بين غياهب الاقدار
قناع الجمود الذي غلف نبرته حين قال باختصار
عمى محمود والد فرح و جنة كان عايش معانا في الصعيد لما كانوا البنات صغيرين و حصل شوية مشاكل بينه وبين جدي و سافر و ساب البلد و عاش بعيد عننا و للأسف ماټ قبل ما يتصالح مع جدي و من وقت مۏته و أنا بدور علي فرح و جنة و الحمد لله لقيتهم..
كان يتعمد اختصار حديثه ليستفز ذلك الۏحش الذي يحاول بشتي الطرق إخماد غضبه الذي تجلي في عروقه النافرة و عينيه الداكنة و التي تحوي رغبة قوية في لكم هذا الرجل و محو تلك الابتسامة البسيطة المرتسمه على فمه الذي لم يعطيه كل ما يريده ولكنه نجح كعادته في السيطرة على ما يعتمل بداخله قائلا بسخرية يشوبها الكثير من الجفاء
ياسين باختصار
بالظبط.. و لو مش مصدقني اعتقد انك تقدر تتأكد من كلامي. و لا ايه يا سالم بيه معقول يكون السيط دا كله فنكوش !!
كانت جملته الأخيرة كعود ثقاب على أرض مشبعة بالوقود لم يكن ينقصها سوى شرارة واحدة حتى تشتعل بنيران لن ينجو من بطشها أحد ولكن جاء تدخلها السريع في اللحظة القاټلة حين شاهدت تغير ملامح سالم الي أخرى مرعبة فهبت قائلة
كان بعينيها نظرات ضائعه مرتبكه لا يعلم ما بها لأول مرة يقف عاجزا هكذا أمامها نفذ صبره الذي ظن أنه ليس له آخر و لكنها استنفذت كل ذرة جلد لديه فود لو يهزها پعنف ملقيا كل تلك الأقنعه التي أجبرته علي ارتدائها حتي يستطيع التعامل معها و بالنهاية لم تفلح أيضا و لأنها كانت بداخلها تتضرع الي ربها حتي يمر هذا الامر بهدوء فقد أتاها صوت مروان المنقذ و الذي شعر بتلبد الأجواء حولهم حين قال ساخرا
زجرته امينه بنظراتها قبل أن تقول بوقار
احنا اتشرفنا بيك يا دكتور ياسين. و كونك تبقي خال حفيدي دا شئ طبعا يفرحنا..
تحديث ياسين بلطف
دا من ذوقك يا حاجه..
لم تتمهل حتي يعاد تدوير الحديث مرة أخرى بل سارعت بالقول
ياريت. و أهو بالمرة نكسب وقت..
لامست كلماته أوتار غضبه فقال باستنكار
يعني ايه تكسب وقت مفهمتش!
ياسين بتوضيح
يعني يا سالم بيه حضرتك اكتر واحد تعرف الأصول و الأصول بتقول أن مينفعش بناتنا تقعد عند ناس غرب اكتر من كدا..
كان الأمر برمته كارثي منذ أن وطأت أقدامه المشفي و الإعلان عن هويته إلى تلك الحقائق الصاډمة ولكن كانت نيته في انتزاعها منه أشبه بانتزاع قلبه من مكانه لذا تجاهل كل شئ و
اسمعني كويس عشان شكلك متعرفنيش. محدش هيمشي و لا هيروح في أي مكان . و لحد ما اتأكد من الأفلام الهندي دي مشوفش وشك قدامي
نجح بجدارة في اغضاب خصمه و الذي ناطحه بقوة قائلا
خلى بالك من كلامك..
زمجر سالم مقاطعا
انا عارف كويس بقول اي و اللي بقوله هو اللي هيمشي و خلي بالك حتي لو كلامكوا طلع صح ابن الوزان هيتربى وسط أهله. دا شئ مفروغ منه
ابنكوا محدش يقدر يمنعوا عنكوا زي ما انت متقدرش تنمنع بناتنا يرجعوا لأهلهم . لو ليك فاانت عليك. و الوضع هنا ميسمحش بالكلام و اعتقد انك فاهم قصدي كويس.
لم يخلق من يقف أمامه أو هكذا ظن لذا احتدت لهجته وقال بټهديد مبطن
و عشان فاهم قصدك بقولك محدش هيروح في أي مكان. هيفضلوا معانا و تحت عنينا. و لو انت مش فاهم فدي مشكلتك.
صدق حدسه فقد ظن أن هناك شئ من البدايه في نظراته لفرح لم يريحه لذا تابع بدهاء
بالرغم من ان كلامك مرفوض بالنسبالي بس لو هنتكلم عن جنة و ابن اخوك فهلتمسلك العذر . انما فرح متجمعهاش معاهم. ملهاش مكان وسطكوا مكانها وسط عيلتها.
نجح في ڼصب المکيدة للوحش و لم يحسب حساب لضراوته في الحصول علي مبتغاه فخرج زئير سالم مع اقترابه خطوتين ليبقى علي بعد عدة سنتيمترات من ياسين الذي لم تتحرك بداخله خلية واحدة على الرغم من تفاجئه بسالم الذي هدر پعنف
فرح تخصنا زي ماجنة تخصنا بالظبط..
ياسين بقوة
وضح كلامك. عشان معناه مش مفهوم بالنسبالي.
سالم مغلولا
فرح خطيبتي!
انكمشت ملامحه پغضب و لم يجبه إنما نظر إلى تلك التي كانت تتابع ما يحدث بقلب مړتعب و لأول مرة بحياتها تشعر بالضعف للحد الذي جعلها تريد الهروب من المكان بأكمله فنظرات هذان الۏحشان مرعبة بحق و كل منهما ينتظر أن تنحاز له و هي تخشي النتائج فكانت تتضرع داخليا الي ربها أن ينقذها و لكن زاد الطين