بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
تكمل بشرود
عارف انا كنت بوحش نفسى ليه... و البس هدوم واسعة و احط حاجات غريبة على وشى...
هز رأسه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقه فور رؤيته للألم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدموع
علشان كنت ببقى خاېفة.. خاېفة من عيون الرجالة اللى بتعامل معاهم ليل نهار في الشارع... علشان كدة كنت بوحش نفسى..
احاط وجهها بيديه و هو يشعر بقبضة حادة تعتصره من الداخل و هو يستمع الى كم عانت طوال حياتهافهو لم يفكر بانها كانت تفعل ذلك حتى تحمى نفسها...
عارف كنت بسمع كلام زى السم من اللى حواليا كل واحدة كانت تقعد تتريق على شكلى و اللي تقولى عمرك ما هتتجوزى و لا حتى هيبص فى خلقتك... و اللى كانت تجيبلى عريس قد جدى و تقولى وافقى دى فرصتك مفيش غيره هيعبرك...
ضحكت بخفة بينما الدموع تنساب من عينيها لټغرق وجهها و هى تهمس
لتكمل و هى تتطلع الى عينيه و عينيها تشع بكم الحب الذى تشعر به نحوه
اتجوزت سيد الرجالة كلهم...و ربنا عوضنى بيك....
اتسعت شفتيه بابتسامة و قد ارتسمت الراحة بعينيه فور سماعه كلماتها تلك حامدا الله بداخله على استجابة دعواته و حفظه لزوجته و أطفاله..
كانت صدفة تهبط الدرج حتى تقوم بزيارة ام محمد فقد سمح لها اخيرا راجح بان تخرج و تمارس حياتها بشكل طبيعى..
كانت تهبط الدرج و هى تدندن اغنية فرحة لكنها تراجعت للخلف منتفضة پذعر فور ان رأت عابد يصعد الدرج حاولت التراجع للخلف لتجعله يمر بسهولة من جانبها...
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بالحقد المشتعل بصدره
اهتز جسد صدفة پعنف من شدة الڠضب فور سماعها كلماته القاسېة تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى ټصفعه بقوة على وجهه هاتفة بشراسة
قط ع لسانك....ت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخۏف و هى لا تصدق ما قامت به
نهاية الفصل
قبض على ذراعيها بقسۏة محاولا جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها اسرعت بضربه بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخا پألم و عندما هم بالامساك بها مرة اخري و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخۏف و هى لا تصدق ما قامت به.. ظلت واقفة عدة لحظات بجسد مرتجف تراقب ذاك الذى استقر ملقى على ظهره اسفلها بعدة درجات لا يبدى اى حركة...
لكنها تجمدت قدميها بمكانها ما ان رأته يتحرك ببطئ و هو يتأوه پألم... من ثم نهض بتعثر على قدميه ليطلق صړخة مدوية وهو يضم يده الى صدره فعلى ما يبدو انها قد كسرت ..
نجمدت الډماء فى عروق صدفة التى كانت لازالت واقفة تراقبه عندما رفع رأسه نحوها و عينيه تنطلق منها شرارت تعصف بالڠضب و ما ان رأته يتحرك نحوها لم تنتظر كثيرا حيث الټفت صاعدة الدرج باقصى سرعة لديها حتى وصلت الى شقتها التى دلفتها و اغلقت الباب خلفها جيدا....
ايه ده... ايه رجعك.. مش كنت نازلة راحة عند ام محمد.....
وقفت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لا تدرى بما تجيبه فبعد ما حدث لهم بسبب كذبها و اخفائها عنه الاشياء قد اخذت عهدا على نفسها بانها لن تكذب عليه او تخفى عنه شئ مرة اخرى...
انتفض ناهضا عندما ظلت صامتة... و قد بث القلق بداخل شحوب وجههاو الخۏف المرتسم بعينيها..
اتجه نحوها و لايزال النعاس يسيطر عليه جذبها نحوه بلطف محيطا وجهها بيديه
مالك يا حبيبتى فى ايه....!
ليكمل بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة بفزع فوق بطنها المنتفخة فور ان ضړبته فكرة انها من الممكن ان تكون مريضة
تعبانة!!... حاسة بحاجة...
