الإثنين 25 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كااملة

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كااملة

انت في الصفحة 16 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


بكثير من أن تضحي بشقيقتها وابنتها هي تعلم كيف تكون صلبة وقوية وكيف تكون امرأة لا تنحدر للرياح 
دلفت من شرفة الغرفة إلى إسراء و وعد ابنتها جلست على الفراش أمامهم تنهدت بهدوء تنظر إليهم بتردد 
ثم ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت بجدية
في
حاجه لازم تعرفوها 
انتبهت إليها إسراء وأقتربت منها تجلس أمامها بهدوء

ايه يا زينة 
تنفست الأخرى بعمق وأخرجت ما كان بصدرها ثم ألقت قنبلتها فجأة دون سابق إنذار
أنا هتجوز جبل 
اخترقت الكلمات هذه أذن الطفلة الصغيرة فنظرت إلى والدتها بينما وقفت إسراء على قدميها مرة أخرى تنظر إليها باستغراب كلي ودهشة صاړخة
ايه تتجوزي جبل البني آدم اللي مش معروف هو حيوان ولا إنسان ده 
حركت كتفيها ونظرت بهدوء محاولة التماسك أمامهم
مافيش حل تاني غير ده 
تابعت النظر إليها باستفهام وتسألت بحدة غير معتادة عليها
حل تاني لإيه أصلا أنا مبقتش فاهمه تصرفاتك أنتي حتى مقولتيش اخدك فين امبارح 
بمنتهى البساطة أجابتها قائلة بهدوء وجدية
اخدني نتمشى وعرض عليا الجواز وأنا وافقت
أشارت إليها بيدها إلى حوائط القصر وهي تتحرك أمامها بعنفوان لا تصدق أن شقيقتها ستفعل ذلك بنفسها
وافقتي إزاي أنتي مستعدة تقعدي هنا في المكان ده ده إحنا يعتبر محبوسين أصلا أخرنا سور القصر
تنهدت زينة بعمق وأكملت تهتف بحزن كي تجعل شقيقتها تصدق ما تقوله
ده الحل الوحيد علشان أخد حقي أنا ووعد بصراحة أنا فكرت في الموضوع هتصرف إزاي لو رجعت دبي من غير فلوس 
أشارت إليها بكف يدها قائلة بتسرع وقوة تكمل باشمئزاز واضح
نشحت أنا مستعدة نشحت ولا أننا نفضل هنا أنتي مش شايفة طريقتهم ولبسهم ولا شايفة أخته دي عامله إزاي ومامته بتبص لينا إزاي غير الطريقة المريبة اللي عايشين بيها والسلاح اللي في كل مكان
حاولت أن تستمر في الكذب الذي تقوله تقنعها بحديث هي من الأساس ليست مقتنعة به
أنا هتجوزه علشان أضمن حقنا لأننا مش هناخده غير بالطريقة دي هو قالها صريحة هما محتاجين بس وعد تقعد معاهم شوية 
وجدت الأخرى تنظر إليها لا تصدق ما تقوله عينيها الزرقاء تتسع عليها تتابع ملامحها وحركاتها العفوية فضبطت حركاتها وتابعت بهدوء
وبعدين أنا فكرت في الموضوع وعرفت احسبها خلاص أنا قررت 
وقفت إسراء مستقيمة وسألتها تنظر إليها بتعمق
أنتي متأكدة من اللي بتعمليه ده
أومأت الأخرى إليها وأجابتها بثقة وتأكيد كاذب
آه طبعا متأكدة 
أقتربت منها وجلست أمامها مرة أخرى تضع كف يدها على يد شقيقتها وتحدثت بلين وهدوء تحسها على أن قرارها خطأ
زينة أنا قلقانة وخاېفة أنتي مش شايفة حتى هو نفسه نظراته عامله إزاي
بدلت الأدوار ووضعت هي يدها عليها تربت بهدوء وحنو قائلة بصوت خاڤت خارت كل قواه
إسراء أنتي خاېفة من ايه وأنا معاكي مټخافيش 
نظرت إلى ابنتها وعد التي لم تتحدث منذ أن تفوهت بذلك القرار الغبي الذي تود أن ټموت ولا تفعله فسألتها بهدوء مبتسمة
مالك يا وعد 
نظرت إليها الطفلة ببراءة وقالت بصوتها الرقيق تتسائل
أنتي هتتجوزي عمو جبل بجد 
أومأت إليها والدتها وهي تشعر بغصة داخل قلبها تتعمق أكثر كلما ذكرت أنها ستتزوج منه عنوة عنها فأكملت الصغيرة بحزن
طب وبابا 
أقتربت منها والدتها أخذتها تضمها بضراوة تشعر أنها تود لو تجعلها تدلف إلى داخل قلبها كي ترحمها من بطش عمها الق اتل أجابته بهدوء وعقلانية
بابا الله يرحمه يا وعد واللي بيحصل ده يا حبيبتي مش حرام ولا عيب 
وقفت

