المزارع
المزارع
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
ودعة و اخواتها السبعة
الفصل الاول
امرأة تعيش مع زوجها المزارع في قرية نائية ولقد رزقها الله سبعة أولاد و كانت دائما تدعو الله ليتم نعمته عليها ويهبها بنتا جميلة تساعدها في أعباء البيت و تحن عليها عندما تكبر في العمر
مرت عليها سنوات على هذه الحالة ومرض زوجها وماټ وتحسرت عليه لكن في أحد الأيام أحست بالحمل وشكرت الله ووعدت أن تطبخ صينية كبيرة من الطعام وتوزعها على الفقراء والمحتاجين في القرية إن كان المولود أنثى
وقال إخوتها إن كانت بنتا فسنكرمها و ندلللها ونعطيها كل ما تطلب وإن كان صبيا تركنا المنزل فلا نريد أخا ثامنا يقلقنا بشقاوته ونحن لا يمكننا أن نتفق على شيئ فما بالك بأخ آخر معنا
ويشاء الله أن يحقق حلم المرأة فرزقها بنتا غاية في الحسن والجمال سمتها ودعة وعندما أرادت الجارية التلويح بالمنديل للإخوة الذين ينتظرون في الخارج قال لها زوجها لوحي لهم بالمنجل وهكذا يرحلون من هنا ونأخذ نصيبنا من خيرات المزرعة ونبيع منها ما شئنا
وعندما نجمع مالا كافيا نرحل من هنا ونأخذ حريتنا .فكرت الجارية قليلا واعجبتها الفكرة ولوحت لهم من بعيد بالمنجل فجمعوا حاجياتهم ورحلوا وتأسفت أمهم أشد الأسف
رحلوا ذات يوم وتركوا دمعة أصبحت الدار مظلمة يضيئها نور شمعة جيادهم سبعة كأنهم الفرسان في قلعة
كانت دائما ودعة تسمع هذه الأغنية ولا تفهمها وعندما كبرت قالت لأمها وراء غنائك سر أحب أن أعرفه حاولت الأم التهرب من الجواب وفي النهاية حكت لها قصة إخوتها الذين رحلوا دون أن تعرف سببا لذلك
قالت لأمها إن أذنت لي سأرحل للبحث عنهم وأرجعهم إلى الدار
أجابت الأم هذه والله أمنيتي سأرسل معك العبد والجارية وسأعطيك منجل أبيك فهو مسحور إذا وضعته على الأرض يعطيك الإتجاهات الأربعة
في الصباح رحلت ودعة مع العبد والجارية وكان المنجل يدلها على ناحية الشمال وخشي العبد أن تجد البنت إخوتها في القرى الغنية الموجودة هناك
وعندما نامت أخفى ذلك المنجل السحري ووضع مكانه واحد آخر وجده ملقى على الأرض لما استيقظت ودعة لتواصل طريقها لم يتحرك المنجل كعادته لكن العبد أشار إلى الشرق
وقال لها الشمال من هنا لم تكن ودعة تعلم أن في آخر الطريق كانت توجد غابة كبيرة كان العبد ينوي القدوم بها هناك وتركها تضيع فيها .
