رحلة الآثام بقلم منال سالم
رحلة الآثام بقلم منال سالم
صمت لحظي لا أعلم بالضبط أحس بلهيب الشوق يندفع مع نبرتها فعقب بهدوء وعيناه تمنحاها وعدا صامتا بإمكانية حدوث ما ترجوه بالطبع عزيزتي ديبرا استأذنت بالذهاب بعدما تذكرت أن تلقي التحية على تهاني كنوع من اللباقة المصطنعة كانت الأخيرة في أوج ضيقها كزت على شفتيها محاولة كبت ما ينتابها من مشاعر ربما يمكن تصنيفها بالغيرة النسائية لكنها لم تعترف بهذا لنفسها وضعتها في خانقة الانزعاج من التجاهل والمعاملة ببرود بالكاد ألصقت بثغرها بسمة متكلفة واستطردت تتحدث عندما عاود الجلوس مجاورا لها لطيفة أوي راح يخبرها بأريحية رغم ملاحظته لأمارات التجهم المنتشرة في وجهها ديبرا زميلة قديمة ليا أعرفها بقالي كتير جدا بجد كانت مفاجأة حلوة إني أشوفها من تاني قالت كنوع من المجاملة الزائفة ده واضح ثم سألته في نبرة شبه تحقيقية بس شكل طريقتكم سوا بتقول إنكم قريبين من بعض صح ولا أنا غلطانة في تخميني أفهمها ببساطة ممزوجة بالاستفزاز الناس هنا أساليبهم مختلفة في التعبير عن مشاعرهم ممكن احنا بطباعنا الشرقية نبقى متحفظين على شكل الطريقة المتجاوزة شوية بس هما بيعتبروا أسلوبنا لو مش زيهم نوع من الرجعية والتخلف فمتستغربيش لما تلاقيهم بيتعاملوا بودية زيادة هي دي ودية دي ناقص تنام معاك استرخى أكثر في جلوسه وقال المهم أنا في النهاية تبقى علاقتي كويسة بالكل تظاهرت بالابتسام وهي ترد تمام مافيش مشكلة ثم أولته ظهرها وادعت انتباهها الكامل لمن صعد على المنصة فقالت بملامح جادة للغاية شكل المؤتمر هيبدأ خلينا نركز فيه أحسن أمسك بكأس مشروبه ليرتشف منه القليل معلقا اللي يريحك وقف كلاهما أمام باب المسجد الأمامي يستقبلان المباركات بابتهاج وابتسام كان النصيب الأكبر في التهنئة ل فردوس فالنساء أحطن بها من كل جانب لمشاركتها فرحتها وراحت الزغاريد تصدح في الأرجاء قبل أن يقوم أحدهم بتوزيع الشربات على المتواجدين تقدم عوض لتهنئة العروس قائلا برأس خفيض ألف مبروك وعقبال الليلة الكبيرة ردت بتعابير تعبر عن فرحة حقيقية كتر خيرك وربنا يرزقك إنت كمان بواحدة كويسة تسلميلي يا خالتي ربتت على جانب ذراعها واستحثتها شدي حيلك بقى وشوفي اللي ناقص عاوزين جوازتك تتم على طول أطرقت رأسها في حياء خجل وردت وقت ما سي بدري يقول ما إن سمع الأخير اسمه يردد حتى دنا منهما متسائلا في مزاح خير بتجيبوا في سيرتي ولا إيه بلا تردد أخبرته أفكار في رنة حماسة تغلف نبرتها عاوزين نشوفكم ياخويا على فرشة واحدة قريب تبسم معقبا إن شاءالله يا خالة أطلقت ضحكة مرحة قبل أن تميل بوجهها ناحيته لتهمس له في عبثية وكأنها تحفز فيه مشاعره كرجل للظفر بليال ملاح مع عروسه اتجدعن ولم مراتك في حضنك عشان تدوق طعم السعادة اللي بجد تحرج من تجرؤها وقال وهو يخفض رأسه ربنا ييسر كبيركم شهر يا ابني معنداش حد يطول عن كده في كتب الكتاب تدخلت والدة العريس قائلة بجدية وهي تقوس فمها في شيء من التبرم هو هيروح منها فين يعني ما هي اتكتبت على اسمه خلاص ردت عليها أفكار بتعبيرات بشوشة غير مكترثة بتجهمها ربنا يصلح حالهم سوا ويبعد عنهم أي شړ نظرت لها بتأفف قبل أن توجه كلامها لابنها صائحة بتذمر مش كفاية واقفة يا ابني في الطل أنا رجلي مابقتش شيلاني هز رأسه هاتفا حاضر يامه ثم أشار لزوجته لتتحرك معه مردفا بينا يا فردوس قبل أن تعلق الأخيرة ذراعها في ساعد زوجها لكزتها والدته دافعة إياها للخلف وهدرت في احتجاج ناقم ياختي متسربعة على إيه اسندني أنا يا بدري بقولك مش قادرة أقف على حيلي نظرت لها فردوس مذهولة وبشفتين منفرجتين فلم تعبأ بها حماتها ووكزتها مرة أخرى لتبعدها عن محيطها قائلة بنوع من الإهانة وبصوت مرتفع ولافت للأنظار أيضا حاسبي شوية مايتبقيش لازقة زي البق كده تجمدت في مكانها مصډومة مما حدث بشكل فج تسبب في إحراجها أمام الحاضرين خاصة تعالي يا دوسة متزعليش نفسك سرعان ما ترقرقت الدموع في عينيها تأثرا بهذه الحدية الغريبة فحاولت خالتها تهوين الأمر بإخبارها في صوت خفيض وقد تأبطت ذراعها هي بس عاوزة تعمل عليكي شغل الحماوات عشان تضايقك بس ولا يهمك إنتي ليكي في الآخر إنه ينام في حضنك تعلقت أنظار فردوس بظهر زوجها ورأت كيف يشارك والدته الضحك والهزار وكأنه تناسى أمر إحزانها تماما مما جعل صدرها يوغر بالضيق والهم شدت أفكار