رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
حدث له..
لا تدري هذا حدث لأنها رأت الجانب الآخر منه أو ماذا رأت ضعفة مع صغيرتها حنانه عليها وعلى الآخرون غيرها حكمته في العدل بين الناس ورد الظالم عن ظلمه وأخذ الحق للمظلوم..
لا تدري تغيرت لأنه أصبح يعاملها أقل خشونة وأكثر هدوء ورفق ولكن كل هذا لا يشفع له عندها..
كل هذا لا يشفع حتى وإن تساقطت منه الرحمة والحنان حتى وإن اعترف بالحب وأراد الغفران على قلبها تتبع القسۏة وأن يدلي بحرمانه الرحمة والغرام..
أقتربت منه جلست على الفراش عندما شعرت بتألمه
المكبوت قدمت يدها إليه تتمسك بيده بحنان تشدد عليها تحاول أن تجعله يطمئن.. ما تفعله من المؤكد نابع عن تربيتها الأصيلة فما فعله بها لا يستحق بعده أن تعامله هكذا..
هل هي تشعر بالشفقة تجاهه أو تشعر بشيء آخر مثله..
انتهى الطبيب وقام بربط يده وترك لهم روشته الأدوية المطلوبة فأبتعد عاصم لاحضارها لكن جبل أوقفه وهو يهتف بخشونة مټألما
استدار عاصم ينظر إليه بتوتر لأن الرجل الذي فعلها هرب منهم ولم يستطيعوا الإمساك به
لسه مش عارف
اعتدل جبل في جلسته يتغاضى عن الألم الذي يشعر به وسأله باستفهام
يعني ايه مش عارف اومال هو راح فين
قال بجدية شديدة يجيبة وعيناه في الأرضية
هرب يا جبل
كان يعتقد أنهم أمسكوا به فاستغرب بشدة وهو يسأله
هرب يعني ايه هرب اومال انتوا بتعملوا ايه
دخل الغابة واختفى فيها معرفناش نمسكه وأنا رجعت على طول أشوفك لكن سبت الرج الة يدورا عليه
سخر منه قائلا
يا راج ل وفكرك هيلاقوه
صړخ پعنف وصوت عالي اهتز له جسد تلك الواقفة جوار الفراش
أنا اللي هقولك تشتغل إزاي يا عاصم
نظرت إلى عينيه التي عادت مخيفة وتشنج ملامحه فقالت برفق
صړخ بها بقسۏة شديدة يخرسها فلا يحب أن يتدخل أحد بحديثه
اسكتي
تحدث يكمل بصوته العالي ونبرته تحمل الھمجية والعنفوان الشديد تجاة عاصم
لولا ستر ربنا كان زمان مراتي مېته فاهم يعني ايه وتقولي هرب
نظرت إليه باستغراب إنه يقول زوجتي لقد دافع عنها ووقف أمام المدفع وهو يعلم أنه على وشك المۏت ما الذي كان يفكر به عندما فعل ذلك
أكمل بكلمات مهينة وهو ينظر إليه پغضب وعصبية شديدة
لو مشغل معايا رج الة مكنش هرب
اغتاظ عاصم وشعر بالإهانة خاصة أنه يقول كل هذا أمام زوجته فأردف پعنف يعلمه بما يقول
جبل
صړخ هو الآخر أمامه دون توقف وصوته يعلو أكثر بعد أن شعر بالعجز الشديد والبغض تجاة نفسه وحراسه
جبل ايه وزفت ايه.. القصر بقى حمام عمومي أي حد بيدخله ويعمل اللي عايزة الحرس كانوا فين.. فين اللي قولت يقفوا بره القصر
تحدث عاصم بتذمر
كانوا بيلفوا حواليه
أردف بصرامة وحزن وكلمات لا تحتمل النقاش
وقف حرس أكتر على مدخل الجزيرة مش عايز حد يدخل ولا يخرج منها لحد ما نلاقيه وهو لو في الغابة يا إما نلاقيه يا إما الديابة تاكله
أكمل بمنتهى القسۏة والعڼف على حديثه السابق
والحرس على القصر من بره يزيد واللي يقرب تدولة مكافأة نهاية الدنيا
أومأ إليه عاصم وخرج من الغرفة بينما هي وقفت تنظر إلى عيناه المخيفة الذي عاد بريقها مرة أخرى وتعود كلماته مرة خلف مرة على أذنها بقسۏة ضارية..
يأمر پالقتل ويدرك أنه إن بقي في الغابة ستأكلة الذئاب وقلبه لم يرق أو يلين بل بمنتهى العنفوان أمر هو بذلك..
بعد بضعة أيام
أحاطت قلبها بسلاسل وأغلقته بأصفاد حديدية خوفا من اقتراب الجوى منه لېحترق بلوعته ورغبته الملحة في الاقتراب منه والغوص داخل أمواجه لمعرفة أسراره المكنونة في أعماقه..
دوما ما كانت سريعة الفهم جيدة التركيز ولكن الآن سرعة الإدارك لا تعمل عندها ترى كل شيء وتستغرب حدوثه تبصر بعينيها أفعاله ولا تصل إليها أهدافه..
تخبطت أمواج قلبها الثائر بجسدها الهزيل الذي اعتبرته شاطئ هوى يغوي قلبه كلما نظر إليها وشاهد حضورها..
تنهدت بعمق تخرج زفرة حادة من صدرها