رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
بهدوء بعد كلماته الجميلة لتنظر
إليه بطرف عينيها وجدته يقف ينظر إليها هو الآخر وعلى وجهه ابتسامة لا تدري أهي كاذبة أم لا ولكن يبدو سعيد للغاية وابتسامته تلك من الأذن إلى الأذن!..
يلا يا أم جاد تعالي معانا
تقدمت والدته من زوجها قائلة بخجل لتتركهم على راحتهم
لأ ياختي أنا هطلع مع أبو جاد وانتوا خدوا راحتكم يا حبيبتي
ابتسمت هدير إليها وأردفت بهدوء خجل وهي تتقدم منها قائلة بود
تعالي معانا يا ماما فهيمة علشان تختاري معايا أنت ذوقك حلو
خلاص طلما قولتي كده يبقى أجي بعد أذنك طبعا يا حج
أومأ إليها بهدوء للذهاب معهم وكل منهم داخله شيء يفكر به من يزعجه تفكيره ك هدير وما حل عليها من كلمات جاد وما حدث ومن يجد الفرحة اليوم كثيرة عليه ولا يصدق وجودها مثله..
رفعت نظرها إليه وهو جالس على المقعد أمام مكتب والده ينظر إليهم وينتظر أن ينتهوا من الشراء تقابلت أعينهم فابتسم بهدوء لها ولكنها لم تبادلة الابتسامة!. بل أخفضت وجهها مرة أخرى إلى الذهب الموضوع أمامها وأخذت إحدى الخواتم لتضعه في إصبعها!..
استمع إلى والدته تهتف بابتسامة عريضة وهي تقف من مكانها متجهة نحوه
بقول ايه ما تقوم كده يا جاد تنقي مع عروستك علشان محتارة تاخد ايه تعالي يا مريم تعالي هنا معايا
ذهب ليجلس جوارها على بعد مسافة مناسبة لتبتسم والدتها بسعادة غامرة ونظرت إلى والدته التي بادلتها نظرات الفرحة والسعادة لرؤيتهم مع بعضهم البعض..
مد يده إلى دبلة زواج
رائعة وقعت عينيه عليها بعد أن مررها على التشكيلة التي أمامه كانت عريضة قليلا بها فصوص صغيرة على مسافة متساوية تشكل مظهرا رائعا..
أخذ الدبلة وأعطاها إياها لترى إن كانت تناسبها أم لأ نظرت إليها بيدها ووجدتها جميلة حقا تليق بها وبيدها وتحتضن إصبعها بشكل رائع يجعلها لا تود أن تزيلها من يدها أبدا..
رفعت حدقتيها إليه بنظرة هادئة مريحة وهناك ابتسامة صغيرة على محياها بعد أن فرحت بمظهرها وتحدثت قائلة بهدوء وخجل
ابتسم هو الآخر ولا يدري هل هي تعاني من خطب ما!.. هل لديها انفصام الشخصية أم ماذا! حرك رأسه بخفه ثم مد يده إلى الخاتم الآخر وأخذه مناولا إياها لتراه..
لقد كان جميلا أفضل بكثير من الدبلة أنه مثل خواتم الألماس التي تقدم في التلفاز عندما يخطب أحد الأثرياء من يحبها كيف لم تراه وهي تجلس هنا منذ ربع ساعة تختار بينهم!.. أنه لديه ذوق رفيع للغاية..
ارتدته بعد أن خلعت الدبلة لتجربته وقد كان رائعا عن حق ابتسمت بسعادة كبيرة أظهرت أسنانها البيضاء ورفعت يدها إليهم تديرها إلى الجميع قائلة بسعادة
ده حلو أوي
أجابتها والدته بفرحة وهي تنظر إليهم سويا
مبروك عليكي يا عروسة... شوفتي يا أم جمال جاد أول ما قعد جابلها اللي على هواها
ابتسمت نعمة بفرحة قائلة وهي تجيبها بمرح
ياختي يارب يبقوا على هوا بعض على طول
وقفت والدته بخفه وتحدثت قائلة بجدية وهي تبتسم لتعطي لهم فرصة في التقرب من بعضهم
ما تيجي يا أم جمال نخرج نشرب عصير من المحل اللي بره ده على ما يخلصوا
علمت والدتها ما الذي تريده من هذا الحديث وهو أن تجعلهم يجلسون وحدهم لدقائق حتى ولو قليلة فسيفرق الأمر معهم وقفت على قدميها مرحبة بالفكرة وهي تنادي مريم معهم بسعادة
آه وحياتك ريقي نشف.. تعالي يلا يا مريم
وقف جاد على قدميه عندما وجدهم سريعا وقفوا يريدون الذهاب أردف بهدوء
خليكم وأنا هبعت حد يجيب
ثم هتف بصوت عالي إلى صبي يعمل في المحل
يا ابراهيم
أردفت والدته قائلة وهي تذهب معهم
لأ لأ إحنا عايزين نخرج.. يلا على ما تخلصوا
نظرت إليهم هدير باستغراب ودهشة شديدة وبادلها جاد ذلك بالفعل لقد ذهبوا سريعا ولم يعطوه الفرصة للتحدث أو فعل شيء فقد ذهبوا في لحظات..
