الأحد 24 نوفمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 6 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


يافتونما اغلب الستات بتشتغل دلوقتي وتساعد رجالتهم 
احتدت عيناها ولاول مره تقف بوجهه

بشجاعة واهيه 
ابويا راجل فقير وعمره ما شغل امي ولا مرمطها 
أنتي بتعلي صوتك عليا يافتون 
صړخت صړخة مكتومه تخفي خلفها قهرها وصفعاته تتوالى فوق وجنتيها 
كلامي يتسمع بكره هتروحي تخدمي في بيت سليم بيه 

ودفعها عنه نافض اياها من بين ذراعيه 
ست لازم تتصبح وتتمسي بعلقة 
افترشت الأرض بجسدها تضم ركبتيها الي صدرها ترثي حالها 
اتسعت عيني زميلتها التي وقفت جوارها تنتظر سيارة أجره تقلهم الي منازلهم بعد يوم شاق 
مش معقول هو في رجاله كدهملك ده بيشاور لينا 
رفعت ملك رأسها عن حقيبتها بعدما كنت تبحث عن هاتفها تنظر نحو الذي تمتدح به زميلتها 
اتسعت حدقتيها وهي ترى رسلان يتقدم منهم وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه جعلت ماريا زميلتها تضع يدها فوق بطنها المنتفخه 
لاء انا محتاجه ابص في الأنواع ديه كتير 
همست ملك غير مصدقه وجوده 
رسلان 
رسلان مين ياملك 
التقط رسلان سماع اسمه فور ان اصبح أمامهم يمد يده نحو زميلتها 
دكتور رسلان ابن خاله ملك 
مازحته ماريا كعادتها الفكاهية 
وكمان دكتور لا انا كده ممكن احسدك
واردفت بجديه تعرفه على حالها 
انا ماريا مدرسة لغه انجليزيه وزميلة ملك 
ووضعت يدها فوق بطنها 
وأم لطفلين والتالت جاي في السكه ولو كنت ظهرت قبل عشر سنين كنت اتجوزتك 
ضحك رسلان رغما عنه يرمق ملك التي هربت من نظراته المسلطه عليها تخفي ابتسامتها 
ماريا ياحببتي انتي مش ملاحظه انه لا يجوز 
هتفت بها ملك فرفعت ماريا يدها فوق خصلات شعرها تمسدها 
تصدقي نسيت 
ضحك ثلاثتهم فأردف رسلان مبتسما
اتشرفت بمعرفتك يااستاذه ماريا 
انصرفت ماريا بعدما وقفت أمامها سيارة أجره ورغم اصرار رسلان بأن يصطحبها معهم إلا انها اعتذرت منهم
التقطت ملك غمزتها بعد ان لوحت لهم بيدها مودعة 
ډمها خفيف صاحبتك 
جدا هي اول زميله اعترفت عليها في المدرسه ويمكن أقرب واحده ليا هنا 
والټفت حولها لعلها تجد سيارة أخرى وتهرب منه كما اعتادت 
بتبصي حواليكي ليه 
ارتبكت تهرب من عينيه التي تتشرب أدق تفاصيلها 
مش هتهربي مني كعادتك ياملك ومافيش حجج واعداز...انا كلمت عمي قولتله هاخدك من المدرسه نخرج نتغدا سوا 
بابا.. ازاي وماما 
ابتسم وهو يرى هيئتها المرتبكة فأشاحت عيناها بعيدا عنه تخفي كسرتها تتذكر حديث والدتها أمس تطلب منها ان تساعد شقيقتها بالأقتراب منه قبل أن تخطفه أخرى 
أبعاد وأبعاد كانت كل ليلة
________________________________________
توضع بينهم ولكن الغد كان يحمل لها أملا جديدا تخشاه وما المفر منه إلا الهرب 
مش هينفع لازم اروح 
هربت كعادتها ولكن يده كانت اسرع منها قبض فوق ذراعها يجذبها اليه ثم سرعان ما حررها عندما رأي نظرتها 
ملك كفايه هروب مني...مش معقول ياملك بتهربي زي العيال 
انا مش عيله 
تلاشي حنقه سريعا وهو يرى استياءها من كلمته
لا عيله ياملك ويلا تعالي نركب العربيه.. المدرسه كلها بقت عنيهم علينا
شهقت مذعوره تلتف حولها لا تصدق انها ظلت واقفه معه كل هذا الوقت أمام مكان عملها 
أسرعت بخطواتها أمامه نحو سيارته فأتبعها يخفى ضحكته التي لو أطلقها لجمعت المارين حولهم 
تنهد بأرتياح بعدما تحرك بسيارته 
ملك هانم تحب اخطڤها على فين
علي البيت عندي كشاكيل عايزه اصححها 
والإجابة لم تكن تعجبه.. حرك رأسه بيأس يحدق بالطريق 
انا شايف ان الأفضل مخدش رأيك 
.
