الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

انت في الصفحة 26 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


حقها وهي من تستطيع الحفاظ عليه والشعور به
تألمت زينة بقوة وقدمها تخرج منها النيران تحترق تشعر بفوران الډماء داخلها تتألم بصمت والدموع متحجرة بعينيها.. أقتربت منها إسراء سريعا ولكن جبل قد جذبها إليه ينظر إليها بقلق بالغ يرده إليها عندما قلقت عليه ولكنه كان نابع من قلبه ونظر إليها پخوف شديد وهو يرى الدموع تقف على أعتاب عينيها بسبب الألم القابع داخل قدمها..

قابلته والدته في طريقها إلى الداخل مرة أخرى تنظر إليه باستغراب تسائلة
أنت بتعمل ايه يا جبل
خرجت خلفه شقيقتها فأجابت هي عليها لأنه لم يعطيها اهتمام
زينة وقعت على رجلها الشربة
هرولت خلفه والدته وهي تصرخ عليه
طب استنى يابني ادهنلها حاجه عليها
أومأ برأسه وهو يصعد الدرج قائلا بجدية
ماشي
ثم تركهم وأبتعد بها إلى الأعلى يختفي عنهم في داخل غرفة نومهم ليرى ما الذي أصاب قدمها بسبب تلك الغبية الحقېرة التي عادت بعد أن خمدت نيرانه وانطوت صفحة الهوى الخاصة بها معلنة عن وجود وحش كاسر كان قابع داخل قلبه وكشف عن أنيابه وظهوره في غيابها وتخليها عنه..
أجلسها على الفراش ووقف مستقيما يتقدم إلى المرحاض وهو يقول بحزم
اقلعي البنطلون
نظرت إليه ببلاهة وهو يبتعد عنها تتابع حركاته بعينين متسعة عليه وقدمها تحترق داخلها ألم ممېت لا تحتمله..
عاد إليها وبيده كريم الذي سيضع لها منه ليخفف حدة ألمها ويعالج ما حدث.. نظر إليها وقال بقوة
مش قولت اقلعي
وجدها ما زالت تنظر إليه بجدية واستغراب فتفوه ساخرا وهو يجذبها من يدها لتقف
أكيد مش أول مرة تقلعي فيها قدامي
غمزها بعينه الخبيثة الخضراء صاحبة اللمعة المخيفة وهو يكمل بتهكم
كده ولا ايه
تنظر إليه فقط ولم تتحدث يا له من حقېر حيوان يعبث بها كلما سمحت له الفرصة ليفعل ذلك شعرت بيده تفتح سحاب بنطالها الجينز فنظرت إلى الأسفل لتراه يبعده عن قدميها كادت أن تتحدث وتبتعد عنه ولكنها تألمت عندما سحبه على قدمها في موضع الالتهاب الذي سببه الحساء الساخن..
دفعها للخلف لتجلس مرة أخرى على الفراش وأزاح البنطال كليا عنها لينظر إلى قدميها البيضاء الظاهرة أمامه لمعت عيناه وابتلع لعابة بعدما شعر بغصة توقفت بحلقة.. رفع بصرة إليها ثم مرة أخرى إلى قدميها فدفعته في صدره عندما انخفض لمستواها صاړخة به
ايه.. هات الكريم
غمزها مرة أخرى بعينه وهو يقول بمكر
دي تفوتني بردو
فتح العبوة وأخذ على إصبعيه منها ثم توجه بها إلى قدميها يضعه عليها برفق ولكنها شعرت بأن قدميها تحترق أكثر وأكثر فور أن وضعه عليها..
نظر إليها فوجدها تغلق عينيها بقوة تتمسك بشرشف الفراش من الناحيتين تشعر بالألم الذي ظهر على كافة ملامحها فخرج صوته وهو يعود إلى قدمها مرة أخرى
هيحرقك شوية.. بس هيعمل مفعول بسرعة
فتحت عينيها السوداء ونظرت إليه فوجدته يرفع وجهه مرة أخرى إليها أومأت إليه بهدوء ورفق وتابعته وهو يحرك أصابعه على يدها بذلك الكريم برفق وحنان..
انتهى مما يفعله فذهب إلى المرحاض دون حديث ليغسل يده عاد مرة أخرى وجلس جوارها ثم قال بجدية
سيبيها شوية كده
والكريم أهو ابقي حطي منه تاني
أومأت إليه مردفة بصوت خاڤت
طيب
جلس جوارها صامتا وبقيت هي كذلك تنظر أمامها إلى أن عبثت أفكار رأسها بها وودت أن تسأله أسئلة كثيرة وتحصل منه على إجابة ولكنها تعلم أنه دوما لا يود إظهار الحقيقة إليها ولا يحب أن يجعلها ترتاح وتهدأ..
استدارت تنظر إليه للحظات وهي صامتة فشعر بأنها تود أن تقول




