رواية وسيلة للفرار مكتملة بقلم مآب جاسور Maàb A. Gassour
رواية وسيلة للفرار مكتملة بقلم مآب جاسور Maàb A. Gassour
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
من تاني على قد برضه ما خلاني أفهم..
لقيت نفسي ببكي بدون صوت
كلها كام يوم ويجيني الرد على موافقة المنحة! همشي لإني مش حمل تعب وۏجع قلب من تاني بسبب قصة حب وهمية إتبنت بعقد جواز صوري!
حاولت تلطف الجو وتغير الموضوع لما لحظت إنقباض وشي
وعلاقتك ب بباكي
فضلت باصة عليها دقائق وإلتزمت الصمت قبل ما تقول
حطيت إيدي على قلبي وحاولت أتحكم ف أنفعالاتي
أنا فعلا محتاجة أجي تاني بس ممكن مانتكلمش فى الموضوع ده على الأقل دلوقتي
على راحتك
ينفع أمشي
أكيد تقدري تحددي ميعاد الجلسة الجاية مع سمر بره..
منزل دويدار الثالثة والربع عصرا
كنت واقفة قصاد السرير بجهز حاجتي ف شنطة صغيرة وصوت أسمهان شغال في الجرامافون القديم بتاع زوز تحت ومسمع في البيت كله
غير إني أشوفك متهني
حتى أن لقيت بعدي راح يسعدك
أبعد عني..
خلصت حاجتي ولسه هقفل الشنطة سمعته صوته لما قال
إنت بتعملي إيه
محتاجة أقعد الكام يوم إللي فاضلين قبل السفر بعيد.
ليه
كده أحسن وجودي بقى مسبب مشاكل كتير
مشاكل!
قالها بإستنكار قبل ما أرد متهربة
بلاش نتكلم فى الموضوع ده أحسن
لوهلة إيدي إترعشت رعشة بسيطة داريتها رغم إنه أخد باله منها وأنا بقول
لا! نور رجعت من السفر هروح أقعد معاها
قرب خطوتين وبص لي بحنية
هو إنت إضايقتي من كلام ياسمين
خالص!
مش فاهم
أضايق ده لو كلامها حقيقي أو بتتكلم عن شخص موجود بس خلينا متفقين يا سليم إن إحنا ما بينا إتفاق من أول يوم.. مينفعش حد فينا يخلف فيه ولا إيه
علشان أنا عارفة نفسي أنا لو إتعلقت بحاجة يا سليم وواثقة إنها مش ليا هتعب مش هعرف أعمل زيك وأرمي ورا ضهري
ومين قالك إني لو ف مكانك مش هعمل زيك
علشان دايما بيبان عليك بيبان عليك قد إيه إنت قوي من جواك وكل الأمور دي مابتفرقش!
غلطانة حد قالك إني عمري ما مريت ب تجربة مثلا
ساعات بسأل نفسي ومش بلاقي إجابة!
بصيت بعيد عنه قبل ما يتنهد بعصبية
عايزة تمشي يا ليلى إتفضلي..
قرب نحية باب الأوضة وفتحه
إمشي!
قفلت الشنطة إللي حطيت فيها معظمهم حاجاتي الموجودة ف الدولاب وخرجت بره وأنا بحاول أتمساك أما هو ف قعد على السرير وحدف الأباچورة إللي على الكومود أثر عصبيته..
ليه بس كده يا بنتي
قربت منها بوست راسها قبل ما أتحرك نحية باب البيت وأنا واخدة قرار إني أعود نفسي من دلوقتي أبقى بعيدة عن سليم..