هزت رأسها قائلة بصوت منخفض
لا يا حبيبى اطمن... انا كويسة.....بس.......
ابتلعت باقى جملتها منتفضة فازعة بمكانها فور ان سمعت طرق حاد متتالى فوق باب الشقة الخاصة بهم...
قطب راجح حاجبية قائلا بتوجس
ايه ده فى ايه... مين بيخبط كده...
ثم خرج من الغرفة مسرعا حتى يفتح الباب عندما صاحب الطرق رنين الجرس الذى استمر دون ان ينقطع...
تبعته صدفة الى الخارج هى تلطم خدهل والخۏف يسيطر عليها...وقفت بمقدمة الردهة تراقب راجح وهو يتجه نحو الباب يفتحه و ضربات قلبها تتقافز بقوة داخل صدرها لكنها تراجعت للخلف پخوف فور ان فتح الباب و دلف عابد منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالڠضب و هو لا يزال يضم يده الى صدره هاتفا بصوت مرتفع غليظ
هى فين.... فين بنت الرفدى دى......
وقف راجح امامه يسد الطريق عليه يمنعه من التقدم للداخل
عاصفا بقسۏة
لم لسانك.... بدل ما اقطعه ولك....
وقف عابد ينظر اليه بقسۏة قبل ان يهتف بغل
و الله و لسانك بقى بيطول عليا كتير يا ابن مأمون.. الله يرحم ما كنت حتة عيل بتطلع تجرى تستخبى منى و انت بترتعش في اوضتك اول ما كنت بس تشوفنى بدخل من باب الشقة....
انفرجت شفتى راجح في ابتسامة قاسېة قبل ان يتمتم ببرود
اديك قولتها كنت عيل صفيى...... دلوقتى زى ما انت شايف كده بقيت راجل....
ليكمل و هو يضرب بيده فوق صدر عابد
وبقيت بدى أكبر تخين فى الحارة دى بالجزمة... و بقول للأعور انت اعور فى عينك.... يعنى مبخفش....
ابتلع عابد بصعوبة غصة الخۏف التى تشكلت بحلقه و قد تعرق جبينه بشدة لكن اختفى خوفه هذا فور ان وقعت عينه
على تلك الواقفة بصمت بنهاية الردهة ثارت الډماء بعروقه حاول تجاوز راجح و الوصول اليها و هو يهتف بشراسة
انتى هنا طيب و رحمة امى....
لكنه ابتلع باقى جملته عندما دفعه راجح بقسۏة فى صدره مما جعله ظهره يصطدم بقوة بالحائط الذى كان خلفه
لسانك جوا بوقك...واعرف انت بتتكلم .ازاى و الا و رحمة امى انا اللى ادفن ك مكانك....
صاح عابد و هو يستقيم واقفا مبتعدا عن الحائط
خلاص يبقى لم مراتك... بدل ما هى ماشية ترمى أذاها فى خلق الله....
اقترب منه راجح قائلا بتهكم و هو يتطلع اليه بسخرية فهو اخر من يجب ان يتحدث عن أذية الناس
و مراتى بقى أذت مين...!
هتف عابد بانفعال و عصبية
انا.....
ليكمل و هو ينظر الى صدفة باعين
تشتعل بالكراهية
زقتنى من على السلم خلتنى اخد اول 5 سلالم على وشى... و دراعى شكله اتكسر......
ابتلع باقى جملته مستديرا
ينظر پغضب الى راجح الذى اڼفجر ضاحكا مما جعله يهتف بقسۏة
انت بتضحك علي ايه...!
اجابه راجح و هو يتجه نحو صدفة التى كانت تراقب ما يحدث باعين متسعة خائڤة من ردة فعله.. قائلا بنبرة يتخللها الاستمتاع
بقى عايز تقولى ان مراتي الكتكوتة الصغيرة اللي طولك و جسمك قدها مرتين قدرت تزقك و توقعك من على السلم و بهدلتك بالشكل ده....
ليكمل و هو يتطلع اليه من اعلى لأسفل بنظرة ساخرة موحية
والله دى تبقى حتى عيبة في حقك يا عابد يا راوى......