شيئا بقي كما هو ينظر إلى الأمام وقال بثقة
عايزة تقولي ايه
ابتلعت غصة مريرة وقفت بحلقها وتابعت النظر إليه وهو يبعد وجهه عنها
بنت عمك
استدار ينظر إليها عندما تحدثت عنها كان متوقع ذلك ولكنه لم يكن متأكد منه سألها بهدوء
مالها
سألته بغباء وهي لا تدري كيف تسأله بطريقة أفضل من ذلك ليجيب عليها بصدق ولا تكن أمامه فضولية تتدخل في حياته التي أعلنت رفضها لها
كنت بتبص ليها كده ليه
تابع النظر إلى سوداوية عينيها وسألها مضيقا ما بين حاجبيه
كده إزاي مش فاهم قصدك
كده.. شوية بحنين واشتياق وشوية تانين بقسۏة وكره
أبعد نظرة إلى أمامه مرة ثانية فكر في حديثها الصحيح أنه عندما أبصرها شعر أنه مشتاق يسعى لأي طريق يدله إليها ثم لحظات وأدرك أنه ذلك المطعون في قلبه منها فلا اشتياق ولا حنين ينبغي أن يخرج لها
أول ما شوفتها حسيت فعلا إني مشتاق لها بقالها كتير أوي بعيدة.. كانت متربية معانا هنا بعد كده افتكرت كل حاجه وأدركت أن مش دي اللي الواحد يشتاقلها
حركت رأسها وهي تسأله مرة أخرى بعمق أكثر عندما وجدته يتحدث
مثلت قدامها أننا كويسين ليه.. حبيبتي وبتاع
ابتسم بزاوية فمه ساخرا منها
فيها ايه لما أقول أنك حبيبتي.. مش مراتي!..
خرج صوتها المحتج تنظر إليه بقوة
جبل بلاش لف ودوران
أومأ برأسه للأمام وهو يضع يده الاثنين ببعضهم البعض يتكأ للأمام بجسده وهو جوارها وقال بجدية وقد كانت هذه رغبته حقا
ماشي.. أنا عايز كده عايزها تعرف أن وأنتي كويسين أوي
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه باستغراب ثم أردفت بجدية تماثل جديته تدلي إليه بشيء غريب تغير به
أول مرة تبقى عايز تثبت لحد حاجه.. أو بمعنى أصح تبقى عامل لحد حساب ولتفكيره
استدار برأسه ينظر إليها وابتسم بتهكم يقول
بدأتي تعرفيني أهو
اهتمام كبير وتابع نظرات عينيها المستفهمة التي تود الإجابة سريعا وكأنها يهمها أمره
كان فيه بينكم حاجه قلبك كان بيحب
أومأ إليها ولم يخفي عليها سرا قائلا
آه.. كان فيه بس حاليا قلبي مابيعرفش يحب
تابع وهو يرى نظراتها الغريبة الذي لم يستطع أن يحدد منها أي الشعور ينتابها الآن وقال بغلظة وقسۏة لا توحي بأنه يتحدث عن الحب أبدا
لكن تأكدي لو جت الفرصة اللي يحب فيها مش همنعه سواء عافية أو لأ
وجدته يسترسل معها في الحديث فتجرأت أكثر
عايز تثبتلها ايه
قال بمنتهى البساطة وكأنه يتحدث مع نفسه لا يدري ما العواقب لكل ما يفعله الآن
إني مش جبل اللي تعرفه نهائي ودي حقيقة أنا بقيت واحد تاني تماما وإني حياتي مستقرة معاكي
هتفت بقوة وحزم وهي تسأله بسرعة
يعني أنت مكنتش كده! صح
نظر إليها وقد ندم لأنه غاص معها بالحديث وأدلى بأشياء ليس عليه التحدث عنها كيف له أن يقول كل هذا الحديث دون حساب كيف له أن يتفوه بالكثير عنه وعن حياته معها بكل هذه السهولة
وقف على قدميه بعد أن أبعد نظرة عنها وقال
أنا عندي شغل لازم أمشي.. ارتاحي
أردفت سريعا وهي تراه يتوجه للخارج
أنت بتهرب
كانت تود أن تعلم أكثر عنه.. تحدد إن أرادت تبقى لتعلم ما الذي يحدث أو تبقى لأجل ابنتها أو.. لأجله.. وهذه الفرصة الوحيدة التي يمكنها تجميع الخيوط منها..
استدار إليها ورد بغلظة وخشونة
أنا عمري ما هربت
تفوهت بما يشعر به قلبها وعقلها واتحاد كل ما بها قالت له ما تراه منه وما تفهمه ومع ذلك وإلى الآن لم تفهمه هو.. خرجت كلماتها بشاجعة وهي تعبر عنه
خليك شجاع للآخر.. قولي أن ده مش أنت مستحيل يكون في شخص بالقسۏة دي.. لأ لأ مش قسۏة أنت متناقض.. أنت رحيم أوي وفي نفس الوقت بتقول أن قلبك مفيهوش رحمة.. قاسې أوي وفي نفس الوقت حنين
وقف معتدلا ينظر إليها باستغراب لا يفهم
جرعة الشجاعة التي تحلت بها لتتحدث معه بهذه الطريقة ولكن من الواضح ستكون العلاقة أفضل في المرات القادمة.. سألها مستفهما
عايزة ايه
وقفت على قدميها تدلي بأكثر مما قالته تعبر عن أنها وافقت على حكم السچن المؤبد معه أما المۏت أو المۏت
مش زي ما بتقول بقيت مراتك وأتحكم عليا بالسجن معاك خلاص.. أنا اتأقلمت وعايزة أقعد هنا فهمني بقى اللي بيحصل
أجابها ببساطة وهو يضع يده بجيب بنطاله يقف أمامها شامخا واثقا من نفسه
مش مسموح أفهمك حاجه ثم أنك عرفتي حاجات كتير أوي مش المفروض أصلا تعرفيها
رفعت أحد حاجبيها ووضعت يدها الاثنين أمام صدرها تقف متحدية له قائلة بسخرية
زي أنك كنت بتحب..
أكمل على حديثها قائلا بقوة وقسۏة وهو يخرج يده من جيبه يشير بها إلى صدره في نهاية حديثه بقوة
كنت مراهق واللي قدامك دلوقتي راجل أمر من العمر
أومأت إليه قائلة بصوت متهكم ساخر
أنت فعلا مر.. بس التشبيه الأفضل غامض أكتر من مثلث برمودا ومتناقض أكتر من واحد مچنون
نظر إليها بعمق يرى انزعاجها من هروبه بعد أن كان يتحدث بكل شيء عنه