اتسعت عيناها ذهولا لا تصدق انه أخذها للمكان الذي أرادت الذهاب اليه ابتسم وهو يرى سعادتها التي انارت ملامحها المشرقة 
أشار إليها ان تتقدم منه صاعدين نحو الجزء الأعلى بالمكان 
جذب لها المقعد واقفا خلفها للحظات ورغما عنه كان يغرق في رائحتها الدافئة 
أدرك فعلته بعدما انكمشت تضم جسدها بالطاولة.. كانت لحظة خاطفة لم يشعر بها سوي القلب الذي اخذ يرفرف معلنا حاجته للمزيد 
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية قد فتنته 
المكان عجبك 
كان يعلم انه يعجبها ولكنه كان يريد ان يخلق اي حديث بينهم.. لا يريدها ان تصمت يريدها كحال باقي النساء امرأة ثرثارة لا تصمت ورغم انه رجلا لا يهوي الثرثرة ولكن معها كل شئ ينافي ما لا يهواه 
انا ومياده كنا مقررين نيجي نتغدا فيه بعد يومين 
اتسعت ابتسامته يشكر داخله شقيقته يخبر نفسه انها تستحق تلك السيارة مهما كان ثمنها 
اطلبلك اكل على مزاجي ولا تحبي تطلبي انتي لينا 
أعطته القرار وليتها لم تعطيهلقد أصاب اليوم هدفه ببراعه وهاهي تأكل الطعام الذي اختاره على ذوقه وماكان الا الطعام الذي تحبه بشده
غامت عيناه بها يتسأل داخله متى وكيف وجد نفسه غارق بحبها والحقيقه التي اعترف بها لنفسه انه كان يحبها منذ أن كان مراهقا ولكن هدفه ان يصبح طبيبا جعله يتناسي حبه ساعيا وراء

حلمه والده علمه ان الرجال لا يحبون الا عندما يكونوا رجالا بحق.. وهاهو طبيب ذو شأن في الثالثة والثلاثون من عمره
اشټعل وجهها توردا من نظراته التي لا تحيد عنها فتشيح وجهها بعيدا عنه 
بصيلي ياملك
بلاش يارسلان
ورغما عنها كانت تتعلق عيناها بهاطرقت عيناها نحو كفوفها المتشابكة وقد اخذت تفركهما بقوة تكرر لحالها بصوت مسموع
بلاش ياملك 
بلاش ليه ياملكملك انا بحبك 
.
انفرجت شفتيها رغما عنها وهي تتقدم بأدوات التنظيف نحو غرفته بعدما نبهتها السيدة ألفت لمرات عديدة ان تنتبه لكل شئ فالسيد سليم عاشق للنظام 
اقتربت من الفراش تتحسسه بأناملها صحيح ان باقية الشقة راقية ولكن تلك الغرفه بمساحتها جعلتها تقف مبهورة 
اغمضت عيناها وهي ټشتم رائحة عطره التي مازالت عالقة بأرجاء الغرفة ولا تعلم لما تلك الصوره لا تترك عقلها وهو يمد لها يده يساعدها علي النهوض معاتبا حسن علي فعلته 
سرحت بخيالها تتخيل لو كان حسن زوج حنون ولكنه بعيدا جدا عن ما تتمناه 
انتفضت مذعورة وصوت السيدة ألفت ينتشلها من شرودها 
فتون انتي لسا منضفتيش أوضة سليم بيه
الټفت نحو السيدة ألفت تخفض عيناها 
هخلصها اه يامدام ألفت 
رمقتها السيدة ألفت بنظرات فاحصة متمتمه قبل أن تعود بأدراجها الي مطبخ 
نص ساعه والاقيكي في المطبخ مفهوم 
اماءت برأسها تزفر أنفاسها تنظر حولها لتعرف من اين تبدء مهمتها 
...