إحدى عمائر المعادي
دوست على جرس الباب قبل ما تخرج منه وأحضنها وأنا ببكي
وحشتيني
ملست على ضهري بحنان أمومي
إهدي يا ليلى.. مالك بس يا حبيبتي
نور.. عمري ما حسيتها صاحبة عمري بس بالرغم من دخولها حياتي بعد ۏفاة ماما وده اللي حسسني قد إيه هي الأم قبل ما تكون الصاحبة دايما كانت بتعاملني بإهتمام أمومي.. وتقولي تصدقي يا بت يا لولا أنا بخاف عليكي أكنك بنتي.. وفعلا بالنسبة لي هي مامي نور!
من ساعة ما سافرت بسبب شغلها وبقت مستقرة هناك وأنا رجعت تاني لوحدتي إلا الكام إسبوع إللي بتنزلهم أجازات!
حطت قصادي كوباية الماية وقالت
أحسن
هزيت راسي إبتسمت هي وقعدت جنبي
بس كبرنا يا بت يا لولي وعرفنا نختار شريك حياة مناسب لا ونحب كمان! ده إحنا إتخطينا عقد زمان أهوه!.
لقيت نفسي بضحك رغم همومي
أنا بقولك إيه وإنت تقولي إيه! بقولك ماننفعش لبعض.. وأه بالمناسبة أنا روحت للدكتورة إنهاردة وفهمت حاجات عن علاقتي ب سليم كنت بتجاهلها شكرا يا نور إنك رشحتيلي الإختيار ده.. فرق معايا كتير..
أنا من رأي كفايا شكر لحد كده وقومي نامي شوية.. إنت محتاجة ترتاحي!
حاولت أنام وأفصل! وأول ما حطيت راسي نمت نوم عميق معرفش وقته.. ولكن صحيت تاني يوم على أسوء خبر في حياتي الفترة دي!
خرجت من الأوضة لقيت نور ماسكة تليفونها وبتمشي بتوتر في أنحاء البيت قربت منها وقولت پخوف
في إيه مالك
توتورها زاد لما شافتني وده أثار فضولي حاولت تخرج الكلام بالعافية وقالت
أ.. أنا أسفة يا ليلى بس..
قطعتها بعصبية
إيييه!! ما تقولي
البقاء لله يا ليلى..
كنت داخلة البيت بجري.. مش مقتنعة! عايزة أفهم.. إزاي مشي وسابني من غير إجابات
عايزه أشوفه..
مش هينفع تدخلي دلوقتي يا ليلى!
بقولك عايزة أشوفه يا سليم ده أبويا!! ودي أخر فرصة ليا..
وسع لي السكة علشان أدخل الأوضة والأقي أبويا فوق حامل حديد متكفن وملامحه هادية تماما..
من ساعة ما أستقبلت الخبر وأنا باردة وأعصابي عبارة عن تلج صامد قربت منه وطبطبت على وشه وأنا بطبع بسيطة على جبهته لما قولت
كان نفسي ف مواجهة أخيرة مش عايزاك ماشي وإنت فاكر إني ڠضبانة منك.. أنا هفضل أحبك مهما حصل يا سالم..
لقيت سليم بيقرب مني وهو بيضمني لحضنه بأمان وطمأنينة كنت محتاجاهم في الوقت ده!
بعد وقت طويل بين ډافنة وعزا وصمت رهيب مني بعد أخر جملة قولتها لأبويا وأنا بودعه.. صمت خلى كل إللي حواليا مخضوضين عليا..
كل ده وأنا ف عالم تاني عالم مش حاسة بيه غير ب حاجة واحدة.. إني مش فاهمة إللي حصل ده حصل إزاي!
لحد أخر اليوم.. لقيت سليم بيقرب مني هو ونور بعد ما الناس مشيت وقال
يلا يا ليلى علشان نروح..
ماكنتش منتبهاه لي ولا ل نور هي كمان لما أكدت كلامه
سليم عنده حق ماينفعش تقعدي هنا لوحدك.. حابة ترجعي معايا ولا تروحي معاه
بصلها بعدم فهم قبل ما يستوعبوا هما الإتنين وقوعي على الأرض ف أقل من لحظة!
