الأحد 24 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كااملة

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كااملة

انت في الصفحة 10 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


عن الواقع تماما فما حدث اليوم كان أكبر منها بكثير لم تكن تتوقع أن تمر بذلك! ليتها استمعت إلى حديث يونس وابتعدت عن هنا ليتها كانت مدت يدها في بلاد الغربة ولم تأتي إلى هنا 
ولكن مستحيل أن توافق أن تكون خاضعه له لن تكون زوجته لو كان السيف على رقبتها لن تكون منفذ لرغباته ولن تبقى هنا لتتستر على جرائ مة في حق البشر لن تصمت عنه وعد منها إليه ستكون آخرته على يدها مهما طالت المدة ومهما فعل بها سيتلقى عڈابه على يدها وسيكون عبره لكل قذر حقېر مثله 

سارت معه حتى وصلت إلى القصر بقلب يفار خوفا ورهبة مما رأته معه وما فعله بها وما يستطيع فعله أكثر قدميها لم تكن تستطيع حملها لتسير عائدة ولكنها كانت تتحامل على نفسها حتى لا يرى ضعفها أكثر من ذلك وتكن تلك الفريسة السهلة المحاصرة بجبروته وقسوته 
كانت تنظر إليه في كل لحظة وما بعدها تنظر إلى جانب وجهه وهو يسير بشموخ قاټل يرهبها أكثر وأكثر وكأنه لم يقوم بفعل شيء شنيع للغاية منذ قليل 
يرهبها كونه يسير حاد واثق من نفسه في وسط الجزيرة القات لة تلك 
بعد ولوجه إلى داخل القصر معها دفعها بكف يده العريض من الخلف في الردهة لتتقدم بضع خطوات تسبقه أثر دفعته لها تنفست بعمق واستدارت تنظر إليه فاستمعت إلى حديثه
فكري في الكلام اللي قولته خروج من الجزيرة مش هيحصل يبقى أقعدي بالرضا مش بالڠصب
لا تدري كيف تتعامل معه الآن تريه ضراوة عنفها أم تكون لينة سهلة بيده لتتمكن من الهرب
ولو مقعدتش ولا برضا ولا بڠصب
سار بخطوات بطيئة يتحرك جوارها بمنتهى البرود والهدوء الذي يملكه إنسان وقال بصوت هادئ رخيم لم تعتاده منه
مش هتحصل مهما حاولتي مش هتحصل
عاندته عائدة إلى عهدها السابق معه بعد أن استفزها بحديثه الواثق عن كونها لا تستطيع فعل شيء معه
أنا أقدر أعمل كتير
ابتسم ناظرا إليها بزاوية عينيه نظرة ساخرا يعطيها جانبه وتحدث مشيرا بيده بعنجهية
وأنا أقدر أعمل أكتر وأنا شايف إني مش محتاج أتكلم عن اللي أقدر أعمله لأنك شوفتي بنفسك
مش هتقدر تعملي حاجه زي اللي شوفتها ولا أنا ولا بنتي ولا حتى أختي
تحركت شفتيه اتساعا وهو يبتسم بشړ متمكنا منه ومن هدوءه
منا عارف أنا أقدر أعمل الأسوأ منه
استدار معتدلا ينظر إليها من من أسفل قدميها إلى أعلاها ثم وقف أمام عينيها السوداء قائلا معترفا لها
تعرفي عمري ما حبيت الست العنيدة اللي شايفه نفسها زيك بس شكلي هحبها عاجبني جو إنك قادرة ده مشفتوش من زمان
أكمل وهو يحرك شفتيه أكثر قائلا بجدية
أصل أنا بحب الست الخاضعة اللي تقول حاضر ونعم وبس تبقى مکسورة الجناح زي ما بيقولوا
أقترب ممسكا بخصلة من خصلات شعرها المتناثرة على وجهها يعبث بها بين أصابعه يتابع تحت نظراتها
ولو متعدلتيش معايا يا غزال الله وكيل هكسرك مليون حتة وأجيب مناخيرك الأرض
رفعت يدها بقوة دافعه يده بعيدا عنها لتستقر جواره وصاحت بقوة غير قادرة على الصمود أمامه هادئة
معاش ولا كان اللي يكسرني يا ابن العامري ورحمة أخوك لتكون نهايتك على ايدي
استمعت إلى ضحكاته المستفزة للغاية وصوته الذي يزعجها وهو يتهكم قائلا
بعد ما أكسرك ولا قبل
نظرت إليه للحظات دون أن تجيب تضغط على فكها بقوة تود الإڼفجار في وجهه لا تستطيع تحمله ولكنه مچنون للغاية لا تضمن ردة فعله تفوهت بشراسة
أنت تافهه وجبان عارف ليه علشان لو كنت راج ل بجد وكبير زي ما بتوهم نفسك مكنتش قت لت بدم بارد ولا حتى فكرت تكون تاجر ممنوعات
مرر حديثها عن رجول ته لم يغضب ولم يثور عليها ولكنه تابع مبتسما
عجباني 
ابتسمت إليه هي الأخرى متابعة مثله تعبر عن كم الاشمئزاز الذي تشعره نحوه
وأنا شيفاك حيوان
سألها ناظرا إليها يتابع كل تعابير وجهها
وأنتي بقى عرفتي منين إني تاجر ممنوعات
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها تقف بصدده بقوة وشراسة وكأنه لم يجعلها ترتعب منذ قليل
فاكرني نايمة على وداني
صاح بمنتهى اللا مبالاة وهو يضحك بصخب مشفقا عليها
الله وكيل ما حد أخرته جاية غيرك
أكمل يسألها مرة أخرى وهو يعرف أنها لا تملك إجابة
لهذا السؤال وما كان قبله أيضا أنها فقط تشك به وبما يحدث من حولها وهو

