بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
متشدد بالڠضب
سلموا يا حلويين على بابا...
تلاشى غضبه و قد ارتسمت ابتسامة حنونة علي شفتيه فور سماعه كلماتها تلك مرر يده بحنان على بطنها كما لو كان يتحسس اطفاله و شعور بالحماية يسيطر عليه...
حقك عليا يا صدفة... حقك عليا يا حبييتى انا غلطت في حقك كتير...
ليكمل وهو يزيح بيده شعرها المتناثر فوق عينيها الي خلف اذنها
ليكمل
بس و الله لأعوضك...
انت خلاص عوضتنى يا راجح... بحبك و حنانك عليا...
لتكمل مبتسمة و هى تضع يدها فوق يده الاخرى التى لازالت فوق بطنها
و دول عوض ربنا لينا... ربنا يكملها على خير....
ضمھا اليه بقوة وهو يغلق عينيه داعيا الله بان يحفظها و يحفظ اطفالهم فهو لا يرغب بشئ في هذة الحياة سوى ان يكونوا بخير...
اعمل ايه يا اشجان شورى عليا... بنت الكل ب حطت راسى في الطين بعملتها السودا دى....
لو الحكاية اتعرفت هتفضح مش هعرف اورى وشى للناس
ربتت اشجان على ظهره برفق مجيبة اياه و هى تتصنع الحزن و التعاطف معه
ادفعله اللي هو عايزه يا عابد....
رفع رأسه يتطلع اليها بحدة مزمجرا بقسۏة
قاطعته و هى تقترب منه حتى اصبحت ملاصقة له
ايوة لازم تدفعهله... توفيق ده كل ب فلوس لو منفذتش كلامه هيفضح البت... و سيرتها هتبقى على كل لسان....
غمغم بحنق و هو يفرك وجهه
و لو دفعتله... هيفيد بايه ما الڤضيحة لبستنى.. لبستنى بعد ما فرطت في نفسها و مرمغت شرفى...
قطب عابد حاجبيه قائلا
تتجوز...!!
ليكمل و هو يشيح بيده و قد تغضن وجهه بقسۏة
و مين هيرضى بيها بعد ما فرطت في نفسها..
اجابته سريعا بحماس و قد التمعت عينيها بالجشع
اشرف ابنى..انا هقنعه و هفهمه الليلة متقلقش.....
هتف عابد بحدة و قد ارتسم على وجهه الاشمئزاز
قاطعته هاتفة و هى ترفع احدى حاجبيها بحدة
و ماله ابنى بقى... يا سى عابد... مش كتر خيره انه قبل يستر على بنتك.....
تنهد فاركا وجهه قبل ان يومأ برأسه بالموافقة حيث لم يكن امامه حل اخر حتى يتخلص من تلك المصېبة التى حلت على رأسه..
بينما اتسعت شفتى اشجان بالانتصار و هى تهنئ نفسها على نجاح خطتها مع توفيق فقد كان هذا اتفاقهم منذ البداية ان يقوم بتزييف صور لهاجر معهو يبتذ بها عابد يأخذ هو المال بينما هى تجعل ولدها يتزوج ابنة عابد....
صړخت هاجر وهى تجثو على قدميها محاولة تقبيل قدم والدها ترجوه باكية
ابوس رجلك..يا بابا كله الا اشرف...
دفع عابد قدمه بصدرها لتسقط للخلف بقسۏة
بعدين احمدى ربنا...انه وافق يتستر على عملتك السودا......
صړخت منتحبة بشهقات ممزقة و هى لا تدرى كيف تقنعه ببرائتها
و هى عندما فاجأها توفيق باحدى المرات لكنها دفعته بعيدا سريعا و تشاجرت معه محذرة اياه
و الله ما عملت حاجة... خدنى حتى لأى دكتور و اتأكد بنفسك....
قبل ان تنهى الجملة
عايزانى افضح نفسى .... و بدل ما ادارى افضح نفسى عند الدكاترة....
ليكمل
خطوبتك كمان شهر على اشرف... يكون وشك وجسمك خفوا من الزراق والبلاوى اللي فيهم... بدل ما حد يشوفك و نتفضح...
انهى كلامه مرمقا
اياها بقسۏة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه بحدة...
لكن سرعان ما انفتح مرة اخرى و دلفت نعمات بوجه المكفهر الغاضب و هى تحمل صنية من الطعام فمنذ ان علمت بالامر و هى ترفض التحدث اليها...