خلعت السيدة ألفت عويناتها بعدما انتهت من تدوين بعض الأغراض التي يحتاجها المطبخ.. حدقت بفتون الواقفه أمام غسالة الأطباق تنظر إلى نظام تشغيلها
نهضت مقتربه منها تشرح لها كيفية استخدامها 
فأنتبهت لتلك الكدمه فوق حاجبها الأيسر فعقدت حاجبيها متسائله 
هو حسن متعود يضربك يافتون 
باغتتها السيدة ألفت بسؤالها ترمقها بترقب تنتظر جوابهارمشت بعينيها هاربة بنظراتها بعيدا عنها تداري كدمتها بكفها 
لا انا اتخبط في الباب 
ورغم يقين السيدة ألفت بكذبتها إلا انها أكتفت بإماءة بسيطة 
وعادت تنشغل بمهامها 
دقت الساعة السادسه مساء تعلن عن موعد وصوله من عمله 
استقبلته السيدة ألفت بأبتسامتها الهادئه تخبره ان بعد نصف ساعه سيكون الطعام جاهز 
غرفت معها الأطباق التي تحتوي جميعها على أطعمة صحية 
الفتره ديه انتي بتتعلمي مني كل حاجه خاصه ب البيه ايه اللي بيحبه وايه اللي بيكره...
وماكان عليها إلا أن تومئ برأسها وتحفظ كل ما تخبرها به
أشارت لها السيدة ألفت أن تسرع بجلب طبق الفاكهة 
ولحظها العثر تعرقلت ليسقط منها طبق الفاكهة بكل ما عليه متناثرا زجاجه حولها كحال الفاكهة
اتسعت حدقتيها وعيناها ترصد نظرات السيدة ألفت 
ڠصب عني ڠصب عني 
رددت عبارتها تخشي ڠضبها.. والتقطت حبات الفاكهة من فوق الأرضية تمسحها في ثوبها مما جعل حنق السيدة ألفت يزداد منها ولكنها صمتت وهي ترى اشاره رب عملها 
خلاص قومي من مكانك لأحسن تتعوري
تجمدت أطرافها ترفع عيناها نحو صاحب الصوت وقد جف حلقها من نظراته
فتون قومي روحي المطبخ خلاص 
هتفت بها السيدة ألفت فلم تسعفها قدميها على الحركة لتظل جاثية على ركبتيها 
مدام ألفت روحي هاتلها كوباية ميه 
تحركت السيدة ألفت نحو المطبخ تجلب لها كأس الماء ممتعضة من سخافة الموقف 
اقتربت منها تعطيها كأس الماء ولكن خۏفها جمد حركتها 
التقط سليم كأس الماء منها بعدما شعر بخۏفها من نظرات السيدة ألفت 
تراجعت السيدة ألفت بضعة خطوات.. فأنحني نحوها يضع كأس الماء امام شفتيها المرتجفتين 
حاولي تشربي شويه ميه 
ارتشفت بضعة قطرات تطالعه بعينيها الواسعتين وقد علقت الدموع بهما 
ابتسم لها ابتسامة مطمئنه يهمس لها 
بقيتي احسن 
ونحو قلبها الصغير كانت تسير همساته فتخترقه
الفصل السادس
_ بقلم سهام صادق
سلطت السيدة ألفت عيناها نحوها تراقب تعثراتها وسط أغراض المطبخ حدقت بملامحها المتوتره وكيف بدت بعدما أنتهت لحظات لطف رب عملها
تدرك تماما ان مافعله رب عملها ليس إلا شفقة عليها خاصة مع صغر سنوات عمرها ولكن تخشي ما لا يحمد عقباه.. فماذا لو احبته واستنتجت من لطفه انه يبادلها مشاعر خاصة
