رواية وسيلة للفرار مكتملة بقلم مآب جاسور Maàb A. Gassour
رواية وسيلة للفرار مكتملة بقلم مآب جاسور Maàb A. Gassour
وقولت ب أعلى صوت عندي
هو إيه إللي ممنوع ممنوع! أنا مش فاهمة إنت..
قطعتني صوته لما زعق وقال
في إيه إيه إللي بيحصل!
الأستاذة مصممة تدخل وأنا قولتلها ممنوع ورغم كده فصلت واقفة وكنت هجيبلها الأمن
إتعصب سليم بطريقة أول مرة أشوفها
تجيبي لمين الأمن دي مراتي!
يتبع...
٦
تجيبي لمين الأمن دي مراتي!
أنا أسفة يا أستاذ سليم
بصلها بنظرة مخيفة وهو بيقول ب غموض
بعدين هنتكلم بعدين!
قرب مني ونزلت ياسمين على أثر صوته لما قال
إنت كويسة
هزيت راسي ووشي خالي من أي تعبير..
مالك يا ليلى
أنا.. أ.. أنا عايزة أمشي من هنا ممكن
مسكني وخرجنا وسط نظرات ياسمين وموظفة الإستقبال..
تلقائيا وبدون مقدمات جريت وحضنته حضڼ مفاجئ أدهشه هو شخصيا وأنا بحاول ماعيطش! حضڼ كان كافي يوصف مشاعري نحيته فالوقت ده.. جزء جوايا أتحرك تلقائي إتجاهه كنت لفة إيدي حوالين من ع الأرض لقيت إيده اليمين بيملس بيها على شعري ب حنان غريب أول مرة أحسه مع حد والأيد التانية لففها حواليا كأنه خاېف الزمن يعدي اللحظة دي!
مش هتقوليلي مالك بقى
مسكت فيه جامد وإلتزمت الصمت لمدة دقايق قبل ما أقول بصوت ضعيف
ليه كلهم مافكروش غير ف نفسهم ليه محدش فيهم فكر فيا
خرجت من حضنه وبصتله بإبتسامة مريحة
إنت دايما بتبقى أول واحد بقرر إني أروحله من ساعة ما عرفتك وأنا بهرب ليك! بس مع الأسف كلها كام شهر وأسافر وكل ده يختفي حياتي هنا كمان لازم تختفي!
هي دي الحقيقة أنا عارفة إن علاقتنا أغرب من الخيال.. بس أنا إنهارده بس فهمت قد إيه إني لازم أمشي
إنت شوفتي علي يا ليلى
هزيت راسي وإتنهدت بتعب
كان عارف إني متجوزة ورغم كل ده كان بيحاول والأغرب إني قولتله مش هسيب حياتي وجوزي بكل سهولة علشان خاطر عيونك!
وكأني كنت بتحمي ف قصة وهمية علشان بس أحس إني فعلا تجاوزته وعرفت أعيش وأتجوز وكده!
مسك إيدي وقربنا من حافة الجبل وقعدنا عليها..
صوت ليلى مراد خارج من راديو العربية وهي بتقول
أنا قلبي دليلي قالي ه تحبي
دايما يحكيلي بصدق قلبي
أنا قلبي دليلي..
تعرف إني إتسميت ليلى على إسمها
إنتبه وبص نحية العربية ورجع بص ليا بإبتسامته المريحة لما أنا كملت وقولت
لقيت نفسي بسند ب راسي على كتفه قبل ما يبتسم ويقول
تفتكري إيه هو معنى الحب من وجهة نظرك
إبتسمت أنا كمان وأنا ببص على الفراغ حواليا ومنظر العماير البعيدة وقولت
الحب بالنسبة لي ملوش معنى! علشان لو لي معنى أو صفات معينة مكانش هيبقى صادق مكانش هيبقى حقيقي مكانش هيبقى نقي ب أسباب مجهولة عند كل إتنين.. سواء حب عاطفي أو عائلي أو حتى الحب الدارج بين إتنين صحاب
علشان كده لما حبيتي علي ماكنتيش بتبصي على معنى للعلاقة
إتعدلت وبصيت ف عيونه
أنا لحد إنهاردة مافهمتش حبي ل علي كان إيه!! أو كان حقيقي من البداية أصلا ولا هروب من العالم إللي أبويا فرضه عليا.. كلامي ملوش علاقة بيه أنا اتعودت أحب الناس إللي حواليا من غير شروط! حتى بابا حبيته رغم كل إللي عمله فيا مش علشان هو أبويا بس حبيته علشان حاجات كتير فاكراها كان بيعملهالي وأنا صغيرة.. معذور من بعد ۏفاة ماما وهو شايل حاجات كتير
ماتخلقلوش مبرر لحبك يا ليلى.. هو عمل حاجات كتير غلط بس المهم إنت تحاولي تتخطي ده..