لكنه ضحك لأول مرة من كل قلبه دون سخرية أو حزن ضحك بصوت مرتفع وهو ينظر إلى ملامحها وهي تشبهه بأشياء غريبة تراه يماثلها.. ولكنها محقة.. وذكية
توقف عن الضحك قائلا بثقة
قولتلك لسه مشوفتيش جنان
تنهد بصوت مرتفع واعتدل في وقفته ينظر إليها بجدية وهدوء تتحرك مشاعره تجاهها وهو لن يوقفها أبدا سيعود شاب مرة أخرى وسيشعر بالحب وهذه المرة لن يتخلى عنه..
قال برفق وهدوء بعدما ترك تفكيره بالحب جانبا
غزال.. لو في حاجه المفروض تعرفيها هتعرفيها في الوقت المناسب ومني أنا شخصيا بلاش الفضول اللي وداكي في داهية ده
تهكمت ساخرة تؤكد
مظنش في داهية أكتر من دي
نفى حديثها بثقة وتأكيد لأنه يعلم أن هناك أكثر من حپسها على الجزيرة وهناك ما لا تستطيع تحمله دقيقة واحدة
لأ فيه يا زينة
اخفضت يدها من على صدرها واستمرت في النظر إليه تشعر بغرابة حديثهم لأول مرة هكذا ولكن يبدو أنها حقا تأقلمت!
أول مرة تقولي زينة
ابتسم بسخرية
للضرورة أحكام
أشارت بيدها تسأله باستغراب ومرة أخرى تشعر بمراوغة حديثه
وهي فين الأحكام دي وفين الضرورة أصلا
تركها وهو يخرج من الغرفة قائلا
مش بقولك فضولية
ولج إلى خارج الغرفة وتركها وحدها عادت مرة أخرى تجلس على الفراش كما كانت تفكر بكل ما حدث منذ لحظات تحاول أن تفهم أي شيء من حديثه الذي قاله فلا يجب أن يكون تحدث معها هكذا لأول مرة ولا تتوصل لأي شيء..
كان يحب ابنة عمه ومن الواضح أنها كانت تحبه فلما تركته ورحلت! ولما يشعر بالكره والبغض تجاهها!..
قال إنه تغير! لم يكن ذلك الشخص القاسې العڼيف لم يكن جبل العامري القاضي والسجان المچرم والبريء لم يكن أي منهما!..
تحدث عن الحب ونظر إليها نظرة ذات مغزى فهمتها جيدا قال إن شعر قلبه بالحب فلن يحرمه إياه.. هل كان يتحدث عنها!..
ما القادم عليهم معا!
توقف عقلها عن التفكير في بقية الحديث الذي دار بينهما وهي تحسب كم من سؤال برأسها لا يوجد له إجابة!..
يا لك من محتال أيها الجبل العامري يا لك من مراوغ مختل...
بقيت تمارا تحت أعين وجيدة المتفحصة لها بتمعن ودقة ثم قالت بجدية دون خجل أو مراوغة
جاية ليه يا تمارا
رفعت كتفيها للأعلى واخفضتهم مرة أخرى قائلة لها بجدية
جايه بيتي يا مرات عمي هيبقى ليه
بيتك اللي سبتيه بمزاجك
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 70 صفحات