بعد ساعات كنت ف غرفة معينة من غرف مستشفى قريبة من بيتنا..
عندها هبوط حاد بسبب تعرضها لصدمة عصبية أنا من رأي إنكم تتابعوا مع طبيب نفسي .
قالها الدكتور ليهم قبل ما يتحرك من قصادهم علشان تمسك نور تليفونها وتكلم دكتور سلمى إللي روحتلها جلسة واحدة وأخيرة!
ها يا نور
مش عارفة أقولك إيه يا سليم دكتور سلمى كانت شاكة في كذا حاجة فى حالة ليلى وبعد إللي سمعته لما عرفت إنها رافضة الاكل والكلام لما فاقت قالتلي إنها لازم تتنقل عندها المستشفى..
بص سليم قصاده وهو بيحاول يستوعب إللي أنا وصلتله..
مسكين يا سليم دخلت حياتي فى فترة عصيبة وإتحملت حاجات كتير لوحدك!
يتبع..
٨ والأخير..
مستشفى الأمل للعلاج النفسي والعصبي
للأسف ليلى محتاجة تفضل هنا فترة علشان حالتها دي مش سهلة..
طيب ممكن أعرف طبيعة حالتها
قالها سليم في قلق واضح لما ردت عليه سلمى
ليلى كانت بتحاول تستوعب معاملة والدها إللي مع العلم مذكرتهاش قصادي وكانت بتحاول تأجل الكلام فيها معايا ومعاك على حسب كلامك وده سبب ليها كتمان داخلي بيأثر على تفكيرها يوميا وعلى مشاعرها وأنا إستشفيت إن ورا علاقتها بيه في حاجات تانية.. ومع ۏفاته ده سبب مشاكل كتير هي الوحيدة إللي تقدر تعبر عنها وكمان وجودك في حياتها أثر على طريقة تعبيرها لمشاعرها بعد مرورها بعلاقة عاطفية فشلة!
إبتسم بيأس ل سلمى قبل ما يخرج من المكتب ويمر على أوضتي من بعيد علشان يرمي نظره سريعة يشوفني وأنا قاعدة على كسري معين قصاد الشباك وباصة للسما بضعف وصمت أثر على وجهه زيادة!
بعد يومين كنت قاعدة على سريري سمعت خبطتين على باب الأوضة حاولت أتاجاهلهم قبل ما تدخل دكتور سلمى وتقعد قصادي
يارب يكونوا اليومين إللي فاتوا أثروا تأثير إيجابي معاكي..
تقبلت صمتي وحاولت معايا كمان مرة
أنا مش بطلب منك حاجة صعبة يا ليلى إتكلمي..
إتفاجأت ببكايا وأنا بحاول أخرج الكلام
أ أنا أ. أتكلم أ.. أقول إيه
إتنهدت بإبتسامة
قولي أي حاجة إنتي بقالك يومين ساكتة!
كملت بكى بصمت وأنا سمعاها بتكمل
مش ملاحظة انك عمرك ما اتكلمتي على باباكي ودايما بتتهربي من الموضوع ده.
شركة دويدار
قربت ياسمين منه وهي بتحاول تخفف عنه
إنت حبيتها يا سليم
بصلها بملامح باهته وفاقدة الشغف
هتفرق معاكي
مش هتبطل تهرب بقى إعترف! إعترف على الأقل لنفسك علشان ترتاح من العڈاب ده.. هي مش مريم يا سليم..
حاول تتخطى مۏتها بقى علشان تعرف تعيش وتحس بمشاعرك..
إتنهد بصعوبة قبل ما يقول
أه حبيتها! للأسف حسبتك كانت غلط لما قولتيلها للأسف عمره ما هيحبك!
وكنت غلطانة معمية مش شايفة حقيقة مشاعر إللي حواليا..