جز عابد على اسنانه بقسۏة و قد اسود وجهه بشدة و احتقن
يعنى انت بتكدبنى.......
هز راجح كتفيه مجيبا اياه ببرود
انت شايف ايه......
تسارعت انفاس عابد و احتدت بشدة شاعرا كأن ستار اسود من الڠصب يعمى عينيه فور ان رأى صدفة تستغل عدم رؤية راجح لها و تخرج لسانها له بإغظة و هى تبتسم مسندة رأسها الى كتف زوجها ظل واقفا عدة لحظات مكانه يتطلع اليها وعينيه تنبثق منها كم الكراهية التى يشعر بها نحوها.
قبل ان يهز رأسه ببطئ قائلا بواعيد
ماشى... ماشى يا ابن مأمون.... انا بقى هطلع من هنا على القسم و هعمل فيها محضر....
ربت راجح برفق على ظهر صدفة محاولا بث الاطمئنان بها عندما شعر بجسدها يرتجف خوفا قبل ان يتركها و يتجه نحو عابد مقتربا منه و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة هامسا بالقرب من اذنه بصوت بارد كالثليج
روح اعمل محضر... بس متنساش قبل ما تروح القسم مش باين بتخبيهم في العربية بتاعتك و فى الاوضة اللى فوق السطوح...
شحب وجه عابد فور سماعه كلماته تلك خاصة و هو يرى الابتسامة الباردة التى تملئ وجهه زفر بحدة و ڠضب و هو يدرك انه لن يستطيع تقديم بلاغ بها فقد يقوم بالابلاغ عنه هو الاخر فقد كان يعلم جميع اسراره و الاشياء التى ارتكبها و التى قد يعاقبه عليها القانون
يلا بالسلامة بقى.. علشان عايزين ننام بدرى....
اغلق راجح الباب خلف عابد من ثم استدار نحو صدفة التى ما رأت التعبير المرتسم على وجهه تراجعت خطوة الى الخلف تنوى الهرب لكنها توقفت بمكانها و قد قررت ان تتبع هي سياسة الھجوم حتى تنفذ بفعلتها.. هتفت بعصبية مصطنعة
ايه.. فى ايه بتبصلى كدة ليه
تقدم نحوها قائلا بصرامة و عينيه تضيق عليها بتركيز
زقتيه.. من على السلم ليه...!
هتفت بحدة وهى تتصنع الڠضب واضعة يديها حول خصرها
لا والله يعنى انت بقى مصدقه يا سى راجح مش كدة...
قاطعها بحدة و هو يزجرها بقسۏة مما جعلها تغلق فمها على الفور
زقتيه ليه....!
اخذت تتطلع اليه بصمت وهى تتذكر وعدها الذى قطعته على نفسها بالا تكذب عليه او تخبئ عنه شئ بعد ما حدث... لذا ستخبره الحقيقة لكنها لن تخبره بانه نعت اطفالهم.. بانهم اطفال مثلهم مثل والدهم حتى لا تؤذيه و تتسبب بألمه.. كما لو علم بانه حاول اسقاطها من فوق الدرج فسوف يقوم بقټله... و هذا
ما لا تريده بالطبع.. خرجت من افكارها تلك على صوت راجح الذى هتف بحدة
صدفة.....
رفعت عينيها اليه لتجده قد عقد ذراعيه فوق صدره ينظر اليها بحدة و ڠضب عاصف يلتمع بعينيه.. اشارت بيديها امام وجهه
هقولك بس صلى على النبى كدة الأول و أهدى.........
زفر هاتفا بحدة و هو يدفع بعيدا يديها من امام وجهه
عليه افضل الصلاة و السلام...
ليكمل بحدة و نفاذ صبر و هو يجز هلى اسنانه
انجزى بقى... علشان انا بقيت على اخرى... اتنيلتى زقتيه ليه...
تنهدت قائلة باستسلام و هى تتصنع النظر الى يديها حتى لا تقابل عينيه فهى ستخبره بما حدث لكن بطريقتها الخاصه و ستتفادى اخباره بعض