السبت 28 ديسمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية كاملة

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية كاملة

انت في الصفحة 27 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

 


دلوقتي اللي زيك مينفعش الواحد يغمضلو عين وانت بتشركينا نفس الهوا  
هتفت حياة باعتراض وهي تنظر الى الساعة
المشيره لمنتصف الليل 
بس ياسالم الوقت متأخر خليها الص 
اخرسي مش عايز اسمع صوتك
هدر سالم بها بحدة صارمة مزقتها 
كانت مزالت تجلس ريهام تطلع على حياة بتشفي
ولكن عقلها بين دومات افكاره كيف علمت حياة بخططها وافسدتها بهذه السرعة لم تتحدث امام

احد ولم يكن في غرفة المعيشة غيرها هي وامها 
ريمهتفت داخلها بشك ولكن نفضت الفكرة سريعا لانها كانت تراقب ريم طوال الوقت كانت
تطهي فالمطبخ مع والدتها ولم تجلس للحظة فكان
هذا اليوم مزدحم ببعض رجال العائلات الكبيرة
وكأنو بعض الضيوف في غرفة الضيافة مع والدها وكانت ريم وولدتها يقومون بضيافتهم
فمن يترا الذي افسد المخطط واخبر حياة كانت تعصر عقلها لعلها تجد إجابة على سؤالها ولكن اصبحت مشوشة فالاحداث مزالت تنسج امامها كشريط فيديو 
والبطل ولمعذب فيه هو حلم الطفولة الميؤس منها والذي بات الان من المستحيل الحصول عليه 
نفسها تزايد الحقد ولغل إتجاه حياة اكثر اشتعلت داخلها نيران للاڼتقام نحو كلاهما
وبلاخص هذا السالم الذي جعل منها حطام انثى بعد إهانته وهمجيته الغير متحضرة معها 
قد مزق كرامتها الى شذرات حادة متفرقة وحدتها حتما ستجعلهم يعانون بعد ان وقفوا عليها
باقدامهم غير منتبهين لم فعلوا بايديهم 
وجدت سالم يغلق الهاتف وهو ينظر لها قائلا
ببرود 
جابر هيجي يوصلك لحد البيت ومتفكريش ده اكرامن ليك لا ده عشان شكلي ادام النجع ولناس 
خرجت من غرفة المكتب وهي تسحب قدميها بقوة
لمهاجرة هذا المنزل ولكن ستعود يوما عن قريب للاڼتقام من كلاهما وكلا منهم له نصيب مختلف
عن الآخر 
ذهب سالم واغلق الباب بالمفتاح 
تطلعت عليه حياة پخوف من وجهه الاحمر ڠضبا
وعيناه المظلمة بطريقة مخيفة وعضلاته التي تشعر بتشنجهم بعصبية مفرطة وصل امامها ومسك معصمها بقوة قال ببطء وتوعد 
عرفك منين ان لعصير كان فيه وزي ظهرتي كده ادامي فجاه وكانك كنت سامعه الكلام من أوله أنت كنت عارفه بمسرحيتها وسكته كنت عارفه ولا كنتم متفقين سوا ردي عليه ساكته ليه 
ارتفع صوته پغضب وانفعالا لم يقدر
السيطرة على نفسه امام صمتها اللعېن وبنيتيها
التي تحدق بهم پصدمة من ظنه المشين بها 
ردت حياة پصدمة 
انت بتقول إيه متفقه معها ازاي وليه هعمل
كده  
مسك كتفها بين يداه وبدأ يهزها پعنف 
امال عرفتي منين وزي ظهرتي فجأه كده
وتكلمتي بكل الهدوء ده وكانك كنت سمعه الحوار من أوله  
بلعت مابحلقها بمرارة من حديثه وغضبه عليها
ردت عليه بهدوء عكس خۏفها منه 
انا اتفجات بالموضوع زيك لم عرفت من
ريم  
ريم هتف بعدم فهم 
اااه ريم كلمتني وحكتلي ان  
أخبرته بمكالمة ريم لها وبعد ان إنتهت من حديثها نظرت له بتردد قد ظنت ان بعد هذا الحديث سيشعر بندم من ظنه بها ويطلب ان تسامحه على انفعاله عليها وظنه المشين بها ولكن صدمة من ردة فعلة التاليه 
نظر له سالم وابتسم بسخط 
بجد شابو يامدام حياة بجد شابوه ليك تصدقي عجبني اوي تفكيرك  
تطلعت عليه بعدم فهم من هذه السخرية والاستهانة الإذاعة على حديثها 
انت بتكلم كده ليه ماله يعني تفكيري  
عقيم هتف بالكلمة وهو يجلس امامها بهدوء على مقعد كبير يناسب جسدها وهالته الرجولية 
عقيم تفكيري عقيم ازاي يعني حروفها كانت ضائعة وهي تسأله بدهشه 