جلس مرة أخرى محافظا على المسافة التي كانت بينهم وأردف عاليا
خد يا أحمد الدبل دي وهات الحلقان والسلاسل لما نشوفها
تقدم الشاب بعملية شديدة وهي يبتسم قائلا
عيوني يسطا جاد
وضعت نظرها على الخاتم والدبلة وتحدثت بخجل
مكنش المفروض تقولوا أنكم هتجيبوا دهب ب مية ألف دول كتير أوي
ابتسم داخله بسخرية شديدة أنها لا
تعلم أن شقيقها هو من طلب ذلك ليحافظ على حقها كما قال ولكنه يعلم نواياه جيدا تجاهه وتجاه شقيقته أيضا
مش كتير عليكي زي ما الحج قال
تقابلت عينيها معه بعد كلماته الغبية يتحدث على لسان والده!.. وأين هو! لماذا لا يقولها منه هو وليس من والده!.. لماذا يشعرها أنه أجبر على ذلك وبشدة أيضا
وأنت رأيك ايه
ضيق ما بين حاجبيه سائلا إياها باستغراب وعقله لم يفهم صدقا ماذا تقول
رأي في ايه
مش كتير عليا زي ما قال الحج ولا....
همهم بهدوء وهو ينظر إليها بين الحين والآخر وداخله أخبره أنها لا تريد الراحة
الدهب اللي في الدنيا كلها مش كتير عليكي
أشاحت وجهها للناحية الأخرى سريعا ولم تكن تتوقع أن يهتف بهذه الكلمات أبدا لقد تخبط عقلها وتشابكت أفكارها داخله الآن هل مچنون أما أبيض أما أسود!..
وبعدين ياستي ما كله هيبقى ملك ليكي مش هتبقي مراتي آخر الأسبوع!
استدارت إليه بحدة وكأنه قال شيء مخل لا تريد سماعه كيف ستكون زوجته في نهاية الأسبوع!. ألن يكون هناك فترة خطبة صغيرة على الأقل!..
هتفت بحدة متناسية المكان المتواجدة به
ايه!.. مين قال الكلام ده
اتفقنا إن كتب الكتاب يوم الخميس لما عمي يرجع والفرح بعد شهر أكون جهزت الشقة
صړخت بوجهه وهي تقف على قدميها قائلة بعصبية بعد الاستماع إلى هذا الحديث الغير منطقي بالمرة
لأ طبعا أنا مش موافقة على الكلام ده
جذبها من يدها بحدة هو الآخر وهو جالس مكانه بعد أن رفعت صوتها عليه
وجعلها تجلس مرة أخرى
وطي صوتك... وبعدين ايه اللي يخليكي مش موافقة مش عارفاني مثلا!
لاحظت تهكمه عليها جذبت يدها منه بحدة وأردفت
آه مش عرفاك يا بشمهندس ومحتاجة فترة كويسة أعرفك فيها علشان أقدر احدد إذا كنت هكمل معاك ولا لأ وبعدين أنا عندي كلية
ضغط على أسنانه بشدة وهو ينظر إليها وأكمل حديثه معها بعقلانية ورزانه
اعتبارا إنك متعرفنيش مع أن كل شيء واضح زي الشمس قدامك عندك شهر تعرفيني فيه ويكون براحتك بعد كتب الكتاب وإذا كان على الكلية فهي أصلا فاضل كام شهر على الامتحانات وأنت مش أول واحدة تتجوز وهي في الكلية
توترت كثيرا وهي لا تدري لما الأمور تسير بسرعة هكذا دارت عينيها في أرجاء المكان وعادت إليه مرة أخرى بحدة وعصبية قائلة
لأ بردو مش موافقة على الكلام ده دا جواز مش سلق بيض
أنت ليه بتحبي تتعبي نفسك وتصعبي الأمور
يمكن بدور على الحقيقة!
