رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
ولكنه الآن زوجها فحلال أن تقول ما يهواه وربما هو الآخر يقول ما تريد الاستماع إليه
ايه هي..
أبعد يده وابتسم بهدوء ليبتعد عن الحديث هذا حتى لا يلفت نظرها لشيء يريده فتفعله فقط لأنه يريده
كده ابقى بغششك... لازم تيجي منك
أبتعد عن هذا الحديث نهائيا وهو يشير إليها بيده لتنظر إلى الشقة ويلهي عقلها عن كلماته
تعالي ياستي نلف الشقة من أول الباب
هي لن تفعل أي شيء إلا أن كانت مقتنعة به وتريد فعله عن حق لو هي لم تحبه إلى الآن فلن تقول أي شيء ولن تفعل أي شيء يدل على ذلك من الأساس عليه أن يفكر قليلا ويبدأ من نقطة البداية خاصته لتستكمل هي الطريق..
هنا الډخلة بتاعت الشقة فيها الكرسي الكبير ده ودي الصالة الكبيرة فيها ركنه والعفش اللي بينهم أهو قدامك
نظرت إلى كل ما يتحدث عنه وهي تقول داخلها كلمات الذكر بسبب جمال الشقة التي الآن لفتت نظرها إليها ألوان الحوائط هادئة وجميلة والمفروشات بالأرضية راقية تتماشى مع الألوان والأثاث.. بداية الشقة صالة واسعة بها مقعد كبير وثير مظهره رائع تدلف على صالة أخرى غيرها بها ركنة ملتفة حول حوائط الصالة الثلاثة لونها
تقدم إلى الجهة اليمنى من الشقة ودلف إلى ممر صغير أمام الغرف والأبواب المغلقة
هنا بقى المطبخ وأنت دخلتيه والحمام بردو واوضه النوم
لم يدلف أي منهما لأنها بالفعل ولجت إليهم ورأت ما بهم كان ممر على الناحية اليمنى منعزل عن باقي الشقة مختفي ما بداخله عن الأعين بالخارج به المطبخ والمرحاض جوار بعضهم وعلى مسافة صغيرة غرفة النوم عاد مرة أخرى إلى الصالة ومازال يتمسك بيدها وهي تسير جواره ودلف إلى الجهة اليسرى للشقة وأول غرفة دلف إليها كانت غرفة الأطفال الصغيرة
ولج إليها معها بعد أن فتح الباب وأشعل الأضواء لتنظر إلى الأثاث باللون الأبيض الجميل الذي يظهر وكأنه لأول مرة يوجد.. الغرفة بها فراشين صغيرين وخزانة صغيرة أيضا ومرآة وعلى الحائط رف صغير في الخلف يحمل بعض التحف وكم كانت جميلة ورائعة تشعرها باللطف الشديد ناحية وجود أطفال هنا..
وهنا الصالون شوفتيه
خرج منها سريعا لأنها رأته قبلا ليدلف إلى الغرفة المجاورة لغرفة الصالون
ودي آخر حاجه السفرة... آه نسيت أن فيه بلكونه في الصالة بره وفي بردو في الصالون أهي
نظرت إلى غرفة السفرة التي كانت تحتوي على سفرة لونها بني غامق مائل للاسود كباقي الأثاث ويحاوطها ستة من المقاعد متقابلين وخزانة النيش موجودة بها أيضا..