إسراء مرة أخرى تقول باعتراض
افتكري إني قولتلك لأ 
ابتعدت زينة عن الطفلة وأجابت شقيقتها بحدة وعڼف فقد خارت قواها وذهبت كل تبريرات هذا القرار الفاشل
حتى لو فين جوازات السفر فين الفلوس ولا حتى موبايلتنا كل حاجه معاه لو خرجنا من هنا هنتشرد 
أجابتها بقوة وثقة
أحسن من جوازك منه 
نظرت إلى البعيد بعينيها وهي تعلم أن حديث شقيقتها صحيح مئة بالمئة شقيقتها تقول كل هذا دون أن تعلم أي شيء عنه ماذا أن علمت بما يفعله! 
اليوم التالي مساء
تم عقد القرآن وهي مغيبة عن الواقع تماما كانت في ذلك الوقت تجلس تنظر في الفراغ تفكر في حياتها القادمة معه وما ستواجهه وكيف ستكمل في هذا المكان ومع هؤلاء البشر 
أجابت على المأذون بعد أن ربتت والدته على قدميها وهي مغيبة تماما عن جلستهما قالت موافقة فقط بعد أن نظرت إلى شقيقتها وابنتها حيث أنها كانت تود التراجع في آخر لحظة فحثها على النظر إليهم وقد وقعت أسفله 
تنهدت وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير سخرت من حديثه قائلة أي خير هنا ومع ق اتل
بينما هو ذلك الرزين العاقل كان
يشعر بالسعادة لأنه جعلها تأتي أسفل يده وترضخ لما أراد رغما عن أنفها 
أظهر إليها قوته وجبروته فعادت إلى الخلف تتقهقر مطالبة بالرحمة والغفران وهو لا يعرف طريق للرحمة 
يتشوق لجعلها ترى تلك القذارة تخرج منه على حقها فهي عندما نعتته بذلك الاسم لم يكن قد فعل به شيء ولكنه الآن سيكون على حق 
ينظر إليها وإلى انكسارها بتشفي وسعادة والإبتسامة ترتسم على زاوية شفتيه وهي تبتعد بعينيها عنه 
شقيقتها تنظر إليها وترى الخۏف والكسرة بعينيها لا تفهم لما فعلت بنفسها ذلك فقط حتى تأخذ مالها منه أو لأنه من الأساس حكم بالسجن المؤبد عليهم داخل الجزيرة لذلك حاولة الهرب
ابتعدت بطرف عينيها إلى عاصم 
بينما الخدم والحرس وكثير من الفضوليين لم يعلموا ما السر وراء هذه الزيجة وكيف تمت بهذه السرعة 
وقف خلفها حيث أنها كانت تقف أمام فراشه بعد أن صعدت معه إلى الغرفة وضع يده على كتفها من الخلف يحركها ببطء وتروي على طول كتفها 
ثم تحدث قائلا بقوة وعڼف يخرجان من بين كلماته
أهلا بيكي في سجن جبل العامري 
جعلها تستدير وتنظر إليه وضع عيناه الخضراء أمام عينيها السوداء مباشرة ثم تسائل بقسۏة ساخرة
فاكرة لما قولتي إني أقذر واحد شوفتيه في حياتك وقتها قولتلك إنك لسه مشوفتيش قذارتي بس في أقرب فرصة هخليكي تشوفيها 
نظرت إليه باستفاهم وتابعت حديثه غير قادرة على استيعابه أو فهم مقصده 
فلم يعطي إليها الفرصة حيث دفعها على الفراش في الخلف على ظهرها وتقدم منها قائلا پعنف وشراسة
جه الوقت تشوفي قذارتي 
نظرت إليه پخوف ورهبة كبيرة ولكنها حاولت التغلب عليها وتظهر إليه تلك المرأة القوية لكنه لم يعطي إليها الفرصة لفعل ذلك بل تمثل إليها في صورة الذئب البشري حقا الذي شبهته به من قبل لكن الآن لقد تعاملت معه وشعرت به وبكل ندبة تركها عنوة على جسدها تمثل في هيئة حيوان مفترس اغتال ما بقي من شقيقه واستحله بالقوة والعڼف فقط ليشبع غرائزه الحيوانية وليرها أنه جبل العامري المتحكم الوحيد في كل شيء على هذه الجزيرة حتى هي وإن كانت صعبة الترويض 
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل الثامن
ندا حسن
آن القلب پألم وكسرة بعد أن أرغم على الموافقة بالزواج من ذئب صړخ بعنفوان وشراسة مكبوتة يحاول الرفض 
دب خنجر في قلبها في المرة الأولى عندما كسرها وكسر كبريائها جاعلها ترضخ لطلباته بعد تهديداته وأفعاله القڈرة ثم سلب روحها وهو يغتال جسدها قسرا وقهرا 
سماء الليل السوداء ونسمات الهواء الباردة شهدت على كل دمعة خرجت قهرا من عينيها السوداء بعد أن استجمعت شتات نفسها 
شعور بالكراهية والغل يملأ قلبها النقي تجاهه فما فعله بها لم تتعرض له طوال حياتها

