الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رحلة الآثام بقلم منال سالم

رحلة الآثام بقلم منال سالم

انت في الصفحة 23 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


سمعاني ولا حاجة ضحكت في سخافة وأخبرته بالكذب لا مؤاخذة أصلها عقبالك اتخطبت برقت عيناه في ذهول صاډم وردد بغير تصديق أفندم أكدت له بثقة تامة وهي تصيغ كذبتها بإتقان لتضمن بشكل تام إفساد أي محاولة للتقارب بينهما من جديد أه وخطيبها حمش أوي مارضاش يسيبها لواحدها عازبة كتير ده تلاقيه اتجوزها كرر في صدمة أكبر وقد ارتفع حاجباه للأعلى اتجوزت استندت بذراعها على إطار الباب الخشبي وقالت بلؤم خبيث أومال مفكر هي سابت السكن ليه ثم رفعت يدها الأخرى لتسوي شعرها الفاحم وهي تتابع بمكر عموما أنا في الخدمة لو عاوز حاجة أنا عشرية وعمري ما أقصر مع الناس اللي بحبهم حدجها بنظرة احتقارية قبل أن يوليها ظهره منصرفا دون أن ينطق بشيء فانتصبت في وقفتها مستنكرة هذه المعاملة الازدرائية لتهتف من ورائه في حدة إيه مافيش شكرا حتى ابتعد عن محيطها والصدمة تكاد تأكل رأسه المشحون استطرد محدثا نفسه في صوت متسائل ومغتاظ وهو يهبط الدرجات ببطء طب هي عملت كده ليه يتبع الفصل العاشر الفصل العاشر زواج أم كان وجهه واجما متكدرا ويظهر عليه الضيق الشديد لم يستوعب كيف لشابة معډومة الخبرة مثلها أن تنجح في التحايل عليه ومراوغته لمجرد التسلية الفارغة وهو سيد من يقوم بهذه الأمور اللئيمة ببراعة وفي النهاية تترك كل شيء وراء ظهرها وتتزوج بآخر دون أن ينال مبتغاه منها خرج من المدخل مستاء للغاية تنطلق من عينيه نظرات الحنق وزاد من إحساسه بهذا الشعور الناقم وجود ممدوح بالسيارة حتما لن يمرره دون سخرية أو استهزاء وهذا ما لا يحبذه مطلقا فأحب ما لديه أن يتغذى بداخله شعوري الغرور والسيطرة لا الانتقاص منهما ما إن رآه الأخير ظاهرا في مرمى بصره حتى فتح الباب وترجل من السيارة ليهتف متسائلا دون استهلال قابلتها رفض مهاب الحديث بشيء واتجه إلى موضعه خلف عجلة القيادة فتبعه رفيقه بنظراته الفضولية وهو يعلق باستخفاف شكلها ادتك الوش الخشب ثم أطلق ضحكة ساخرة منه ليستفزه أكثر قبل أن يتابع بنفس الوتيرة وهو يستقر مجاورا له وإنت الصراحة مش متعود غير على الحاجات الناعمة والطرية لم يطق تحمل سخافاته فاستطرد بصوت ثقيل وهو يدير المفتاح ليشعل المحرك تهاني اتجوزت حملق فيه مندهشا ليعلق بعدها بنبرته الذاهلة نعم إنت بتهزر صح رد في وجوم وهو يخفض الزجاج الملاصق لجانبه لأ زميلتها قالتلي كده مط ممدوح فمه متمتما غريبة لم يضف مهاب أي شيء وانطلق بالسيارة بعيدا عن المكان لكن ممدوح واصل التعقيب الهازئ من الأمر برمته فأردف ضاحكا باستمتاع مغيظ كده احنا الاتنين طلعنا برا اللعبة وهي اللي كسبت يا باشا نفخ رفيقه بصوت مسموع وحذره في غير صبر مش عاوز كلام زيادة مد ممدوح ذراعه ولكزه في جانب كتفه بخفة كأنما يمزح معه واستمر في تعليقه المستفز حقك تزعل أول مرة تخسر وقصاد مين واحدة مالهاش وزن ولا قيمة عند مهاب الجندي فقد آخر ذرات هدوئه فالټفت برأسه تجاهه وزجره في عصبية كفاية يا ممدوح أنا مش ناقصك تراجع الأخير عن مواصلة إغاظته وقال ملطفا بابتسامة سخيفة ماشي تعالى نشوف حتة نغير فيها جو دون أن ينظر ناحيته أخبره في لهجة حاسمة أنا هوصلك بيتك وبس لم يجادله كثيرا فأوجز في الرد وهو يسترخي