شقة صغيرة ملك لوالده يمن على أهلها بها
مكنتش متخيلة أصلا إن العفش هيبقى حلو أوي فيها كده.. ده تحفه ما شاء الله
تقدم منها ليقبل أعلى رأسها قائلا بحنان هائل وعشق يتضاخم داخله كلما نظر إلى عينيها العسلية
تتهني فيها وأنت معايا يا وحش
ابتسمت بوجهه بحب تود لو يراه دون حديث بينهم لتوضح الرؤية لكليهما سار إلى غرفة الصالون مرة أخرى وهي خلفة ثم رفع صينية الأطباق الفارغة من على الطاولة وهتف بسخرية ضاحكا وهو يتذكر عبثه مع ابن عمه
الولا سمير أكل الجاتوه
زفرت بهدوء وهي تجيبه بابتسامة هادئة
يا جاد حرام عليك بجد أنت ليه بتحب تحرجه كده
نظر إليها وهو يضع الأطباق في حوض الغسيل بعد أن دلف للمطبخ وأردف بتهكم صريح وكلماته تدل على أن هناك بينهم شيء خفي
هو ده بيتحرج اسكتي أنت متعرفيش حاجه
نظرت إليه باستغراب متناسية حديثهم عن ابن عمه عندما رأته يغسل الأطباق أمامها دون وجود أدنى مشكلة منه
أنت بتعمل ايه سيب وأنا هعملهم وهحضر الغدا
نظر إليها ومازال يقوم بعمله مع الأطباق أسفل المياة وأردف بمرح ومزاح معها وهو يخبرها كيف سيكون في الأيام المقبلة عليهم
طول ما أنا فايق ورايق كده هساعدك في المطبخ وطول ما أنت في حياتي هبقى فايق ورايق يعني هساعدك على طول... ولا عندك اعتراض
استندت بظهرها على حائط المطبخ أمامه ورفعت إحدى قدميها تستند بها لتظهر القدم الأخرى بسخاء ووضعت يدها الاثنين خلف ظهرها ليضيق القميص عليها أكثر وتصبح مغرية أمامه بشكل لا يصدق
لأ يا سيدي براحتك
ابتلع ما وقف بجوفه لتتحرك تفاحة آدم خاصته المغرية بالنسبة إليها وأخذ يمرر بصره على كامل جسدها بدقة وأردف بخبث
ما تيجي أقولك حاجه
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه منتظرة منه أن يتحدث
قول
ترك ما بيده وغسلها أسفل المياة ثم أغلقها وفي لمح البصر أمامها كان ينحني إلى الأسفل ليرفعها على ذراعيه بقوة وهو يبتسم بمكر والخبث يظهر في نظراته لها
لأ مش هنا... دي حاجه سر مش هينفع الحلل والكوبيات تسمعها
السعادة والراحة طلما كان هو جوارها وتخلى عنها الخجل ليترك مساحة لتلك الأنثى القابعة داخلها وتجعلها تخرج ليراها ذلك الزوج الحنون العاشق لها دون علم أحد حتى هي..
لقد وضعت نفسها في مأزق عندما تزوجت ذلك الفقير الوضيع حذرتها صديقتها وكل من حولها بأن لا تتزوجه ليس له أصل ولا تعرف له أحد عرفته وحيد وهو إلى الآن كذلك لم يكن جيبه يحتوي على مئة جنيها ولكن الآن أصبح ممتلئ بالمال بفضلها..
أصبح يملك قناة شهيرة على التلفاز يعمل بها كل من لديه شأن من ممثلين ومقدمي البرامج وغير ذلك أصبح رجل مهم وسط زملائها ووسط الجميع أينما يذهب يجد من يعرفه ويرحب به وكأنه رئيس يحكم دولة..
أغراها مظهره الوسيم وعنفوانه منذ خمسة سنوات وأحبت أن يكون ملك لها تتباهى به أمام الجميع وتتحدث بحصولها على رجل مثل هذا في شبابه وحيويته..
قدمت له القناة على طبق من ذهب نعم لم تكن ك الآن نهائيا وهو من عمل عليها وأسس كل شيء
بها لتكن بهذه الشعبية الكبيرة في البلدة بأكملها..
الآن هي ملت منه ومن وجوده معها تريد التحرر والابتعاد عنه حدثت فجوة كبيرة بينهم منذ سنة تقريبا عندما بدأ يظهر للجميع أكثر وأكثر وأصبح النجاح يحاوطه من كل جانب غارت منه وبشدة ورأته يزدهر وهي ينطفئ بريقها..
ظلت تتحدث دائما بأنه لا يملك شيء ولم يكن هذا الذي عليه الآن بل كان فقير ضائع كبيره في القناة أن يكون عامل تنظيف وهو كان لديه كرامة واحترام لذاته ولم يكن يعلم أنها كذلك إلا بمرور السنوات عليهم..
لم يقابلها منه إلا البرود التام!.. الذي أغاظها كثيرا وجعله
وضعت السېجارة بالمنفضة أمامها على الطاولة وأخذت الهاتف من عليه ثم أجرت إتصال به ووضعته على أذنها تنتظر رده عليها..
خاب أملها ككل مرة لا يجيب عليها زفرت بضيق واستهجان ثم أجرت الإتصال مرة أخرى
مقررة داخلها أنها لن تتوقف إلا عندما يجيب عليها..
على الناحية الأخرى كان هو ممد على الفراش في منزله الآخر مع زوجته الثانية شهيرة صديقتها!..
