بناتي للكاتب محمد مالك
بناتي للكاتب محمد مالك
انة بقول لو فعلا هياخد البنات عشان يربيهم كويس ويخليهم برنسيسات زي ما بيقول وفوق دا هاخد مبلغ كبير زي دا .. يبقي انا الكسبانه طبعا .. واديكي شايفة الظروف اللي انا فيها .. يا سلام دا الفلوس دي هتخليني ملكة بجد !!
ام نيفين .. لا يا رضوي .. انا مش مرتاحة للحكاية دي .. مفيش حد هيدفع فلوس كتير اوي كدا الا لما يكون في مصلحة وراها .. انسي الموضوع دا احسن
ام نيفين .. براحتك يا حبيبتي .. بس خلي بالك من نفسك دا اللي اقدر اقولهولك
وفي اليوم التالي تذهب رضوي الي القصر في الموعد المحدد ومعها بناتها الثلاث وهناك تشاهد قصر فخم جداا .. تحف وانتيكات في جميع انحاء القصر .. خدم وحشم .. ولكن تشاهد شئ غريب .. تري مجموعة كبيرة من صور فتيات في قمة الجمال مختلفة الاعمار معلقة ع حوائط القصر وعلي كل منها شريط اسود يدل علي ۏفاة صاحبة تلك الصورة فتندهش وتقول لنفسها
وفجأة بنزل فؤاد من الطابق الاعلي للقصر يرتدي روب ابيض عليه نقوش سوداء مرعبه لجماجم واقنعه مخيفة ويحمل قط ابيض شرازي اقدامه مقيده حتي لا يستطيع الحركة ويقترب من رضوي وبناتها وعندما تراه سلمي ابنة رضوي الكبري ذات الاثني عشرة فترتجف خوفا وتمسك ذراع امها بقوة وهي تقول
الام مستنكره بشدة .. بس عيب اسكتي
فؤاد يقترب منهم وهو يبتسم فتبتسم رضوي هي الاخري
فؤاد .. اهلا .. اهلا .. اهلا .. ازيك يا مدام رضوي ازيكم يا بنات
رضوي .. احنا الحمد لله كويسين
فؤاد .. ايه الجمال دا ! دول بناتك اجمل من الصورة بكتيير !!
رضوي .. ههه .. ايوا .. فعلا .. اكيد الحقيقة اجمل طبعا من الصورة ..
رضوي .. دي سلمي الكبيرة .. ودي انهار الوسطانية .. اما دي بقي سهام اخر العنقود ..
فؤاد .. جميل جداا
البنات ينظرون الي فؤاد وقد تملكهم الخۏف من منظره المرعب وملابسة ايضا المخيفة ..
فؤاد .. طبعا البنات في مدرسة !
رضوي .. لا للأسف معنديش امكانيات اني اعلمهم !! .. الظروف ع الاد .. دا انا يدوب بقدر اكفي اكلهم وشربهم وكسوتهم من العيد للعيد !!
رضوي .. كان نفسي اعلمهم طبعا .. لكن اعمل ايه العين بصيرة والايد قصيرة واحنا ناس علي اد حالنا ومقضيين عشانا نوم زي ما بيقولوا !!
فؤاد .. ولا يهمك .. اذا اتفقنا هخليهم ياخدوا اعلي الشهادات اللي ممكن تتخيليها ..
مالكم يا بنات كاشيين في بعض ليه كدا ! انتوا خايفين مني ولا ايه !
فؤاد .. اها ..
سهام .. عمو .. القطة دي حلوة اوي .. ممكن اشيلها شوية
فؤاد .. اكيد يا حبيبتي اتفضلي
انهار .. هو حضرتك رابطها ليه كدا ! هو انت خاېف تهرب ولا ايه !
رضوي .. بنت .. عيب !!
فؤاد .. لا سيبيها تتكلم براحتها .. عايزة الحقيقة
انهار.. اه
فؤاد .. ايوا .. انا رابطها من ايديها ورجليها عشان خاېف انها تهرب مني !!
انهار .. وتهرب منك ليه بقي !.
رضوي .. بنت .. وبعدين ! معلش يا فندم .. اصل البنت دي بالذات غلباوية جداا وتحب تجادل وتسأل كتير
فؤاد .. وماله .. دا دليل علي انها ذكية وعندها سرعة بديهة .. خسارة انك معلمتهمش !!