في المقعد كما لو كان الأمر يروقه بشدة براحتك اختطف بين الحين والآخر نظرة عابرة نحوه غير مبال إن كان يراه رائق المزاج أم لا فهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بنشوة الانتصار عليه في شيء وإن كان من وجهة نظره المتعجرفة حقېرا لعب الشيطان برأسها فوسوس لها بفكرة چنونية وهي التفتيش في أغراض هذه الوافدة المستجدة إذ ربما تتمكن من معرفة أي شيء عنها خاصة مع تحفظها الغريب والذي يثير في نفسها الاسترابة والشك استغلت نزيهة فرصة وجود تهاني في الحمام لتستحم فتسللت إلى غرفتها بعدما تأكدت من عدم متابعة أحد لها وأخذت تمعن النظر في متعلقاتها الشخصية بوقاحة فجة وهذه الابتسامة المستهزئة تعلو زاوية شفتيها لم تقم بإعادة ما أمسكته إلى مكانه تركته بإهمال وهي تقول بس فالحة تعمل نفسها بنت ذوات ومافيش منها اتنين وهي عدمانة لفت نظرها الحذاء القيم المتروك أسفل تسريحة المرآة سارت تجاهه وانحنت لتلتقطه رفعته إلى عينيها وتأملته بإعجاب وهي تحادث نفسها دي الحاجة العدلة اللي عندك تستاهل إن الواحد يشوفها عليه جلست على طرف الفراش وبدأت في تجربة قياسه على قدمها لكنها لم تستطع إدخاله بسبب كبر حجم قدمها ألقته في عصبية أرضا نحو التسريحة وهي تغمغم بتأفف إياكش يتقطع وجودها لم يعد ضروريا لهذا كما دخلت خلسة خرجت دون أن يمسك بها أحد لتنضم إلى زميلاتها الجالسات في الصالة وكأنها لم تفعل شيئا في تلك الأثناء كانت تهاني قد انتهت لتوها من الاستحمام وتجفيف شعرها ورغم أنه ما زال رطبا إلا أنها فضلت جمعه برابطة رأس حتى لا يصير مهوشا تسمرت عند عتبة غرفتها ناظرة بحدقتين متسعتين في ذهول مستهجن عندما رأت الفوضى الموجودة بها تخطى الأمر حدود المقبول فاندفعت خارجة من غرفتها بكل عنفوانها

نحو الصالة حيث تجتمع الشابات معا في جلسة تسامر ودية جالت بعينين متقدتين عليهن جميعا وهي تتساءل في نبرة موحية بالاتهام مين دخل أوضتي اندهشن في حيرة من العصبية الزائدة التي جاءت بها عليهن وتولت إحداهن مهمة الرد نافية ما قالته في صوت هادئ محدش احتدت نبرتها وصړخت فيهن باهتياج لأ في حد كان جوا الأوضة وفتش في حاجاتي نفت أخرى قيامها بذلك الأمر رافعة يديها في الهواء أنا لسه جاية من برا انتفضت نزيهة قائمة من مكانها ولوحت لها بذراعها وهي تهدر باشمئزاز أوضة إيه دي يا أم أوضة حولت تهاني نظراتها المحتقنة تجاهها وردت في تعصب مهين المفروض إننا في مكان محترم مش أعدة في الشارع عشان كل من هب ودب يمد إيده على حاجتي انفلتت شهقة مستنكرة من نزيهة وصاحت في تحفز وهي تتقدم تجاهها كأنما تريد الھجوم عليها للفتك بها قصدك إن احنا حرامية هنا تدخلت في التو واحدة منهن لتحول بينهما بجسدها وهي تقول بتعقل محاولة لملمة الأمور قبل تفاقمها استني شوية ماينفعش كده قامت أخرى بشد نزيهة للخلف لإبعادها عن محيطها بينما واصلت الأولى كلامها بصي يا تهاني كلنا هنا زي بعض مافيش واحدة أحسن من التانية لم تعبأ بما أخبرتها به وهتفت مشيرة بسبابتها في وجه الجميع أنا قولت اللي عندي ولو اتكررت تاني مش هسكت غادرت بعدئذ عائدة إلى غرفتها لتهدر من ورائها نزيهة في حنق مستشيط مفكرة نفسها مين دي حاولت إحدى المتواجدات تهدئتها فقالت حصل خير يا جماعة مافيش داعي نكبر الموضوع ظلت نزيهة على حالتها الحاقدة وهي ترد بتحيز مهين دي عاوزة تعمل لنفسها قيمة وهي ماتسواش سرعان ما حامت