التي وجد الدفء بين أحضانها وعوضته عن حرمانه الذي وجده عند كاميليا لقد قدمت له الحب والاحترام والحنان في كل حديثها وأفعالها معه غير منتظرة أي مقابل مادي منه بل كل ما كانت تريده هو حبه فقط وأن لا يعكر صفوه بسبب ما تفعله به كاميليا..
أعتدلت زوجته في جلستها وهي تستند على مرفقها فوق الفراش لتتحدث بقلق وهي تنظر إليه
رد عليها يا عادل ليكون حصلها حاجه
استهزأ حديثها عن زوجته الأخرى وما الذي سيجري لها فهي هذه القوية بلسانها قبل أي شيء
هيحصلها ايه يعني!.. دي زي القطط بسبع أرواح
وضعت كف يدها على مقدمة صدرها حتى تستعطف إياه بلهفة ليجيب عليها الهاتف
طب معلش علشان خاطري شوف مالها
ابتسم بحنان وهو ينظر إليها واعتدل في جلسته على الفراش يستند بظهره إلى الخلف ومد يده إلى الكومود يأخذ الهاتف من عليه متحدثا بنبرة رقيقة تليق بها
علشان خاطرك بس
فتح الخط عليها ووضع الهاتف على أذنه ببرود ليردف بتهكم وسخرية يملؤها البرود
أيوه.. مالك.. مش صابره ليه
استمع إلى صوتها على الناحية الأخرى يأتي بحدة
أنت فين
وأنت مالك
استشعر ضيقها من حديثه الفظ وزفرتها العالية قبل أن تردف بحدة وعصبية
يعني ايه وأنا مالي.. لأ مالي ونص تعالى دلوقتي حالا على البيت عايزاك
ابتسم بسخرية واضحة حتى أن زوجته شهيرة استغربت ذلك ولكنها فهمت سخريته عندما أكمل حديثه معها
اوه بجد.. لأ لو كده مسافة الطريق وجاي
صړخت به عبر الهاتف بقوة ليبعد الهاتف عن أذنه وهو يستمع إليها
أنت بتستهبل بقولك عايزاك دلوقتي حالا
مرة أخرى يجيب ببرود قاټل ليفعل بها ما أراد رؤيتها به
معلش خلي الخناقة لبكره.. بالسلامة
أغلق الخط بوجهها ثم أغلق الهاتف كليا ووضعه على الكومود جواره كما كان ليستمع إلى صوت زوجته التي تحدثت بجدية
أنت ليه بتعمل معاها كده يا عادل مش قولت هطلقها.. هي طالبه الطلاق طلقها بقى وكفايه لحد كده أنت جننتها أهو
نظر أمامه إلى الحائط وغاب في ذكرياته البشعة معها ليتحدث پقهر وخذلان قد رآه على يداها
ولسه... ولسه هجننها أكتر أنت متعرفيش حاجه دي بنت مش هيعرفها غير اللي يعيش معاها
أعتدلت لتجلس جواره ووضعت يدها على كف يده عندما شعرت أنه يتذكر ما فعلته به ولأنه لديه احترام لذاته ولكرامته يعبث ذلك به دائما
طب ما تخلصها وتخلص نفسك
نظر إليها وأردف بقوة وتصميم على ما في رأسه بعدما واجهه معها
لأ أنا عن نفسي مرتاح كفاية وجودك جنبي يا شهيرة لكن هي لازم تدوق من نفس الكاس اللي دوقته ليا لازم تشوف المر بسببي.. أنا شوفت منها تهزيق وشتيمه وقلة قيمة من لسانها الزفر ده عمرك ما تتوقعيها بتعايرني إني مكنش حيلتي حاجه!.. وأنا كنت هعوز ايه من الدنيا غير ستر ربنا ورضاه عليا وأهو جعلها سبب علشان أكون في النعمة اللي أنا فيها.. بس دي واحدة لا تعرف ربنا ولا غيره لازم اعذبها زي ما عملت معايا لما كانت بتقل من قيمتي قدام الحوش بتوعها علشان تخليني أتنازل عن القناة اللي شقيت فيها ليل ونهار
ابتلعت ما وقف بحلقها بعد أن رأت تصميمه على الاڼتقام منها بعدم طلاقه لها وبروده معها الذي سيجعلها تذهب للجنون بقدميها أنها إلى الآن تخاف أن تكون تلك الصديقة الخبيثة التي سړقت منها زوجها
عادل أنت دلوقتي مش محتاج منها حاجه هي اللي ھتتجن