نزع العبد اللافتة ودخل مع الجارية عين السادة واستحما فيها
ودخلت ودعة عين العبيد وعندما خرجت أصبح لونها أسود وشفتاها غليظتين أما العبد و الجارية فتحول لونهما إلى البياض وأصبح شعرهما أشقر وعيونهما فاتحة
عرفت ودعة أن العبد إحتال عليها وأن موقفها أصبح صعبا ودفعها بقسۏة في ظهرها وقال لها تقدمي لقد كانت فكرة البحث عن إخوتك سيئة
سأقودك الآن إلى الغابة وعليك أن تتدبري أمرك وحدك استعطفته ودعة وبكت دموعا حارة لكنه كان قاسېا لا يرحم
ودعة_وأخواتها_الجزء_الثاني
...... بينما عرفت ودعة أن العبد إحتال عليها وأن موقفها أصبح صعبا وقال لها سأقودك الآن إلى الغابة وعليك أن تتدبري أمرك وحدك استعطفته ودعة وبكت دموعا حارة لكنه كان قاسېا لا يرحم
في تلك الأثناء خرج سبعة من الصيادين ومعهم ظبي سمين ولما رأو العبد والجارية ظنوهما من الأشراف ودعوهما إلى بيتهم كان البيت كبيرا ومقسما إلى سبعة غرف كبيرة كل واحد من الإخوة له غرفة يعيش فيها مع إمرأته
وهناك قاعات للجلوس والأكل والضيافة كان لهم قطيع كبير من المعز والأغنام وعندما تأملهم العبد عرفهم فلقد كانوا إخوة ودعة وقال للجارية ما أغرب الصدف لقد خرجوا منذ عشرة سنوات لكن تشاء
الصدف نجدهم أمامنا قرب الغابة
لماذا إختاروا هذا المكان البعيد لا بد أن أعرف السر فمالهم يبدو وفيرا ودارهم عظيمة كالقصر طبخت النساء الظبي وأعددن أقراص الخبز وجلس الجميع للأكل والشراب
وكانت ودعة المسكينة تخدمهم وتقطع اللحم وتملأ قلة الماء كلما فرغت وعندما إنتهوا من طعامهم جائت وأكلت ما تبقى في الصحون ثم مسحت المائدة وخرجت أمام الدار وبدأت تغني
كانت ودعة تخرج كل يوم تجلس تحت شجرة كبيرة وتغني وكانت الكلاب والقطط والطيور تجتمع حولها وتستمتع بصوتها الحنون كان للفتى الأصغر قط يحبه كثيرا
لكنه لاحظ أنه يختفي دائما بعد الغداء ثم يعود إليه وأراد أن يعرف أين يذهب هذا القط الخبيث في اليوم الموالي تبعه ورآه يجلس في حضڼ ودعة
كانت البنت تمشط شعرها وتغني فاختبأ وراء شجرة إستمع إلى غنائها فطرب لعذوبته وقال في نفسه هذه البنت مهذبة ورقيقة وليس لها عادات العبيد ترى من تكون لا أدري لماذا أحس بشي غريب كلما أنظر إليها سأذهب وأسألها عن أمرها
إقترب منها وعندما رأته إبتهجت
قال لها هل تقبلين أن أجلس بجوارك
أجابت على الرحب والسعة
قال لها كأنك تبحثين عن إخوتك هل هذا صحيح
ردت نعم
قال من أي البلاد أنت
قالت من قرية الجبل
زاد تعجب الفتى وقال ونحن أيضا من تلك القرية وقد تركناها من زمن بعيد كانت ودعة تحس أن السبعة فتيان هم إخوتها لكن لم تجرأ على سؤالهم فلقد كانوا ينفرون منها ثم تشجعت وقالت له أنا إبنة عيشة القبائلية
صاح الفتى لي أخت وأنا لا أعلم تعالي ياودعة أضمك إلى صدري بكيا طويلا حتى تناثرت دموعهما على الأرض.
سألها لماذا أنت على هذه الحالة
قصت عليه ما وقع من العبد اللئيم وكيف أدخلها لعين العبيد وحاول التخلص منها في الغابة كن أخوها يسمع بإنتباه ثم قال إن أعلمت إخوتي فلن يصدقوني
لقد عرف ذلك العبد كيف يستميلهم وقال لهم إنه من كبار تجار الأقمشة وسيأتيهم بأفخر الأثواب لزوجاتهم أما بخصوصك فقال إنك وصيفة زوجته
قالت ودعة إنه لعين و يسعى للتخلص مني لكي تصفو له الأمور في مزرعتنا وأنا واثقة إنه يدبر لكم أمرا بعدما عرف بوجودكم كلنا الآن في خطړ
أصبحت أشك في أنه من قتل أبي و من أبعدكم عن دارنا أجاب الأخ الأصغر سأنصب له فخا وأكشف كذبه لإخوتي والويل له
في الغد جمع الفتى إخوته والعبد والجارية وقال لهم سترون اليوم أجمل الكنوز بعد قليل سيدخل أخونا الأكبر وبيده قلة صغيرة مليئة بالياقوت والزمرد و كالعادة لن أقول لكم من أين أتيت بها قام واقترب من الباب و رش على الأرض زيتا عطرا
ففاحت في القاعة رائحة الياسمين عندما جاد الأخ الكبير لم يفطن لبقعة الزيت فزلق وسقطت القلة من يده وانكسرت . أسرع العبد والجارية ينظرون إلى المجوهرات البديعة