سهام تشعر بأن ترتجف خوفا بين يديها
سهام .. القطة بتترعش ليه كدا باين عليها خاېفة !!
انهار .. ممكن نلعب معاها شوية يا عمو
فؤاد .. طبعا .. طبعا .. اتفضلوا العبوا معاها
انهار .. طب فكها بقي عشان تعرف تلعب معانا
رضوي .. عيب بقي يا انهار
فؤاد .. بصي انا لو فكيتها ممكن تجري وتهرب !! ومع ذلك مش هزعلك انا هفكها عشان خاطرك انتي وسلمي
وبمجرد ان يفك قيودها وتحملها سهام بين يديها لتلعب معها اذ بالقطة بسرعة عجيبة من بين يديها وتبحث في كل مكان داخل القصر عن منفذ للهروب حتي تتمكن من الهروب بالخروج من اسفل باب القصر ..
سهام خائڤة .. مش قصدي والله .. انا مش عرفة ليه نطت من ايدي بالطريقة دي !
فؤاد .. انا قلتلك انها هتهرب .. ع العموم مسيرها ترجع تاني !!
سلمي .. طب حضرتك مش المفروض ان دي قطة منزلية يعني متعودة ع القصر هنا .. ايه اللي يخليها بقي تهرب من المكان اللي هي عايشة فيه ! اكيد فيه سبب !
فؤاد .. اخيرا اتكلمتي ! كان نفسي اسمع صوتك زي اخواتك
رضوي .. ما هو سلمي بصراحة كلامها قليل جدا وفي الحدود .. الكبيرة بقي العاقلة اللي فيهم
فؤاد .. ربنا يخليكم لبعض
رضوي .. يااررب ويبارك في حضرتك دايما
سهام .. هو مفيش لعب في القصر هنا ولا ايه يا عمو !
فؤاد .. لا فيه طبعا
سهام .. هي فين بقي اللعب دي !
فؤاد .. حاضر
ثم ينادي علي عم حسن كبير الخدم
فؤاد .. يا حسن
حسن .. اوامر سعتك
فؤاد .. من فضلك وصل البنات لأوصة اللعب اللي فوق وشوفهم خلصوا العشا ولا لسة
حسن .. حاضر يا فندم .. تعالوا يا بنات
رضوي .. مكنش ليه لزوم دا كله سعتك !!
فؤاد .. ازاي .. دا انتم ضيوفي الغاليين .. المهم بقي قلتي ايه في الكلام اللي انا قولتهولك
رضوي .. بصراحة انا محتارة !! طب ممكن اسأل سؤال وياريت حضرتك متفهمنيش غلط
فؤاد .. اتفضلي .. انا قلتلك اني هجاوب علي كل اسئلتك وبكل شفافية ووضوح
رضوي .. هو حضرتك لا مؤاخذة لما تاخد البنات وتديني ٢ مليون دولار .. سيادتك هتستفاد ايه يعني !
فؤاد .. ما انا قلتلك يا مدام اني بحب اقتني كل حاجة جميلة وليها قيمتها مهما كانت .. انتي عرفة القط اللي هرب دا .. دا فصيلة نادرة جداا ودفعت فيه مبلغ كبير اوي وبالعملة الثعبة
رضوي .. ياااه !! طب سامحنا ارجوك البنت مش قصدها والله انه يهرب من ايديها
فؤاد .. ولا يهمك .. لأني عارل انه هيرجع هنا تاني ومش بعيد تلاقيه داخل علينا دلوقتي
وفجأة يدخل القط مرة اخري من تحت فتحة الباب التي هرب منها منذ قليل يبدوا عليه الانكسار والخۏف ثم يقترب من فؤاد وهو ينظر اليه كالطفل الذي فعل خطأ ويخشي العقاپ ثم يلعق في قدم فؤاد كي يطلب منه السماح ثم يحمله فؤاد وهو يقول
فؤاد .. مش قلتلك هيرجع !! اوعي تعملها تاني يا جيمي! .. هههههههه
رضوي مندهشة .. سبحان الله .. طيب بس انا برضوا مش قادرة استوعب الموضوع يعني .. اعذرني سعتك انا تعليمي علي ادي ودول بناتي اللي محيلتيش غيرهم في الدنيا
فؤاد .. طب انتي ايه اللي قالقك وانا هريحك
رضوي .. هو حضرتك هتديني المبلغ الكبير دا عشان تخليهم عندك ٥ سنين زي ما حصرتك قلت .. كل دا عشان هما حلوين يعني !!