الشكوك حولها لكونها الوحيدة الثائرة بلا مبرر فتساءلت واحدة منهن بشكل مباشر وهي تحدجها بهذه النظرة القوية نزيهة إنتي ډخلتي أوضتها خبت حمئتها إلى حد كبير وقالت رغم ذلك بلهجة متحفزة الباب كان مفتوح ف بصيت من برا بس يعني ډخلتي أنا حبيت أعرف الست الدكتورة اللي شايفة نفسها علينا مخبية إيه من ورانا وده يصح إنتي ترضي حد يعمل معاكي كده وبدون علمك أنا مخدتش منها حاجة دي كحيتي على الآخر أفقر مننا يا ريت مايحصلش ده تاني مش ناقصين مشاكل لا معاها ولا مع غيرها على مضض شديد ردت وهي تزفر الهواء من بين شفتيها طيب كل ما راود ذهنها أنها مؤامرة حقېرة دبرت في الخفاء لعرقلة الزواج وتأجيله دون أن يتم مراعاة هذه المسكينة المنتظرة بتلهف إتمامه على وجه السرعة جاءت أفكار لزيارة شقيقتها فور أن علمت بالأخبار الصاډمة استقرت على الأريكة بعد استقبال روتيني من عقيلة وزعت نظراتها الغامضة بين الاثنتين حينما جلستا معها ثم بصوتها اللاهث وتعبيراتها الممتعضة أخبرتهما بما جعل القلوب تنبض رهبة خليكوا كده نايمين على ودانكم ومعندكوش خبر باللي بيحصل تساءلت عقيلة في ملامح مستغربة في إيه ياختي نظرت لها بأسف قبل أن تخبرها في تبرم الولية حماة بنتك سافرت العراق والمحروسة لسه أعدة هنا حينئذ لطمت على صدرها في صدمة ولسانها يردد بتحسر يا نصيبتي ثم سألتها بقلب ملتاع قد راح يدق في تخوف امتى ده حصل أجابتها أفكار وهي تهز رأسها من كام يوم ولسه دريانة بده لم تبد فردوس متفاجئة كالبقية بهذا الخبر الصاډم مما استرعى الانتباه فأدارت والدتها وجهها تجاهها وسألتها في جزع إنتي كنتي تعرفي يا فردوس قالتلك إنها مسافرة ترددت للحظات ولم تعرف بماذا تخبرها لكن لا مفر من الحقيقة تلبكت أكثر وخاطبتها بصوت شبه مهتز هي بنفسها مقالتليش حاجة يامه بس ابنها الكبير قال إن سي بدري هيبعت ياخدها وبعد كده أنا ضړبت خالتها على فخذيها بكفيها وراحت تولول في حسرة شوفتي خيبة بنتك عارفة وساكتة مجددا وجهت عقيلة سؤالها لابنتها في انفعال طفيف وماجبتيش سيرة ليه انتفضت على صوتها العالي وردت بنبرة أقرب للبكاء افتكرته كلام وبس هنا صاحت خالتها تلومها في ضيق شديد وأهوو حصل وضعت عقيلة يديها أعلى رأسها وأخذت تهزها يمينا ويسارا وهي تتساءل هنعمل إيه دلوقتي كورت أفكار قبضة يدها وكزت على أسنانها لهنيهة قبل أن تتكلم عاليا في تحفز لازما نكلم أخوه يوصله ويبعت ياخدك هو مش حاجزك هنا وراكنك على الرف لحد ما يهفه الشوق ياخدك وقتئذ التفتت عقيلة ناظرة مرة ثانية لابنتها بنظرة مؤنبة للغالية ثم عادت لتكلم شقيقتها شيعي لحد يجيب أخوه هنا قالت دون تفكير هيحصل ياختي ظلت فردوس متجمدة في مكانها كالصنم تنظر إلى كلتيهما بعجز مشوب بالندم فلو تحدثت في وقت باكر عما علمته لربما اختلف الوضع تماما بعد توبيخ لاذع وإنذارات شديدة اللهجة في منزل عائلة زوجة شقيقه كان عليه التصرف في الحال ووضع الأمور في نصابها الصحيح خاصة أن موقف شقيقه كان مخزيا ومحرجا ولا مبرر منطقي له انتظر عوض على المقعد البلاستيكي المتأرجح بسبب انفلات مساميره ودار بنظرات شاردة على الوجوه البائسة المحيطة به ورغم إحساسه بالاختناق والحر إلا أنه لم يتذمر كالبقية أو يثرثر مع أحدهم ليقضي على بطء مرور الوقت انتظر دوره بصبر طويل حتى ناداه عامل السنترال ليذهب
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 84 صفحات