عارف إيه أكتر حاجة بتوجع الست بجد
إية
مش خېانة الراجل زي ما بنشوف.. في ناس كتير بتستحمل وتكمل رغم خېانة الطرف الآخر! ومش صح ف كل الأوقات لكن إللي بيوجع الست بجد هو عدم أمان الراجل إللي بيتبخر مرة واحدة
وليه متقوليش إنه خذلان
أو جايز هي كانت بتقنع نفسها من البداية إن هو الأمان وقررت ماتضحكش على نفسها أكتر من كده
فضلت باصة قصادي ف صمت قبل ما أقرب منه شوية ورجعت إبتسمت ڠصب عني
إنت الحاجة الوحيدة إللي هفتقدها لما أسافر..
وإنت الحاجة الوحيدة إللي عمري ما همل من وجودها ولا أنساها مهما حصل..
الثامنة إلا ربع صباحا منزل دوايدار
صحيت اليوم ده على صوت شيء غريب عند الباب إتخضيت شوية ف الأول لكني قومت فاجأة وفتحت الباب مرة واحدة علشان أتفاجئ ب أصغر كأن ف المجرة!
إيه إللي جايبك هنا الساعة دي يا مفعوصة إنت مش المفروض ف مدرستك
لا ما خلاص!
قالتها وهي داخلة قبل ما تقعد على السرير مما آثار فضولي وروحت قعدت جنبها
خلاص إية
أجازة انهاردة ما الباص راح عليا!
بمزاجك ولا ڠصب عنك!
ضحكت جامد
بمزاجي طبعا
إبتسمت لها بخبث
لا ما إنت لو ماقولتليش السبب ف إحنا لسه معانا وقت وممكن وأنا نازلة الشغل أخدك ف سكتي!
بس أنا إنهاردة محتاجة أنزل مع زوزو علشان نجيب هدية عيدميلاد سولي!
برقت عيوني ڠصب عني من الذهول وأنا بقول
عيدميلاد مين!!!
التاسعة مساء شركة دويدار
إتحطت علبة من اللون الأسود متوسطة الحجم قصاده على المكتب إنتباه سليم للعبلة وليها لما قالت
كل سنة وإنت طيب يا سليم
إبتسم بود وهو بيهز رأسه
وإنت طيبة يا ياسو..
إفتح يلا!
إتنهد بخفة قبل ما يمسك العلبة ويخرج منها ساعة شكلها مميز وقيمة بالنسبة له إبتسمته وسعت أكتر
بجد مش عارف أقولك إي..
قطعته
ماتقولش إنت هتعمل.. هاتيجي معايا إنهاردة نقضي اليوم سوا.
كان لسه هيرد بس سمع صوت تليفونه إللي رن بإسمها مرتين تقريبا..
دي ليلى
هز راسه وإلتزم الصمت في نفس الوقت إللي قامت وقفت فيه وحاولت تتحكم ف إنفعلاتها
مش ملاحظ إنها زودتها شوية
وقف هو كمان وقال بإستنكار
ياسمين! دي مراتي!
هو كل شوية مراتي مراتي! إنت صدقت ولا إية يا سليم
مش فاهم!
وهتفضل تتجاهل مشاعري لحد إمتى!
فنفس الوقت كنت داخلة من بابا الشركة وأنا مبتسمة وبمد بخطوات سريعة علشان عايزة أشوفه عايزة أقوله إنه فارق!
يوم زي ده كان إستحالة أفوته من غير ما أسيبله ذكرى حلوة ومميزة يفتكرني بيها بعد ما أسافر!..
ياسمين بجد الموضوع إبتدى يزيد عن حده!
يا سليم أنا بحبك ليه مش قادر تفهم ده!
إبتسمت وهي بتجاهد ماتبكيش لكنها بكت ومازالت مبتسمة بۏجع
فاكر أيامنا سوا وإحنا صغيرين من الحضانة لإبتدائي ودروس إعدادي وثانوي وحتى الجامعة.. من وأنا صغيرة مش قادة أتخطاك مش قادرة أبعد ومش عارفة..
ياسمين إنت مدركة إنت بتقولي إيه
سليم إديني فرصة واحدة بس..مش بعد كل ده تيجي هي وتاخدك على الجاهز!!
ليلى مأخدتش حد! إحنا من الأول لو كان ينفع نبقى سوا كنا هنبقى
إنت إتغيرت أوي بقى عندك إستعداد تغير حاجات كتير أوي ف نفسك كل ده علشان إيه علشانها
جايز.. جايز بس..