ويفيد ب إية كل ده ليلى خلاص بتضيع مني.. سواء بقى بتدهور حالتها النفسية أو سفرها إللي أكيد هتبديه عن كل إللي حواليها لأنه ببساطة هو البوصلة الوحيدة للفرار!
سابها ونزل ركب عربيته وفى نص الطريق شغل الراديو لما سمع لصوت نجاة إللي كان خارج من راديو العربية وهي بتغني
يا مسافر وحدك
وفايتني
ليه تبعد عني
وتشغلني..
إبتسم بمرارة وكمل طريقه وهو بيفتكر أخر جملة رماها ل ياسمين قبل ما ينزل بسبب الأغنية إللي إشتغلت وكإنها بتعبر عنه..
غرفة المستشفى
إستحملت منه حاجات كتير أوي! مش عارفة أبداء منين! ا إللي كان بيعلم على وأنا بلمس وشي و كل يوم وبفتكر الخضة ورعضة إللي كانوا بيحصلولي وقت الضړبة نفسها ولا تشوه وشي لأكتر من مرة وأنا بداريه بمكياچ باهت وأنا طول عمري مابحبش أحطه!!
صوت بكايا إبتدى يزيد
تخيلي معايا أبقى بنت ويوم ما أحط مكياچ زي بقية البنات أحطه علشان أخفي أثر ل ذكرى بشعة مش علشان أتجمل زيهم.. أنا بس كان نفسي ف حضڼ! مش محتاجة غيره وكنت هفضل معاه ويطلب مني عيني أديهاله عادي! حتى عمتي كل يوم تبخ ف وشي إني مجرد هش يقدر يعمل فيه إللي هو عايزه
صدقيني يا سلمى أنا حاولت ماضعفش من كل ده وكنت بقوي نفسي يوم بعد يوم وحاولت أحب تاني بس برضه فشلت ومع ذلك كنت بتجاهل كل ده!
إبتسمت بفرحة حقيقية وقالت
أخيرا يا ليلى.. كملي أنا سمعاكي..
مسحت دموعي وأنا بقول
معنديش حاجة تانية أقولها غير سؤال واحد!
هو ليه حتى ماسبليش فرصة أعاتبه ماسبليش فرصة أقوله قد إيه كنت ڠضبانة ومش قادرة أبصله ف عيونه حتى! ليه ماټ من غير ما أقوله كل اللي عمله فيا يمكن كنت قدرت أتخطى كل ده!
صدقيني يمكن هو مشى علشان إنت تعرفي تتخطي ساعات وجود الأهل بيبني رهبة جوانا إن مهما يغلطوا ف هما أهلنا وكبار وإحنا لازم نستحمل ده يعني
ممكن لو خناقة بسيطة تحصل نضايق ونلوم نفسنا إحنا إزاي عملنا معاهم كده! ما بالك بقى إنت كنت مستحملة إيه
صدقيني كده أحسن ليكي ولي..
قطع كلامنا خبطتين على الباب لما الممرضة دخلت وقالت
في زيارة لمدام ليلى تحت في الجنينة..
قومت وقفت بصعوبة بسبب إني بقالي يومين مابتحركش فنفس الوقت إللي قربت مني سلمى وهي بتقول
لينا قاعدة تانية..
نزلت تحت وأنا بدور بعيوني عن الزائر مجهول الهوية إللي معرفتش لحد دلوقتي هو مين علشان أتفاجئ بأخر شخص ممكن يزورني هنا
ياسمين!
بعد دقايق
بتبصيلي كده ليه
قالتها ياسمين بهدوء غريب عكس أخر مرة كنا قاعدين في الجنينة قصاد بعض.. رديت عليها بنفس الهدوء
مستغرباكي!
ليه
يعني إنت أخر شخص أتوقع زيارته.
بديهي! أنا عارفة إللي عملته أخر مرة مكانش طبيعي
حقك! إنت إستنيتي فرصة أكتر من عشرين سنة مثلا أكيد وصلتي لمرحلة بشعة!