زحفت هاجر على جانب جسدها حتى وصلت الى والدتها تتشبث بساقيها هامسة پانكسار و ألم
و الله يا ماما.. عملت حاجة... اقفى انتى معايا
ابتعدت والدتها بعيدا عنها رافضة قائلة بحدة كما لو كانت لم تستمع اليها
عندك الاكل اهو... كلتى.. كلتى مكلتيش انتى حرة
لتكمل ز هى تنجه نحو الباب مقاومة غريزة الامومة التى توبخها لمعاملتها بتلك القسۏة
لو عوزتى حاجة ابقى خبطى على الباب... ابوكى لسه مانع انك تخرجى برا اوضتك...
ثم خرجت مسرعة مغلقة الباب خلفها بينما ظلت هاجر مكانها عدة لحظات تتطلع امامها باعين فارغة قبل ان ټنفجر منتحبة في بكاء مرير لاطمة خدييها وهى تصرخ بهستيرية وهى تعلم انه لا يوجد امامها مهرب من مصيرها المحتوم...
بعد مرور عدة ايام...
كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة تشاهد مسلسلها المفضل بينما كان راجح نائم بغرفة النوم..
مستغلة نومه هذا حتى تشاهد التلفاز فقد كان بالايام الماضية لا يسمح لها بمشاهدته حتى تنهى الواجب الدراسى الذى اعطاه لها...
فقد بدأ يدرس لها بنفسه كان
لكنه كان يضيق الخناق عليها حيث كان يلاحقها في كل وقت مصرا ان تدرس.. كانت تتابع التلفاز بتركيز و استمتاع بينما تتناول الفشار من الصحن الذى امامها لكنها انتفضت فازعة عندما اتى صوته من خلفها
الله... الله على المذاكرة...
الټفت اليه و هى تضع يدها فوق صدرها محاولة تصنع الفزع حتى تجعله يلين
بسم الله الرحمن الرحيم خضتنى يا راجح حرام عليك
لم يجيبها حيث ظل واقفا يستند الى اطار باب الغرفة و تعبير حاد صارم على وجهه مما جعلها تغمغم بارتباك
ذاكرت... بس قولت الحق اتفرج على المسلسل..
اشار بيده اليها قائلا بحدة
تعاليلى.....
استقامت بجلستها راسمة على وجهها الحزن محاولة كسب استعاطفه
يا راجح و نبى...سيبنى بس اخلص الحلقة دى.....
هز رأسه برفض قاطع قائلا بصرامة و قسۏة
امبارح قولتى كده و قعدتى تتمسكنى لحد ما سيبتك براحتك وفى الاخر لا ذاكرتى و لا اتنيلتى...
ليكمل بحدة جعلتها تنتفض واقفة فى الحال
اقفلى الهباب ده و تعالى.....
اغلقت التلفاز من ثم تابعته للخارج حيث كان يجلس على طاولة الطعام و امامه الكتب الدراسية الخاصة بها..
جلست على المقعد بجانبه بوجه متجهم يملئه التمرد...
دفع امامها دفترها و القلم قائلا
يلا كملى الواجب....
تناولت القلم من ثم بدأت بالكتابة بينما ظل هو بجانبها يراقبها لكن لم تمر دقائق الا رفعت رأسها نحوه قائلة
انا عطشانة....
لتكمل و هى تنهض و اقفة
هقوم اشرب....
لكنه اسرع واقفا دافعا اياها بلطف معيدا اجلاسها على المقعد مرة اخرى و هو يعلم انها تتحجج
لا اقعدى و انا هجيبلك
تشربى...
رمقته بحدة بينما تراقبه و هو يتجه نحو المطبخ ليعود بعد لحظات و كوب ماء بين يديه وضعه بين يديها لترتشف منه القليل من ثم وضعته فوق الطاولة..
اشار راجح برأسه نحو الدفتر الذى امامه بأمر صامت بان تتابع كتابة الواجب..
تناولت القلم و اخذت تكتب قليلا قبل ان تنهض مرة اخرى قائلة
عايز اعمل حمام...
زفر راجح پغضب و حنق قائلا بحدة و هو يجز على اسنانه
روحى يا صدفة... اعملى حمام...
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها قبل ان تنهض و تتجه نحو الحمام لكنها اطالت به مما جعل راجح يفرك وجهه پغضب من حركاتها الطفولية تلك فقد كانت تتهرب من المذاكرة يعلم انه يضغط عليها لكنه يريد ان يتقدم معها بالدراسة مستغلا وقت فراغهم هذا قبل ان يعود هو للعمل و تنشغل هى عندما تلد بأطفالهم..