وأنا
قربتلهم وإلتفتت ياسمين بصيتلي لما سليم قال
ليلى! إنت بتعملي إيه هنا
إبتسمت وأنا بحاول أداري خضتني
كنت جاي أخدك ونحتفل بعيدميلادك سوا! بس إظاهر إنك مش فاضي..
لا أنا بس..
قطع كلامه صوت ياسمين
هو فعلا مش فاضي عنده ميتينج مهم..
ياسمين بس بقى كفاية!!
قالها بعصبية مكتومة قربت وقفت قصادها
من الواضح إنك فاهمة غلط إحنا..
قطعتني بإبتسامة
اه مانا عارفة إني فاهمه غلط والصح إن علاقتكوا دي مش حقيقية من الأول هو إنت صدقت يا سليم إنها تشوفك أول مرة صدفة يا سبحان الله وبعديها تطلبك للجواز
إتكلم سليم لما قال بعدم فهم
إنت عرفتي منين كل ده
إيه فاكرني مش عارفة ولا عبيطة.. هصدق الصورة المثالية إللي كنت بتحاول تظهرهالي !
لفت وبصتلي
مسألتيش نفسك هو ليه كان بيحاول يظهرلي ده مش علشان وقع ف غرامك على فكرة لإن مهما تحاولي عمره ما هيحبك.. لا هو عمل كده علشان يثبتلي حاجة معينة..
تابعت كلامها بصړيخ هستيري
علشان يقولي ياسمين أنا ماينفعش أحبك
يتبع..
٧
إسمك
ليلى سالم..
ممكن أعرف السبب إللي خلاكي تحتاجي لمعالج نفسي
بصيت قصادي ف الفراغ وأنا بحاول أتنفس مر يومين بعد موقف عيدميلاد سليم! أدركت وجودي هنا في عيادة طبيبة نفسية شهيرة.. معرفش جيت ليه! معرفش إيه القوة الغريبة إللي أتملكتها علشان أبقى هنا!
كل واحد مننا جواه جزء سلبي أو معقد في حياته الإختيار هنا بيبقى لينا يا نتغلب عليه بكذا طريقة يا نسيبه ياكل ف تفكيرنا لحد المۏت! وأنا قررت أتغلب عليه.. بس مش لوحدي!
إنتبهت للدكتور إللي كانت قاعدة قصادي ورديت بتلقائية
عايزة تعرفي سبب زيارتي
ياريت
بتردد ملحوظ وإضراب واضح قولت
حبيت!
شركة دويدار الواحدة ظهرا
ممكن نتكلم شوية
نتكلم ف إيه!! إنت بوظتي كل حاجة يا ياسمين إنت بوظتي كل إللي كنت بحاول أعمله الفترة إللي فاتت أو أقرب ليلى ليا!
ليه كل ده عايزها ماتسافرش!!
بص ف الفراغ قبل ما يرجع يبصلها بتحدي
حاجة تخصني!
من إمتى
قام وقف وهو بيتجه نحية باب المكتب لما قال
من دلوقتي..
عيادة الطبيبة النفسية
معرفش ده حصل إمتى! دخلت نفسي في حياة واحد معرفوش وإتجوزته علشان هدف معين.. سليم كان واصلة علشان أعرف أسافر وأهرب من العالم إللي بابا خلقه جوايا! خصوصا بعد أخر تجربة سيئة ليا في علاقة فشلة وأنا أخدت عهد على نفسي إن مفيش حب! ولو حسيت لحد ب حاجة ماتعداش الحدود دي.. ولكن معاه كل حاجة أتغيرت..
معرفش إزاي كل ده حصل بينا! معرفش إزاي كان عندي إستعداد أتعامل معاه ك زوج عادي.. ساعات كنت بتخيل حياتنا ك حياة زوجية ولكن برجع أخاف وأحتفظ بالحدود إللي بنيتها من أول يوم علشان العلاقة ماتخرجش عن مجراها الطبيعي !
إبتسمت بأريحية وكملت
هو شخص حقيقي ومختلف! ناضج بتفكيره عن الناس.. ساعات بحس إنه بيتهرب من إحساسه نحيتي بس مش عايز يبينلي ده علشان مايجرحنيش للدرجة دي هو شاغل تفكيره ب شعوري
بس ظهور ياسمين كان سبب يخليني أعرف مشاعري نحيته.. ظهورها على قد ما كان حمل على قلبي إنه خلاص سليم كان فك كل القيود إللي ما بينا ورجوعها قيده