إتنهدت تنهيدة قوية بتدل على ۏجعها
أنا كان كل إللي بحاول أفهمه وقتها عملتي ايه انتي زيادة عن إللي كنت بعمله ظهرتيله فاجأة ما أنا معاه دايما!! إتخانقتي معاه ف نص الشارع إحنا خناقتنا من زمان مابتخلصش.. فيكي إيه زيادة يخليه قلبه يتحرك نحيتك !
بصيت حواليا في الزرع إللي مالي المكان وأنا بتأمله
يمكن .. علشان وعيت على الدنيا وأدركت إني يتيمة الوحيد إللي كنت معاه مكانش مصدر أمان كفاية ليا لا هو ولا أبويا.. يمكن علشان لقيت ف سليم حاجات كتير كنت بدور عليها زي ما هو كان بيدور فيا على حاجات كتير بعد ما فقد مريم! إحنا الإتنين مرينا بتجارب سيئة خليتنا مش فاهمين نفسنا!
أرجعيله يا ليلى سليم بيحبك أنا أول مرة أشوفه كده علشان حد.. صدقيني هو عنده إستعداد يعمل كل حاجة علشان بس تبقى كويسة ومبسوطة..
بعد إسبوع أخر جلسة
شردت قصادي قبل ما إبتسم ل سلمى وأنا بحكي بإرتياح
أنا إنتحرت مرتين قبل كده أول مرة خۏفت أقطع شرايني ف أخدت حبوب غلط بتسبب ټسمم وإتلحقت! بس التانية قررت إني أقطع شرايني بدون خوف وإتلحقت برضه..
كنت عايزة تمشي ليه
علشان حسيت إن أمي وحشتني! ماما لما ماټت بابا إتحول بقى شخص تاني مش قادر يستوعب إنها مشت! وبدل ما ياخدني في حضنه علشان يعوضني عن عدم وجودها إللي فضل مسببلي ازمة لقيته بيضربني! بيطلع كل وجعه فيا! ما أصله كان بيحبها أوي..
بس هو ماتقبلش رحيلها..
تاني يوم كنت إتحسنت كتير واقفة في الأوضة بلم لبسي علشان أستعد للخروج دخلت سلمى بعد ما خبطت على باب الأوضة وهي مبتسمة
قررتي خلاص
هزيت راسي بإيجاب
خلاص!
حاسة ب إيه
إتنهدت بإرتياح غريب!
عندي طاقة لكل إللي حواليا.. طاقة حلوة علشانهم قبل مني
بعد كل ده نصيحتي ليكي ك سلمى ومعالج نفسي إنت محتاجة تشوفي الحياة بشكل أوسع تتعرفي على الدنيا بدون خوف ولا قيود!
قربت مني وحضنتني حضڼ داعم وقوي قبل ما أسمع صوته إللي وحشني لما قال
حمدالله على سلامتك يا لولا
سمعت بعديها صوت زينة وهي داخلة بتصيح وبتحضني
ليلوووو وحشتيني..
شيلتها من على الأرض وضميتها ليا بإشتياق واضح
محدش وحشني قدك يا مفعوصة إنت!
هي بس
سببتها وبصيتله
سليم
ماتفكريش كتير زوزو عاملاك ملوخية ورز وصنية بطاطس بالفراخ ولا نسيتيها
تانييي!!
قولتها وأنا بضحك ضحكة رنت في المكان كله!
وبعد دقايق كانوا كلهم خرجوا ومافضلش غيري أنا وهو واقفين قصاد بعض!
من ساعة ما جيت وإنت عايز تقول حاجة مالك
المنحة باعتولك الرد
رديت عليه بتوتر ملحوظ
وبعدين
حاول يبتسم بالعافية
مبروك يا ليلى.. إنت إتقبلتي..