سيؤكد لها هذا الشك إن لم يكن أكده
وأنا بقى بتاجر في ايه بالظبط طالما أنتي مش نايمة على ودانك
حاولت المرور من جواره كي تصعد إلى الأعلى متغاضية عن سؤاله وحديثه معها ولكنه تحرك يقف أمامها مانعا إياها من العبور فصاحت بشدة
اوعا خليني أطلع الكلام معاك خسارة
ابتسم بتشفي وهو يقوم بالتمسك بخصلات شعرها مرة أخرى وكأنه يتوق للمسهم كل لحظة والأخرى وهتف بكل أريحية وهدوء
ما تردي ولا مش عارفه على العموم أنا تاجر ممنوعات بقولك معلومات أهو ببلاش وكمان بخليكي تتفرجي على أفلام أكشن حلوة
نظرت إليه باستغراب شديد وړعب أكثر من السابق تنظر إليه وهو يقف يعترف إليها بأنه تاجر للأسلحة بمنتهى الهدوء والسهولة في الحديث حتى أنه لا ېخاف منها
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي 
بقولك اوعا
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول بقسۏة ظهرت من خلال كلماته التي كانت تخرج كالأسهم لتصيب قلبها خوفا وړعبا فقط لأجل أنه يقولها بكل ثقة وهدوء
اتفضلي بس قبل ما تطلعي يا غزال عايز أقولك كل حاجه بتحصل هنا بمزاجي كلامي معاكي پعنف وقسۏة في الجبل بمزاجي وكلامي هنا بالهدوء ده بمزاجي لو ضحكت بمزاجي ولو قت لت بمزاجي حتى الناس اللي على الجزيرة كلهم ماشيين بمزاجي متحاوليش تفهميني ولا تهربي مني هجيبك الأرض وهتندمي
حركت عينيها على عينيه الخضراء الغريبة عينيه التي أتضح لها أنها أكثر عيون شريرة 
اوعدك أنا اللي هندمك على كل حاجه عملتها حتى لو كانت كلمة
أشار إليها على الطريق لتصعد إلى الأعلى هاتفا بسخرية
مستني
تابعته بنظرات عينيها السوداء وما بداخلها أكثر من شعور وغرابة أكثر من صدمة وخوف فتخطت ذلك سريعا وهي تبتعد عنه تصعد إلى الأعلى قبل أن تفقد أخر ذرة عقل وقوة بها وتقع أمامه باكية طالبة السماح والعفو مرة أخرى 
دلفت إلى الغرفة الخاصة بهم تحركت عينيها على شقيقتها وطفلتها الصغيرة تنهدت بعمق وعيناها معلقة بهم تحكي ألم كبير تحمله بداخلها استدارت تنظر إلى باب الغرفة وأغلقته ممسكة بالمفتاح تديره داخل المزلاج تغلق الباب عليهم من الداخل فقد خفق قلبها خوفا وړعبا ورأت عينيها أبشع الأشياء أمامها فلا يؤمن قلبها أنهم سيكونون بخير هنا 
يقف شامخا صلب أمام أحد او حتى أمام نفسها 
راحت عينيها تسير في الغرفة ثم تعلقت بشقيقتها وطفلتها النائمة جوارها كالملاك الصغير تلهفت عينيها وهي تنظر إليهم پخوف ورهبة تسير داخلها تشعرها بأن الهروب من هنا هو الحل الأمثل ولكنه الأصعب على الإطلاق 
أتضح لها أن شكها به أصبح مؤكد إنه رجل عصابات وتاجر للأسلحة ق اتل بشع ورجل قاسې عڼيف 
يتوارى عن الأنظار هنا على هذه الجزيرة! يستخدم سلطته في كونه الحاكم هنا ويتحكم في الجميع خافيا حقيقته عن العالم!
ولكن لحظة! عندما استمعت إلى الخادمة كانت قد قالت أن الناس هنا على الجزيرة يعلمون بما 
كيف يشعرون بالأمان وهذا الرجل بينهم كيف ينامون وهم في خطړ طوال الوقت كيف يتركون نسائهم وأطفالهم على هذه الجزيرة الملعۏنة بكل هذه الأريحية ألا يشعرون بالخۏف
وكيف هو شقيق ل يونس زوجها الرج ل الخلوق المهذب الذي لا مثيل له
لقد منعها يونس عن الاختلاط به وكأنه كان يعلم ما الذي سيحدث لهم من بعده 
أين هو الآن ليدافع عن زوجته وطفلته الصغيرة بعدما وقعوا في براثن ذئب لا يرحم 
أهذا الرج ل رج ل قانون حقا يالا هذه السخافات من هذا رج ل القانون إنه لا ينطبق عليه إلا أن يكون رج ل عصابات قاټل متسلسل ذئب بشړي صياد محترف كل هذه الألقاب تناسبه إلا أن يكون رج ل قانون! 
منذ أن أتت إلى هنا في أول مرة وهي تراه غريب الأطوار لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود زوجها الذي كان يحذرها دائما وبسبب أنه لم يكن يهمها في ذلك الحين
وضاق على قلبها وهي تفكر في نكستها وكسرتها التي مرت بها أسفل يده القاسېة كيف لها أن تترجاه بكل سهولة وتبكي أمامه أن يتركها للرحيل! ولكن لم يكن هناك مفر آخر منه فهو كان كالۏحش الكاسر كانت يده قد اتسخت بق تل أحد من قبلها بلحظات فما الذي كان سيفعله بها 
ما الذي ستفعله الآن! ما السبيل للتخلص من هذا العڈاب ألم تكتفي بما مر بها في الخارج لتأتي إلى هنا لتنال الأسوأ على يده
كيف ستجعله يتخلى عن فكرة الزواج بها وكيف ستخرج من الجزيرة معافاة هي وشقيقتها وابنتها الصغيرة فهو نالها بين مخالبه وعلم كيف يسلخ جسدها وهي في أحضان عڈابه 
لم تعتاد يوما على الاستسلام ولن تعتاد عليه لن تترك نفسها لق اتل مثل هذا لن ټدفن حياتها ومستقبلها بالزواج من رج ل عصابات والعيش على جزيرة متوارية عن الأنظار هاربة من الأحكام بسبب ما يفعلوه عليها 
ستقاومه إلى آخر لحظة بحياتها