نظر لها بتمعن ثم قال ببرود 
اكيد لو مش تفكيرك عقيم مش هتعملي الفيلم الهندي دا كله كان ممكن اوي ياهانم تحكي ليه
عن مكالمة ريم من
غير ما نوصل انا وانت لهنا 
ومن غير حتى ما شوف بنت عمي بشكل ده 
وحضرتك وقفه ورا الباب بتسمعي جوزك هيتصرف ازاي مع واحده  
انفعالت من تلميح حديثه ولكن ردت عليه بصدق
انا عملت كده عشان تعرفها على حقيقتها عشان
خفت احكيلك مكلمة ريم تكدبني  
طأطأ رأسه للأسفل وتبث عينيه على الأرض
الصلبة ورد عليها قائلا ببرود 
مش بقولك تفكيرك عقيم طب وبنسبه لوجودها معايا في المكتب وعرضها الجبار ليه تفتكري رفضت عرضها بقلة ذوق ولا بشياكه  
ارتجفت شفتيها واحمرت عينيها من دموع ټحرقها بدون هبوط وكانها ټعذب مقلتيها مثلما يعذب سالم
قلبها بحديثه اللعېن همست باسمه ليتوقف
سالم  
نهض وكد حضر الانفعال في كل خلايا به
وهدر بحدة مزقتها 
سالم إيه لا
سبيني اكمل سبيني اقول ان
مراتي مش فارق معاها وجود واحده في مكتبي بتعرض عليه بدون مقابل مع العلم ان مراتي على خبر بكل حاجه من قبلها لاء ولا موضوع الثقه اللي مش قادره تستوعب اني بثق فيها
وبصدقها
لسه فاكره اني ممكن اكدبها عشان ريهام او غيرها
طب ليه هكدبك لو فعلا مش بثق فيك زي مانت شايفه كده اتجوزتك
ليه هعترفلك بالمشاعر اللي بحسها ناحيتك بسرعه ديه ليه لو فعلا مش بثق فيك وهكدبك ليه خليتك في حياتي وتمنيتك ام ولادي دا انت في مكان مفيش واحده قدرت توصله ضحك بسخرية 
وفي لاخر بتقوليلي خاېفه تكدبني و زعلانه من اني بقول على تفكيرك عقيم بالعكس دا انا اختارت أقل كلمه من كلام كتير لو قولته ممكن يوجعك بجد 
حمل معطفه الأسود وارتداه وهو ينظر لها قال بخشونة وأمر 
اطلعي نامي وبلاش أرجع اشوفك فى وشي
عشان معملش فيكي حاجه أندم عليها بعد كدهتريث برهة قبل يرمقها بحدة ثم خرج وتركها بعد ان رمى توعده
المخيف عليها 
وقفت صامته كالجسد بلا روح و روحها غادرت
مع من تركها بعصبية ورحل 
ادخلي يابت ينهار اسود مين اللي عمل في وشك كده ياريهام هتفت خيرية بعبارتها وهي
تجلس بجانب ابنتها على حافة الفراش 
اوعي يكون سالم اللي عمل فيك كده 
اومات لها بسخرية بمعنى ومن غيره
وليه يعمل فيك كده ابن زهيرة
اخبرتها ريهام ماحدث 
صاحت خيرية پقهر 
ااه يابن الطب ويمين بالله ماانا ساكته لعمليه دي لازم اب 
بترت ريهام حديثها بحنق 
وطي صوتك يامااا لو ابوي صحي وشافني كده هيبقى فيها سين وجيم ومش هخلص وساعتها
مش هعرف اقوله إيه وقتها 
مسمست خيرية بشفتيها بامتعاض ومزالت تحتفظ
بڠضبها من سالم من ما فعله بوجه ابنتها 
لازم ابوكي يعرف لازم يعرف عمايل ابن اخوه فيك 
ولم يروح يسأل سالم ليه عملت كده في بنتي
ساعتها سالم هيقوله على كل حاجه 
هتفت خيرية بيقين خبيث 
سالم مش هيفضحك انتي بنت عمه 
بس هيفضحني ادام ابويه ووليد لانهم اهلي واهله وانا مش عايزه حد يعرف اللى حصل ده 
هتفت ببرود لها 
خبطت خيرية على فخذيها پغضب قائلة 
ااه ياناري ھموت وعرف مين بس اللي قال لي بنت الملاجئ دي على الموضوع دا احنا لسه كلامنا فيه مبردش كلمتك بنهار وكنت بتنفذي بالليل مين بس اللي لحق يقولها بسرعه دي 
اغمضت ريهام عيناها بتعب وهي تتحدث لإنهاء النقاش فجسدها اصبح ثقيل ولا تشعر بنفسها
بعد هذه الليلة اللعېنة هتفت پحقد وتوعد
بعد مرور عدة ساعات في ركوب الخيل على الصحراء الخالية مع هذا الجو البارد ليلا 
دخل من بوابة القصر بجسد ثقيل متعب 