لاحظ عدم ظهور أي تعبير على ملامحي لما قال
مش مبسوطة
مش عارفة! إللي كنت بحاول أهرب منه خلاص! .. ماټ!
بس إحنا موجودين يا ليلى.. كلنا معاكي وجنبك!
إبتسمت
عايز تقنعني أقعد بس مش عارف.. صح
هتصدقيني لو قولتلك إني إتعودت على وجودك إتعودت أقوم كل يوم الصبح أشوفك نايمة جنبي وواخدة اللحاف كله فى حضنك وشعرك منتشر على مخدتي إللي ماكنتش بقبل أي حد يحط راسه عليها غيري! أو إني بقيت مستني تنطي عليا زي فرقع لوز كل شوية في مكتبي ب حجة جديدة! أو أتخيل مثلا إننا نازلين نجيب طلبات زوزو من السوبر ماركت إللي عمرها ما حصلت! أنا بقيت ببني معاكي سيناريوهات في خيالي محصلتش علشان خاېف تمشي وملحقش أحققها معاكي.. مش عارف بقى بس أنا شكلي بحبك فعلا يا ليلى!
إبتسمت وعيوني مدمعة من الفرحة لما كمل
في مرة سألتيني هو أنا بقول مراتي قصاد الناس علشان الشكل الإجتماعي أنا ساعتها كنت بقولها ب فخر أكن مابينا سنين يعني إحساسي وأنا بقولها كان بيخليني مبسوط وأنا حاسس إننا عايشين مع بعض بقالنا فوق العشر سنين.. ليلى إنت غيرتي فيا حاجات كتير خليتيني أعرف عن نفسي حاجات أنا ماكنتش متصور إنها موجودة أساسا!
كنت طايرة كلامه فرحني بس سؤاله حيرني لما أتكلم بنبرة مهزوزة وقال
انتي كنتي عايزة تتقبلي فى المنحة دي باي طريقة علشان تهربي! وبعد ما قابلتيني وحبيتك لسه برضه عايزة تهربي لسه عايزة تسافري يا ليلى
الأسبوع اللي قعدته ف المستشفى فهمني حاجات كتير
زي
زي إني عمري ما هطمن على زينة وهي بعيدة عني ولا هعرف أكل أكل فى طعامة أكل زوزو! وحتى ياسمين رغم كل إللي مرت بيه لكنها محتجانا جنبها في الوقت الحالي.. ولأني برضه لسه ماشبعتش من نور قبل ما ترجع تسافر هي كمان ل شغلها!
بصلي بزهول وعيونه وسعت وهو بيقول ببراءة أطفال
وأنا
قربت منه ومسكت إيده
إنت بقى حكايتك معايا حكاية يا سي سليم.. تعرف إني كنت بدور عليك
طول عمري عايشة حياتي بدور على منقذي الأبدي إللي هايجي ينتشلني من الضياع إللي أبويا ډفني فيه كنت بدور على الشخص إللي يغير وجهة نظري في البشر وفي الشخص الوحيد إللي حبيته من قلبي وخذلني حتى بعد ما شوفتك صدفة أول مرة كان عندي شغف إني أشوفك تاني..
أنا فضلت طول حياتي أدور عليك يا سليم وأنا مش عارفاك ولا عمري شوفتك.. لحد ما إتأكدت!..
هزيت راسي وأنا بكمل بإبتسامة واسعة قبل ما أقرب لي وأحضنه
إتأكدت إني مش هعرف أحب حد بالطريقة إللي حبيتك بيها!
السابعة مساء منزل دوايدار
ها يا ست زينة وبعدين
لقيتها قربت قعدت جنبي وقالتلي إنها مش فهماني! وحاولت كذا مرة تقرب مني ونبقى صحاب بس مكانتش بتعرف!
وإنت قولتلها إيه
قولتلها إني مش بحب أقرب من حد ومبسوطة كده!