زفر بهدوء وأردف مجيبا إياها
الحقيقة قدامك وأنت اللي مش عايزه تشوفيها
أطالت النظر داخل عينيه الرمادية الخلابة وداخلها كلمات وأفكار كثيرة تود أن تطرحها عليه وتأخذ منه إجابات عليها ولكن كيف ستفعلها!.. لا تستطيع تشعر أن لسانها معقود عن الحديث معه في كامل الأمور الجدية..
زفرت بهدوء وأغمضت عينيها ضاغطة عليهم بشدة ثم نظرت إليه قائلة بجدية وداخلها يدعوا أن يجيب دون مراوغة
أنت هتتجوزني علشان متصغرش أبوك قدام الناس ولا كنت عايزني بجد قبل ما يقول أنك خطبتني ولا لقتني حد مناسب وخلاص!
وزع نظرة عليها وداخله يدعوه أن يأتي بمطرقة وېهشم رأسها بها إلى تقول لن أسأل هذه الأسئلة الغبية مرة أخرى إلى الآن تتساءل وقد قال لها ما يجعلها تعلم كم يريدها.. لقد علم الآن من هن النساء..
كاد أن يتحدث ويجيبها بهدوء ولكن دخول والدته ووالدتها أفسد الأمر وجعله يصمت..
هتفت والدته قائلة
ها خلصتوا
ابتسم بسخرية ناظرا إليها وأردف بكذب
لأ هدير قالت مش هتنقي غير لما ترجعوا
ادينا هنا أهو يلا يا ولاد خلصونا خلونا نفرح
ابتسم إليها وعاد ينظر إلى الأشكال الذي أمامه بهدوء بينما هي نظرت إليه بضيق وانزعاج فقد كان على وشك التحدث ولكن دخولهم لم يجعله يكمل ما بدأه..
اليوم التالي
جلست مريم على المقعد فوق السطح وبيدها الهاتف في منتصف النهار لقد كانت تمرر عينيها على صور وضعتها في الهاتف واخفتها داخله لحبيب قلبها ومالك ما به..
سمير أبو الدهب لقد عشقته ولم تدري كيف حدث ومتى ولما من الأساس ولكن ليس على قلبها سلطان لقد أحبته دون مجهود يذكر دون أن يفعل أي شيء وجدت نفسها وقعت بعشقه ولا ترى بحياتها أحد سواه هو..
لا ترى غيره ولا تنظر إلى غيره أصبح حبه بقلبها كوجود الأمواج بالبحار كوجود السحاب في السماء حبه داخلها لا يتجزأ منها أبدا وكأن الله لم يخلق سواه
في صلاتها وقيامها تدعي بأن يكون من نصيبها الطيب المكتوب لها تعلم أنه يكبرها بثمان سنوات وربما يذهب إلى التسع سنوات ولكن تحبه وتريده هو دون غيره وإذا حدث ما يتمناه قلبها لن يكون هذا عائق بينهم من المؤكد..
ابتسمت براحة وهي تتذكره عندما أعطى درسا مثاليا لشباب ضالة كانت تثير حنقها في الذهاب والعودة عندما تستمع منهم إلى كلمات غير محببة إليها..
أغلقت الهاتف والابتسامة على وجهها تشرقه وتجعله منير رفعت وجهها لتنظر إلى الأمام ووجدت أن من كانت تنظر إليه عبر الهاتف بصورة يقف أمامها الآن بالواقع!..
يقف وهو
يرتدي قميص بنصف كم لونه أبيض وبنطال جينز لونه سماوي يصل إلى ركبته وبقدميه حذاء منزلي بلاستيك وبيده كوب الشاي والسېجارة في اليد الأخرى..
ابتسم وهو يتقدم منها قائلا بعبث ومرح لأول مرة
دا الحمد لله إن الواحد شافك بتضحكي يا آنسة مريم
وقفت على قدميها سريعا والخجل جعل وجهها الأبيض يتحول إلى اللون الأحمر لهذه الدرجة هي لا تبتسم!.. أهو لا يرى ابتسامتها المشرقة
تقدمت منه وعينيها مسلطة على باب السطح لتخرج منه فقد ارتبكت بشدة من وجوده وحديثه عن أنها لا تبتسم..
تحدث بضيق وانزعاج وهو يراها تذهب
هو إن حضرت الشياطين تذهب الملائكة ولا ايه
توترت كثيرا وأردفت بتخبط قائلة وهي تشير