سيناريوهات عديدة ارتسمت في خيالها فالواقع ملئ بمثل تلك الحكايات وقصص الأفلام كثيرا ماجسدت عن تلك الأمور السيد والخادمة
سقط الوعاء من يدها فأنتفضت السيدة ألفت من خيالاتها وعيناها كانت مازالت مسلطة عليها
تعلقت عين فتون بها تخشي نطق المزيد من الاعتذارات فنطرات السيدة ألفت لا توحي لها إلا انها تريد الفتك بها هكذا كان ينبئها حسها وكيف لا ينبئها والسيدة ألفت لا تحيد نظراتها الجامده عنها
غلطاتك في أول يوم ليكي هنا كتير يافتون وده ميبشرش بحاجه كويسهانا عديت اللي حصل قدام سليم بيه لكن لو
واردفت بباقية عبارتها ترفع سبابتها محذره
لو اي غلطه تانيه.. اظن ان سهل اجيب غيرك وسليم بيه سايبلي القرار ده
انا.. انا
حجج كتير مبحبش اسمعها في الشغلانتي هنا بتشتغلي كأنك مش مرئية انتي او غيرك مهمتنا بنقضيها في

سكون.. مفهوم
أماءت برأسها تطرق عيناها أرضا تستمع لتوبيخ السيدة ألفت في صمت
انا هنبه على حسن يفهمك ايه اللي ينفع أو مينفعش في شغلنا 
أصابها الذعر فور ان نطقت السيدة ألفت بأسم حسن فرفعت عيناها نحوها تستجدي عطفها 
بلاش حسن يامدام ألفتبلاش حسن ابوس ايدك 
اشاحت السيدة ألفت عيناها بعيدا عنها حتى
________________________________________
لا يرق قلبها 
خلاص يافتون انا هنسي اي غلط حصل النهارده واتمنى اختياري ليكي يكون صح 
وعادت تطالعها بنظرة خالية من العطف 
لان البيه مكنش عايز وجودك هنا 
وضعت طبق البيض أمامه والنعاس يغشي عيناها.. طالع ما وضعته أمامه مستنكرا ينظر إليها 
ايه ده 
العشا ياحسن 
انتفضت فزعة تتراجع للخلف بعدما ضړب الطاوله بكفه ېصرخ بها 
جيبالي طبق بيض وتقوليلي اكلفين الاكل يا سنيوره 
هعمل اكل امتى وانا لسا راجعه من الشغل ياحسن
وتذكرت قول السيدة إحسان لها عندما فطنتها بما سيحدث 
ما انا كنت قاعده بعملك الأكل وبستناك زي اي زوجه لكن انت اللي خلتني اشتغل
ارتفع حاجبه الايمن يستمع لحديثها الذي يدرك تماما انها حفظته ومن غيرها ستكون الملقن لها 
أنتي بقيتي ترمي ودنك للست الخرفانه إحسان وبتعاقبيني يعنيماشي يافتون 
اغمضت عيناها قهرا تكتم صوت صړاخهاتجذب خصلات شعرها من قبضته متوسله 
مش هعمل كده تاني ياحسن 
وانا هستني تعملي ده تاني
دفعها عنه يلقي طبق البيض بوجهها 
النهارده مش هتنامي يافتونالبيت يتنفض ويتلمع وابقي اسمعي كلام الست الخرفانه تاني 
عاقبها بأكثر شئ كانت تستجديه تلك الليلهوهاهو الصباح يشرق بدفئ شمسه وهي تقف بالمطبخ مغمضة العينين تصنع له فطوره 
طالعها وهي تضع طبقي الفول والبيض وشرائح الطماطم.. ازحت مقعدها كي تجلس جواره تتناول فطورها ولكن يده كانت الأسبق منها وهو يسحب الطبق من أمامها هاتفا بغلاظه 
وتاني عقاپ
 

انت في الصفحة 6 من 187 صفحات