ليه كده يا زينة
علشان دي الحقيقة بس قولتلها إني ممكن المرة دي أجرب يبقى عندي صحاب بجد..
هو إنت حاسة إن دماغها صغيرة مثلا
مش بالظبط طبيعي ده سنها ولكن المشكلى فيا أنا علشان أنا إللي دماغي غريبة!
ابتسمت لها
بالعكس إنت ربنا أدالك ميزة أنا كمان كانت عندي وأنا صغيرة بس الفرق إن مامتي كانت قافلة عليا بزيادة إنت لسه عندك الفرصة ماتضيعهاش!
تفتكري
أفتكر جدا كمان
عديت على زوزو ف المطبخ وكانت بتحاول تعلمني الطبخ وبعد فشلي الزريع!! بصتلي بطرف عينيها وقالتلي وهي بتحاول متتعصبش
يا بنتي مالها الكوسة! ما هي حلوة أهي
أيوه يا زوزو بس صعبة أوي المأورة دي مش تمام!
المأورة برضه إللي مش تمام والنبي دماغك دي هي إللي مش تمام..
سببتها ورجعت أوضتي أنا و سليم وأنا بضحك كنت مبسوطة بقعدتي معاها وأنا مغلباها علشان أتعلم حاجة جديدة ف الطبخ! إبتديت أرجع حاجاتي الدولاب وأنا مبتسمة حقيقي القدر ده غريب.. إتعرفت على شخص ف ظروف عصيبة! وفاجأة الشخص ده بقى جزء كبير ومهم في حياتي!
سمعت خبطتين ع الباب قبل ما أقول
أدخل
ظهر هو من وراه لما إبتسمت
تعالى يا حبيبي
ماشوفتيش الشاحن بتاعي .
مابتعرفش تحور تعالى أحكيلي.. مالك
قرب مني وقعد جنبي على الكنبة ف أقل من ثانية كان نايم على رجلي
هو أنا ممكن أسألك رجعتي ليه
ملست على شعره وأنا بقول
مش هقولك الكلمة المتوقعة دايما وهي الحب! بس أقدر أقولك يمكن علشان العشرة إللي ما بينا لأني إكتشفت إن مش الحب بس اللي بيمشي المركب..
في حاجات كتير زي إننا نتقبل الآخر ف أسوء حلاته! أو المشاكل يعني كل مشكلة بينا كنت بكتشف قد إيه إحنا بنفهم إختلافات بعض بنطبع أكتر بطباع نفسنا .. ده غير أن المشاكل والخلافات وكل الخناقات دي هي اللي بتقوي العلاقة
هتصدقيني لو قولتلك كنت خاېف تمشي بسبب موضوع ياسمين
ياسمين مش وحشة! ولكن قلبها كان غالبها! أو يمكن حضرتك!
رفع حاجب وهو مبتسم
للدرجة دي
وأكتر المهم إنت حاسس ب إية بعد كل ده
إبتسمته وسعت وعيونه لمعت
مبسوط!
إتعدل فاجأة ف قعدته ولسه باصصلي
أنا لو ماكنتش قابلتك حياتي كانت هتبقى مملة!
إبتسمت
أومال أنا أقول إيه
حاسة إنك أحسن دلوقتي عن زمان
حاسة إني في حلم جميل مش عايزة أصحى منه..
فتح لي درعاته قبل ما أقرب وأتبت ف حضنه إللي بقى طاقة حنان وأمان مريحة ليا! وف الخلفية كان صوت فريد الأطرش خارج من جرامافون زوزو القديم وهو بيقول
يا حبيبى يا ريت أبقى حبيبك
وأكون من بختك ونصيبك
ده أنا مهما تقسى برضه راضى بك
وتسبنى الروح قبل ما أسيبك..
بسببك أحببت عمري وعشقت الأشياء التي تجمعن
تمت..
مآب_جاسور Maàb A. Gassour
_وسيلة_للفرار