فؤاد .. شوفي يا مدام رضوي .. الحقيقة ...
وفجأة تصرخ سلمي قائلة
سلمي .. الحقيني يا ماما !!
ضوي بفزع شديد .. سلمي بنتي بتصرخ ليه !
فؤاد .. مش عارف !! يلا بينا نشوف ايه الحكاية
ويصعد كلا من فؤاد ورضوي بسرعة الي الطابق الاعلي ليعرفوا ما الذي حدث وجعل سلمي تصرخ بتلك الطريقة المقلقة فيجدوا كلا من انهار وسهام يقفان امام دولاب اسود كبير وهم في حالة من الفزع الشديد
رضوي .. في ايه يا بنات ! سلمي بتصرخ ليه ! اومال هي فين !
انهار .. سلمي اتخطفت يا ماما !
رضوي .. اتخطفت ازاي انطقي !
سهام .. في واحدة بنت طلعت من الدولاب دا شكلها مرعب اوي يا ماما ووشها كله ډم !! قعدت تلعب معانا شوية باللعب دي وبعد كدا قالت تعالو نزحلق هناك ع الزحليقة وبعد كدا شالت سلمي وجريت بيها جوا الدولاب!! .. ومخرجتش تاني
رضوي .. انتي بتقولي ايه يا بنت ! اختكم فين !
انهار .. جوا في الدولاب!!
رضوي .. في الدولاب ازاي !
ثم تتوجه نحو الدولاب بكل حذر شديد وتفتح ضلفة الدولاب لتجد ملابس كاجوال لفتاه عشرينية .. تبحث في كل مكان داخل الدولاب فلا تجد سلمي
رضوي .. مفيش حد جوا الدولاب ! اختكم راحت فين انطقوا !
سلمي .. دخلت هنا والله يا ماما
فؤاد .. متقلقيش يا مدام رضوي .. اكيد مستخبية هنا ولا هنا
رضوي .. مستخبية فين بس ! سلمي !! انتي فين يا بنتي !
وفجأة تأتي سلمي من خلف الام قائلة
سلمي .. ايه يا ماما في ايه !
رضوي مندهشة .. انتي رحتي فين يا بنت !
سلمي .. كنت مستخبية تحت السرير !!
رضوي .. واستخبيتي ليه تحت السرير!
سلمي .. بلعب مع الاغبيا دول استغماية !! انتوا مش قلتوا يلا نلعب استغماية !
انهار متعجبة .. لا محصلش طبعا !!
سلمي .. يا سلام .. بتستهبلي انتي صح !
فؤاد .. طب الحمد لله انك بخير ..اصل ماما قلقت اوي عليكي !!
سلمي .. انا كويسة يا ماما مټخافيش
رضوي .. الحمد لله .. قلبي كان هايقف والله من الخضة عليكي يا سلمي
سلمي .. مالك بس يا ماما انا كويسة قدامك اهوه !!
فؤاد .. طب مش يلا بينا بقي عشان نتعشي
رضوي .. لا خلاص احنا اتأخرنا اوي ولازم نمشي
فؤاد .. بقي دا كلام
! تمشوا من قبل ما نتعشي سوا ! وبعدين احنا لسة مخلصناش كلام .. يلا اتفضلوا السفرة جاهزة
وبعد تناول العشاء ترغب رضوي في عودتها الي المنزل ووعدت فؤاد بالتفكير في الامر والرد علي طلبه في اسرع وقت .. وبعد ان عادت الام وبناتها الي المنزل .. لاحظت رضوي ان سلمي ليست كعادتها .. يبدوا عليها التعب والارهاق والميول الي النوم
سلمي .. ماما انا تعبانه اوي وعايزة انام
سلمي .. ايه مش هتسهري معانا زي كل يوم ! دا فيلم حلو اوي في التليفزيون انهارده هيتعرض لأول مرة
سلمي .. لا تعبانه جداا .. اسمعوه انتوا بقي وابقوا احكهولي .. تصبحوا علي خير
رضوي .. وانتي