كان زوجها الراحل رجل حنون قادر على اسعادها ولم يقم بفعل شيء كهذا من قبل كانت الرقة والهدوء عنوان لكل لسماته 
فتات حزين يبكي داخلها على ما مرت به يتلألأ الأسى داخل أضلعها مما رأته معه تفكر بلوعة في القادم على حياتها معه 
لقد فعل أبشع شيء بها على الإطلاق في أولى لحظاتهم سويا فقط ليثبت لها أنه يستطيع فعل كل شيء وأي شيء وقد نمى الحقد والغل داخلها أكثر وأكثر واشتدت ضراوة مقتها له وبقي عقلها الخائڼ الذي تخلى عنها سابقا يأتي إليها بوفرة من الأفكار للتخلص منه 
انسابت دمعاتها على وجنتيها بغزارة دون صوت وبصمت تام وهي تنظر أمامها ترى خارج أسوار القصر من شرفة غرفته وكم بدا المظهر مغري لهربها منه حتى وهي زوجته ولكن كيف السبيل
دلفت إلى الغرفة وأغلقت الشرفة خلفها انقضت معظم ساعات الليل وهي تجلس بالخارج
تبتعد عن نظراته ورائحته سيغرق حياته بالكامل 
استدارت تنظر إلى الطاولة الموضوع عليها طبق كبير يحمل أصناف مختلفة من ثمار الفاكهة وسکين حاد كبير يتناسب مع أسلحة هذه العائلة 
حركت عينيها أكثر من مرة إلى جبل النائم والسکين الموضوع على الطاولة عينيها كانت ملئية بالشړ وقلبها يدق پعنف يكاد يخرج من أضلعة لهفة غريبة لما هي مقدمة عليه بينما عقلها كان يحسها على الإمساك بالسکين ودبها في منتصف قلبه أو تقطع بها نحره أو في منتصف بطنه 
ذكرياته السيئة جميعها منذ أن أتت إلى الجزيرة مرت على عقلها بداية من وقفته أمامها تهديده لها ضرباته الموجعة ارهابها وذلك التوجس الذي جعلها تشعر به خوفا على شقيقتها وابنتها الإقتراب منها قسرا بمنتهى العڼف والھمجية فقط ليثبت أنه كل شيء وما يريده يحدث وليأخذ ما أراده منذ أن وقعت عينيه عليها 
لقد شعرت بنظراته الخبيثة في ذلك اليوم الذي أتت به الشرطة إلى الجزيرة لقد رأت نظرته القڈرة إليها ورغبته الشديدة التي ظهرت بعينيه رأت شهوته تحركه تجاهها 
أقتربت من الطاولة ببطء وقد إتخذت القرار في لحظات مرت سريعا وعلمت ما الذي عليها فعله انخفضت بجسدها لتأخذ السکين من على الطاولة وقد كان تمسكت بها في يدها تنظر إليها بتشفي وفرحة لأنها ستنال منه حتى وإن كانت ترمي نفسها في التهلكة 
أقتربت منه بهدوء وعينيها لا تتحرك من على وجهه صعدت على الفراش والسکين بيدها جلست وقدميها أسفلها أمامه تنظر إليه بحدة وكره قد ظهر على كافة ملامحها 
أمسكت السکين بيدها الأخرى ثم رفعتها عاليا ونظراتها صوب عينيه وانخفضت بيدها والسکين بها على بطنه مباشرة ولكنها وجدت نفسها في لمح البصر تنام على ظهرها عكس امتداد الفراش وهو فوقها يمسك بيدها الاثنين المحاوطين للسکين بقوة 
لم تدري كيف أمسك بيدها وهي تهبط بها عليه وكيف دفعها للخلف تكون ممددة وهو فوقها ينظر إليها هكذا! لقد كان نائم وهي رأت ذلك كيف شعر بها وبما ستفعله
ينظر إليها يخيفها بعينيه الخضراء فابتلعت غصة حادة وقفت في جوفها وهي تنظر إليه ومازالت السکين بيدها وهو يتمسك بها 
تحدث بسخرية وتهكم
عايزة تقتليني
أجابته بحدة تأكد على حديثه پقهر وذل تعرضت له على يده عندما امتلكها عنوة
أيوة يا جبل ھقتلك موتك
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 71 صفحات