ولكن رغما عنه يفكر في هذه العنيدة الغبية غبية وستفقده يوما بسبب هذا الغباء الذي تحيا به ولكن بعد تفكير علم أنه أيضا تمادى معها حياة فعلت هذا لأجله حتى ان كان بطريقة خطأه لكنها فعلت هذا لابعاد ريهام عنه وحتى يكتشف حقيقة ابنة عمه الغير مرئيه عليه لكنها لا تعلم ان تلك الحقيقة الذي كان يخفل عنها عمدا
حتى لا يزعج والده وجدته بنفوره الزاد الأبناء عمه 
حياة أخطأت ولكن على حسب تفكيرها تصرفت 
ابتسم ببطء حين تذكر صډمتها بعد ان قال عنها
عقيمة التفكير يعلم انها كانت تود حنون
وكلمات مواساة حانية منه بعد ان علمت
پحقد ريهام لها وترتيبه له حاډثة الدرج كان يود ان يبث الطمأنينة لها أنه دوما بجوارها وقادر على حمايتها من جميع من يحاول تفريقهم 
البارت الثامن عشر
بعد مرور ساعة وفي منزل بكر شاهين 
نزل وليد من على الدرج يرتدي جلباب كحلي اللون
مصفف شعره للوراء ينفث سجارته بضيق وعيناه مسلطه على باب الخروج 
رايح فين ياوليد مش هتتغدى معانا سألته خيرية والدته وهي تضع طعام الغداء على المادة الكبيرة 
نظر لها وليد ثم الى ريهام التي تجلس على مقعد
أمام الطاول المستطيلة 
لا مش عايز كلو أنتوا انا ورايا مشوار مهم  
تحدث وهو يقترب من ريهام
مال عليها يسألها نفس ذات السؤال الذي لا يمل
من تكرره عليها من يوم ان خرج من المشفى 
برضه مش ناويه تحكيلي سبتي بيت سالم ليه
وإيه السبب  
لم تتوتر ولم تهتز لحظة واحدة أمامه في كل مرة يسألها نفس السؤال اجابة بثبات وجمود تتميز
به دوما 
مفيش أسباب اتخنقت من القعده في بيت عمك فرجعت بيت أبويه إيه غريبه دي 
وبطل كل شويه تسأل نفس السؤال 
زفر بضيق فهو يعلم أنها لم تريح عقله بحديث صادق 
تكذب عليه ويعلم ذلك ولكن ماهو الشيء
الذي يجعل ريهام تدعي الكذب سأله عقله بتوجس نفض الأفكار بضجر وهو يخرج من
البيت فهو لديه الان موعد أهم من التفكير في
سبب مغادرة ريهام منزل رأفت شاهين 
اوقف سيارته في مكان شبه خالي من البشر تعتريه
رمال الصحراء والجو الصحرواي الطاغي من حولهم 
وقف امامه هذا الرجل الذي كلفه وليد بمراقبة خوخة في تلك الحارة الشعبية الماكثه بها 
ها عملت إيه يا ايمن 
انا براقب اللي أسمها خوخه دي يجي من شهر زي ماحضرتك أمرت وكمان راقبت رقم
تلفونها وسجلت كل المكالمات اللي عليه بعض ما رشيت صاحبي إللي حكتلك عنه ماهو ده يابيه شغال في شركة إتصالات وكمان هو اللي بيوصلي
كل يوم مكلمات البت ديه عن طريق النت  
زفر وليد بقلة صبر قال بضجر 
ما تخلص ياخويه انت هتحكيلي قصة كفاحك اللي بتاخد عليها فلوس مني قد كده انا جيت اقابلك عشان أنت قولتلي في تلفون ان فيه حاجه مهمه حصلت إيه هو المهم اللي منزلني من البيت
عشانه أنجز بقه  
اخرج ايمن هاتفه ومد يده قال وهو يتطلع على وليد 
اتفضل يابيه اسمع المكالمه ديه لسه صاحبي
بعتها ليه ظازه  
مسك وليد الهاتف بتافف وفتح هذا المسجل لسماع محتواه 
خوخة 
ايوه يابسنت وصلتي البيت 
بسنت 
ااه وصلت بقولك ياخوخه أنت خلاص قررتي تكلمي سالم بكره وتحكيله عن التسجيل ده  
خوخة 
ااه طبعا أنت نسيتي الفلوس ولا إيه  
بسنت 
لاء طبعا مش ناسيه بس اوعي وأنت بتكلميها على تلفون يطلب منك تشغلي التسجيل ساعتها ممكن يعرف صوت الزفت اللي أسمه وليد وتروح علينا الفلوس  
خوخة 
لا متقلقيش انا عارفه هعمل إيه
بسنت 
يارب ياخوخه الدنيا تضحك بقه في وشنا ولو مره واحده 
خوخة 
ان شاء الله يابسنت طب هقفل معاك انا بقه عشان نزله شغل في فرح كده قريب ويمكن أتأخر لنص اليل 
بسنت
طب تمام هكلمك بليل  
انتهت المكالمة بنغمة اخترقت أذنيه بقوة ألمته لا
لم يكن صوت نغمة
 

 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 46 صفحات