وآخر نفس يخرج منها ستظل ترفض كل ما يعرض عليها منه وستظل تعترض إلى أن ترحل ويتركها تبتعد 
ليس أمامها أي خيار غير أن ترفض عرضه بالزواج منها وتقاوم تهديده وخۏفها اللعېن على شقيقتها وابنتها أو ترضخ بعد أن يفعل ما هدد به
وفي كلتا الحالتين لن تتركه ينعم بحياته ويسير بين الناس رافعا رأسه عاليا ينظر إليهم بتفاخر وشموخ وهو قات ل ورجل لا يؤتمن لن تتركه يستمر في فعل هذه الأشياء وستقلب هذه الجزيرة رأسا على عقب وسيكون هو أول المتضررين ولو بعد مئة عام 
أنتي لسه منمتيش يا ماما
أومأت إليها للأمام برأسها ووضعت يدها اليمنى على جسدها تضمها إليها قائلة بهدوء بعد أن عادت إلى طبيعتها تاركة كل ما حدث خلف ظهرها من أجل ابنتها
هنام أهو يا وعد
رفعت الصغيرة وجهها إليها مغمضة العينين والنوم يغلبها ثم قالت
تيته بتقولي إننا مش هنسافر تاني خالص يا ماما وهنفضل هنا على طول
نظرت إليها وبادلتها بعينيها السوداء الحالكة ولكنها لم تقل شيء غير أنها سألتها بجدية
أنتي عايزة ايه نرجع ولا نفضل هنا
أخفضت وجهها إلى جسد والدتها وشددت عليها بيدها وهتفت ببراءة وهي تغمض عينيها
نرجع أكيد ونبقى نيجي هنا
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 71 صفحات