الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

انت في الصفحة 2 من 162 صفحات

موقع أيام نيوز


ماتفطري ولا نسيتي زي امبارح  أفسحت له المجال كي يجلس بجانبها وأجابته وهي تفرغ محتوي القدح في الإناء بعناية قائلة  أيوة ياحبيبي أخدته متقلقش عليا أنا زي العفريت قدامك أهو بسبع أرواح  متشغلش بالك بيا إنت أنا عايزاك تركز في حالك وتهتم بنفسك شوية  ثم أخرجت تنهيدة من صدرها محملة بالهموم وتابعت بخفوت  ياحبيبي إنت من ساعة ما طلقت إللي ما تتسمي نهال وأنت حياتك كلها شغل في شغل ونسيت نفسك خالص ونسيت إن العمر بيجري وكل لما أقول لك تابع مع دكتور علشان خاطر ربنا يشفيك تتابع شوية وترجع تهمل في نفسك . ضيق عينيه بملل من حديث والدته الذي لاتنفض عنه يوما ودموعها التي تشق قلبه شقا كلما رآها تهبط علي وجهها بسببه وأردف بعتاب محب وهو يضع إناء القهوة علي المنضدة واحتضنها وهو يربت علي ظهرها  ياماما ياحبيبتي كل يوم ټعيطي وتكلميني في الموضوع ده وتاعبة نفسك علشاني دموعك دي بتنزل علي قلبي تكويه وبتحسسني إني السبب في ضيقتك دي كل يوم  واسترسل بتوضيح كي يطمأنها أنا متابع والله ياست الكل مع الدكتور وهو أكد لي خلاص إن كلها شهور وأبقي تمام بإذن الله وهفرح قلبك ياحبيبتي . انفرجت أساريرها واطمئن قلبها وربتت علي فخذه بحنان مردفة بفرحة بجد يامالك يابني ولا بتقولي كدة وخلاص علشان تريحني ! ياحبيبي أنا نفسي ومني عيني أطمن عليك وأفرح بيك وأشيل ولادك علي إيدي قبل ماأموت . وضع يده علي فمها قبل أن تكمل حديثها الموجع لقلبه مرددا  لأ ياحبيبتي متقوليش كده ربنا يديكي طولة العمر وتفضلي منورة حياتي ياأمي ده من غيرك ماأقدرش اعيش ولا أكمل ياست الكل وست قلبي . واستطرد يطمأنها بحفاوة أكثر  متقلقيش ياأمي أنا مسافر ألمانيا كمان شهرين علشان أشوف مكن جديد وحاجز مع مركز عالمي هناك من يومين  وبعت لهم التحاليل وطمنوني جدا وقالو لي إن حالتي أصلا مش صعبة ولا حاجة وإن ليها كورس علاجي هاخده بانتظام وعلي فترات وإن شاء الله هبقي تمام وزي الفل  طمني قلبك ياأمي . ارتاح بالها واطمئن قلبها ونظرت له قائلة بدعاء ربنا يكمل شفاك علي خير ياحبيبي ويرزقك من الخير أعلاه ومن السعاده أقصاها . أمن علي دعائها وأكمل قهوته وقام مستأذنا منها كي يذهب إلى عمله  وتركها وغادر وهي تدعي له أن يسدد خطاه ويجعل السلامة تحالفه أينما كان . في البنك الأهلي بمدينة الإسكندرية حيث يتجمهر في البنك المئات من الأناس  ينتظرون أدوارهم بنظام عالي وترتيت ويرجع ذلك النظام لمدير البنك الأستاذ جميل فكم هو جميل حقا قلبا وقالبا  فهو يدير البنك بحرفية ونظام يشهد له الجميع فهو نابغة في إدارة الأعمال بشكل عام وفي الحسابات بشكل خاص  يجلس جميل في مكتبه وأمامه جهاز اللابتوب الخاص بالبنك ويجلس معه أيضا مهندس الألكترونيات المسؤول عن إدارة الالكترونيات وأجهزة الحاسوب ومسؤول أيضا عن تأمينها ضد الهكر  فجميل اختار موظفينه بدقة وعناية فائقة لأجل المسؤلية العظيمة التي تقع على عاتقه تجاه البنك  تحدث جميل بجدية إلي المهندس نادر وهو يعمل على حاسوبه دون أن ينظر له مرددا ها يابشمهندس عملت إيه مع الهاكر إللي حاول يخترق حسابات البنك ومفكر نفسه ذكي ومحدش هيكشفه  استمع إليه نادر بآذان صاغية وأجابه بثقة وتأكيد متقلقش يافندم أنا مقفله كل الطرق إللي يقدر يخترق بيها الحسابات وعايز أفرحك كمان وأقول لك إني خلاص قدرت أوصل لمكانه برغم كل الاحتياطات اللي عاملها  واسترسل حديثه بإيضاح ابن الذين بيتكلم من أرقام برايفت ومن أماكن عامة يعني كافيهات مثلا مختلفة من كل بلد شكل يعني مرة يحاول من مصر ومرة من بورسعيد ومرة من الاسماعلية وهكذا  علشان مقدرش أحدد مكانه كل مرة بالظبط  بس القدر خدمني في مرة وكنا خارجين أنا وواحد صاحبي وكنا في الجيزة قاعدين في بيته  وجالي رسالة علي الموبايل إنه بيحاول يفتح لأني مظبطه علي برنامج معين عندي لو فتح بأي طريقة أنا مترصد له  متتصورش الواد ده دماغه رهيبة وكمية ذكاؤه عاملة إزاي يافندم كل مرة بيكتشف إن في حد كاشفه فيغير طريقته فورا في الهكر والتعامل  مش عارف ليه ميستغلش دماغه العبقرية دي في الصح ويسيبه من سكة اللوع والحرام إللي ماشي فيها دي ! قطع حديثه جميل موضحا له عقلية ذلك الهاكر قائلا بذكاء  إللي زي ده يانادر مش عايز يتعب ولا يعافر مستني ضړبة الحظ إللي تجي له علي طبق من دهب فيقفش فيها پإيده وسنانه ويقول يافكيك  وأشار علي حاله بفخر متسم بالدعابة بس علي مين ميخلش ويعدي علي جميل . ابتسم الآخر وردد بدعابة مماثلة طبعا ده دماغه فايتاه ومش عارف هو إنه بيتعامل مع خط البنوك  حضرتك أيقونة ذكاء متحركة وكلنا هنا شغالين
 

انت في الصفحة 2 من 162 صفحات