طرق على باب الحمام قائلا بحدة
اطلعى يا صدفة يلا....
هتفت من الداخل مجيبة اياه
ثوانى.....
لكنه قاطعها هاتفا پغضب
بلا ثوانى بلا زفت عليا النعمة لو ما طلعتى هدخل اجيبك من شعرك.....
وصل اليه صوتها من الداخل هاتفة بحنق و تذمر
طالعة... طالعة اهو...
لم تمر ثوان الا و فتحت الباب و خرجت لتجده يقف مستندا على اطار الباب بينما يعقد ذراعيه فوق صدره ترتسم الصرامة على وجهه اقتربت منه واقفة امامه ترفع رأسها نحوه و هى تقف على اطراف قدميها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة قائلة بعصبية و هى تضييق عينيها عليه پغضب
فى ايه حتى الحمام قرفنى فيه... مش عارفة اخد راحتى.. بطل افترى بقى
قاوم راجح نوبة الضحك الصاعدة بداخله على مظهرها هذا تنحنح راسما الجدية على وجهه دافعا اياها برفق نحو الطاولة
بطلى دلع... و يلا علشان تكملى واجبك...
زفرت بحنق بينما تتقدمه نحو الطاولة تجلس عليها وتعاود الكتابة مرت دقائق بسلام قبل ان تلقى القلم مرة اخرى قائلة و هى تفرك بطنها
جعانة....
ضيق عينيه محدقا بها پغضب حيث وصل الى حافة سيطرته معها
جعانة ايه... احنا مش لسه واكلين من 3 ساعات بس.....ده انا بطنى مش قادر منها...
هتفت بحدة و استياء و هى تضع يدها فوق بطنها المنتفخة
و هو انا زيك... انا باكل ل....
قاطعها ببرود و صوت حازم و هو يشير نحو الدفتر الذى امامها
خلصى كتابة الواجب الاول.... بعد كدة كلى براحتك....
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحزن
و الله.. يعنى افضل انا و عيالك جعانين كل الفترة دى....
اومأ برأسه قائلا ببرود و هو يتجاهل محاولاتها في اثارة عطافته و استغلال حبه لهم
اها عادى....خلصى انتى و اناى تاكلى بسرعة
هزت رأسها قائلة پغضب وقد اختفى الحزن السابق من صوتها رافعة احدى حاجبيها بحدة
والله يعنى انت شايف كدة...
اجابها ببرود و هو يقاوم بصعوبة الصوت الذى يخبره ماذا اذا كانت جائعة حقا
اها شايف كده....
ليكمل و هو ضړب الطاولة بيده
و اخلصى بقى و اكتبى الواجب... كان زمانك خلصتيه....
نظرت اليه بحدة قبل ان تختطف القلم من فوق الطاولة وتبدأ بالكتابة مرة اخرى راسمة على وجهها تعبير حزين .
بينما كان هو يراقبها و قد جعل الحزن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق قبل ان يغمغم باستسلام
عايزة تاكلى ايه...!
لم تجيبه و ادارت ظهرها له رافضة التحدث معه..مما جعله يغمغم باسمها محاولا جذب انتباهها لكنها رفضت الجابة عليه و استمرت على صمتها
تتصنع التركيز في الدفتر الذى امامها و وجهها متجهم.. لكنها شعرت بالتشوش عندما انتقل من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لها حاولت التركيز
بحركة كالريشة هامسا بصوت اجش
عايزة تاكلى ايه يا مهلبية...
مما جعل شفتى راجح تلتوى في ابتسامة و هو يدرك انه اغضبها بردوده الباردة....
نهض و اتجه نحو المطبخ صنع لها عدة شطائر و كوب من العصير ثم عاد مرة اخرى واضعا اياه امامها قائلا و هو يقف بجانبها
اتفضلى يا ستى...
علشان بحس بغلاوتى عندك وانت بتحاول تراضينى...و بتهتم بيا...بتحسسنى انى زعلى عندك مهم ... انا عمرى ما حد دلعنى خالص يا راجح ابويا قبل ما ېموت كان طبعه قاسى و كان على طول بيزعق و بيضرب... و امى اتجوزت متولى على طول بعد ما ماټ... و كانت على طول بتحاول تراضى متولى حتى ولو على حسابى انا بالنسبالهم مكنتش غير
خدامة في البيت و لما كبرت و عودى شد شوية رمونى في الشارع اشتغل و اصرف عليهم....
انقبض صدر راجح بالألم فور سماعه كلماتها تلك مرر يده بحنان بينما يزيد من احتضانه لها و هو يسمعها