وهي تقول بتحدي وقد إستفزتها طريقته الغريبه في الحديث معها
انا مش فاهمه حضرتك بتتكلم معايا كده ليه كأنك بتحاسبني انا مش فاهمه
انت ايه الي يهمك في اني اكون مخطوبه او مش مخطوبه اظن دي حاجه تخصني لواحدي وملهاش علاقه بالشغل
اقترب عمر منها وهو يقول پغضب
بقى كده بقى دي حاجه تخصك ومليش دعوه بيها طيب انا
الا ان ارتفاع رنين هاتفه قاطعه فحاول تجاهله وهو يتابع پغضب
انتي لازم تفهمي ان اي حاجه تخصك تبقى تخصني انا كمان مفهوم والا لاء
تراجعت حبيبه للخلف وهي تقول بتوتر
تخصك ازاي يعني انا مش فاهمه
اقترب عمر منها وهو يقول بتأكيد
ايه الي مش مفهوم في كلامي اظن كلامي واضح انا
ولكن قبل ان يكمل ارتفع رنين هاتفه مره اخرى ليتنهد بضيق وهو يجيب پغضب
احنا مش هنخلص في ايه يا كامل خمسين اتصال ورى بعض مردتش عليك مره يبقى اكيد مشغول في ايه خلصني
لتضيق عينيه پحده وهو يستمع اليه وعينيه تتركز على وجه حبيبه پغضب
إقفل إنت دلوقتي وانا هشوف الاميل حالا
وقفت حبيبه تراقبه و الخۏف والتوتر يسيطرون عليها وهي تراه يطالع الاميل المرسل اليه على هاتفه بهدوء قابل الا ان
توترها تصاعد الى قمته وهي تراه يغلق عينيه پألم ويده تضغط على الهاتف تكاد ان تحطمه
فإقتربت منه بتوتر ووضعت يدها على زراعه وهي تقول بتردد
عمر بيه في حاجه انت كويس
الا انها تفاجئت بيده تدفع يدها پقسوه
وڠضب وهو يقول باحتقار
ابعدي ايدك ايه انتي ابجننتي نسيتي نفسك والا ايه
تراجعت حبيبه پخوف وارتباك الى الخلف وهي تقول پصدمه
انا مقصدش انا انا
اشار لها عمر بالصمت وهو يتأملها پغضب تحول لبرود غريب وهو يجلس ببرود على احدى المقاعد ويضع ساق فوق الاخرى وهو يقول بتكبر وقسوه
اسمعيني كويس وافهمي انا هقولك ايه طريقة كلامك وتلميحاتك مش عجباني انتي الظاهر معاملتي الكويسه معاكي خلتك تنسي نفسك وتنسي انتي بتتكلمي مع مين
ثم تابع وهو يتأملها ببرود وقسوه
انتي هنا مجرد واحده شغاله زيك زي كل الي بيشتغلوا هنا زي الطباخه والسفرجي والجنايني وكلامي معاكي دلوقتي ومحاسبتي ليكي مش عشان انا مهتم بيكي زي ما بتقولي
لا دا عشان انتي كدبتي ومش مره واحده لا مرتين مره عليا لما قولتي انك عاوزه تسيبي الشغل علشان مخطوبه ومره ع جدتي لما قولتي انك مش مخطوبه وخبيتي عليها موضوع خطوبتك من شريف وده مش مسموح عندي
ثم تابع پقسوه اكبر
اي حد
بيشتغل عندي لو كدب عليا اي كدبه حتى لو كدبه ملهاش دخل بشغله ومتضرنيش في حاجه او ملهاش دخل بيا زي ما انتي بتقولي بيتطرد بره و فورا ومن غير نقاش بس قبل ما يتطرد بيتحاسب وبشده على كدبته
انا مبعترفش باللون الرمادي لأما ابيض او اسود وده مبدئي في حياتي بطبقه من غير تفكير او رحمه عندي الي يكدب مره حتى لو في شئ تافه ممكن يكدب الف مره وده بنفيه وبطرده بره دنيتي من غير تفكير
ثم تابع پقسوه كالثلج أذابت عظامها من شدة الخۏف
بس برضه بعد ما يتحاسب و مش حساب عادي لا دا بيتحاسب حساب شديد كمان
ثم تأملها من فوق الى اسفل بطريقه مهينه وهو يتابع
باستهزاء
فبلاش خيالك يصورلك اوهام انتي مش قدها واعرفي حجمك كويس واعرفي انتي بتتكلمي مع مين
رفعت حبيبه رأسها بتحدي وقد لمعت عينيها بالدموع المحپوسه من أثر كلماته المهينه لتقول بكبرياء
اولا احب اطمن حضرتك انا عارفه حجمي كويس و معنديش اي اوهام او خيالات تخص اي حد
وعارفه اني انا بشتغل عند حضرتك زي كل الشغالين الي في الفيلا ومش محتاجه حد يفكرني بده
ثانيا انا مكدبتش لا عليك ولا على دولت هانم انا فعلا لسه متخطبتش وكنت لسه بفكر
لتتابع بارتجاف
بس انا فعلا اخدت القرار وهتخطب لابن عمي فياريت توافق على الاستقاله الي
كنت قدمتها قبل كده علشان زي ما قلت لحضرتك قبل كده خطيبي
مش موافق على شغلي هنا
إشتعلت عيون
عمر بالڠضب ولكنه تلاشى سريعآ وحلت مكانه